يُقصد بالاتجاه في الأسواق المالية ذلك الاتجاه العام الذي يتحرّك فيه سعر أصلٍ ما، وتداول الاتجاه إستراتيجيةٌ يستخدمها المستثمرون لتحديد التحركات السعريّة بوجهٍ عام من أجل تحقيق الأرباح.

في هذا الدليل، سنشرح لكم ما هو تداول الاتجاه؟ وسنتعرّف على منهجيته بالتفصيل، كما سنسلط الضوء على أشهر شركات الوساطة التي يمكن للمستثمرين الاستعانة بها في تداول الاتجاه اليوم.

ما هو تداول الاتجاه؟

تداول الاتجاه هو إستراتيجيةٌ تُستخدم لتحديد اتجاه زخم السوق، ومن خلالها يحلل المستثمر الاتجاه المستقبليّ لسعر أصلٍ ما ومن ثمّ يفتح صفقته بناءً على ذلك. ونظراً لأن هذا التعريف قد يكون مُربكاً بعض الشيء وخاصّةً بالنسبة للمتداولين المبتدئين، دعونا نوضّح لكم الأمر بمصطلحاتٍ أكثر بساطةً:

  • لنفترض أن سعر الأصل يزداد على مدار فترة زمنيةٍ محدّدة.
  • تُعد هذه الزيادة بوجهٍ عام اتجاهاً صاعداً.
  • عند سيطرة الاتجاه الصاعد على سعر الأصل، يفتح المتداول صفقة شراء.
  • أي أنه يشتري الأصل بسعرٍ منخفضٍ ويبيعه بسعرٍ مرتفع – وبالتالي يُحقق ربحاً من هذه الصفقة.
  • من ناحيةٍ أخرى، يمكن أن ينخفض سعر الأصل أيضاً، ممّا يشير إلى اتجاهه الهابط.
  • وعند حدوث هذا، قد يختار المتداول فتح صفقة بيع.

ببساطة، يكمن الهدف من هذه الإستراتيجية في فهم كيفية توجّه سعر الأصل في المستقبل ومدى استمرارية اتجاهه الحاليّ. ولا يعتبر فتحُ الصفقة هوَ الجزء الأصعب في إستراتيجية تداول الاتجاه بل إغلاقُها في الوقت المناسب؛ فقد يعكس اتجاه سعر الأصل مساره في أيّ مرحلةٍ، وإن لم يُغلق المتداول صفقته قبل هذا التغيير في الاتجاه، فقد يضطر إلى إغلاقها متكبداً خسائرَ جسيمة.

وفي مثالٍ عن الاتجاهات، لنأخذ دراسة تاريخ مؤشر S&P 500 خلال السنوات الخمس الماضية. ففي المخطط البيانيّ أدناه، يُمثل الجزء الأخضر اتجاه السوق الصاعد (اتجاهٌ صاعد)، والجزء الأحمر يشير إلى مرحلة هبوط السعر (اتجاهٌ هابط).

ومن الملاحظ أن مؤشر S&P 500 شهد اتجاهاً صاعداً طوال عام 2019. كما يمكننا أن نرى أيضاً أن اتجاهه السعريّ كان صاعداً في الفترة الممتدة من منتصف عام 2020 وحتى نهاية عام 2021، أما في الفترة بينهما فقد شهد المؤشر عدّة اتجاهاتٍ هابطة.

المخطط البيانيّ لسعر مؤشر S&P 500

يُركّز المخطط البيانيّ أعلاه على اتجاهات السوق ككلّ، علماً بأن أيّ أصلٍ لا يتحرّك وفق مساراتٍ مستقيمةٍ صعوداً أو هبوطاً بل تأتي الحركة في شكل تذبذباتٍ متأرجحةٍ بين الصعود والهبوط. ولكن لتشكيل اتجاهٍ ما، يجب أن تكون الحركة العامّة في نفس الاتجاه.

  • يمكن أن يكون اتخاذ القرارات الاستثمارية المبنية على الاتجاهات مُربحاً شريطة أن يعرف المتداول الوقت المناسبَ لإغلاق الصفقة.
  • كما يمكن تطبيق إستراتيجية تداول الاتجاه على جميع فئات الأصول بدايةً من الأسهم والفوركس، ووصولاً إلى السلع والعملات الرقمية.

مع ذلك، يمكن أن يكون تداول الاتجاه محفوفاً بالمخاطر، كما هو الحال مع جميع الإستراتيجيات الأخرى. وفي الأقسام التالية من هذا الدليل، سنتعمّق في فهم إستراتيجية تداول الاتجاه مع مزيد من التفصيل.

ما هي آلية عمل إستراتيجية تداول الاتجاه؟

يستند تداول الاتجاه إلى فرضيةٍ بسيطةٍ وهي أنه عندما يبدأ الأصل بالتحرك في اتجاه محدّد، فعلى الأرجح أن هذا الاتجاه سيستمرّ لفترة زمنيةٍ معينةٍ. ويسمح اكتشاف الاتجاه قبل حدوثِهِ أو في بداية تشكّله للمستثمرين بالاستفادة منه في وقتٍ مبكر، وبالتالي تحقيق ربحٍ محتملٍ.

وعند شروع المستثمرين بتعلم كيفية تداول الاتجاه، يجب عليهم أولاً التعرّف على أساسيات التداول. لذا، نقدم لكم نظرةً معمّقةً على ثلاثة أنواع رئيسيةٍ من الاتجاهات، وكيف يمكن للمتداول استغلالها إلى الحد الأقصى.

الاتجاه الصاعد

يكون الاتجاه صاعداً عندما يكون الاتجاه العام لسعر الأصل متوجهاً نحو الأعلى، ويتألف هذا الاتجاه من قمم وقيعانٍ صاعدةٍ، كما هو موضّحٌ في الصورة أدناه. وفي حال استمرارية تحرك السعر في هذا الاتجاه، فإن الاتجاه الصاعد يُعتبر قوياً ومتماسكاً.

 مخطط بيانيٌّ يوضّح شكل الاتجاه الصاعد

عادةً ما توفر الاتجاهات الصاعدة فرصاً رائعةً لصفقات الشراء، بمعنى أن المستثمرين يستهدفون دخول السوق بسعرٍ منخفضٍ وبيع الأصل بربح.

الاتجاه الهابط

إذا انخفض سعر الأصل، فإن ذلك يعني وجود اتجاه هابط؛ أي أن قيمة الأصل تنقص خلال فترة زمنيةٍ محدّدة.

مخطط بيانيٌّ يوضّح شكل الاتجاه الهابط

عند النظر في كيفية التداول باتجاه الهابط، فغالباً ما يختار المستثمرون المضاربة على تراجع سعر الأصل بالهامش وهو ما يتطلّب من المتداول أن يضع أمراً “لبيع الأصل” أولاً، ثم يخرُجُ من الصفقة عن طريق وضع أمرٍ للشراء بأرباحٍ إذا حالفه الحظ.

الاتجاه العرضيّ

يُقال عن الاتجاه بأنه عَرضِيٌّ -أو بأن السوق مستقرّةٌ- حينما لا يتم تداول سعر الأصل بالاتجاه الصاعد أو الهابط، بل يتحرّك السعر بشكلٍ أفقيّ؛ وعند حدوث هذا يتم التداول في تلك السوق عادةً ضمن نطاقٍ ضيّقٍ بدلاً من تشكيل اتجاه واضح للأعلى أو للأسفل. على سبيل المثال، إذا تم تداول الأسهم في نطاقٍ يتراوح بين 50 إلى 52$ على مدار شهرٍ، فإنه يُعتبر اتجاهاً عَرضِياً.

  • يمكن أن يُعزى الاتجاه العرضيّ إلى عدة أسباب: فقد يفقد المستثمرون الاهتمامَ بالأصل، أو قد تظهر مؤشراتٌ اقتصاديةٌ أخرى تؤثر على السوق بشكل عام.
  • على سبيل المثال، قد تستقرّ الأسواق قبل بضعة أيامٍ من حدثٍ محدّد ظهوره في وقتٍ ما ويترقب المتداولون الإعلان عنه.
  • لا يعني الاتجاه العرضيّ عدم وجود فرص تداولٍ، ولكن في هذه الحالة، ستكون الاتجاهات قصيرة الأجل وقد تستمرّ لدقائق أو ساعاتٍ أو أيام.

بطبيعة الحال، من الضروريّ في هذه الأوقات معرفة متى سيحدث الاتجاه وكيفية القيام بالتصرّف الأمثل عند حدوثه. ويجدر بنا التنبيه إلى أنه عند كسر خط الاتجاه، فإن ذلك يُعد بمثابة إشارة تحذيريةٍ إلى أن النمط ككلّ قد يتغيّر. ومع ذلك، يجب على المتداولين التأكد من هذا بواسطة إستراتيجياتٍ ومؤشراتٍ أخرى قبل اتخاذ أيّ إجراء معيّن.

المدى الزمنيّ للاتجاه

يمكن للاتجاهات أن تكون صاعدةً أو هابطةً أو حتى عرضيّةً، ولكن لا يوجد إطارٌ زمنيٌّ محدّدٌ لحركة السعر كي تصبح اتجاهاً؛ مع العلم بأن قوة الاتجاه تزداد كلما استمرَّ لفترة أطول. ومع ذلك، يعتمد ما يُعتبر اتجاهاً على نوع المتداول أيضاً. مثال:

  • بالنسبة للمتداول اليوميّ، يجب أن يقلَّ المدى الزمني للاتجاه عن 24 ساعةً؛ أي يمكن أن تكون مدة تداول الاتجاه 4 ساعاتٍ أو تدوم لمجرّد 4 دقائق.
  • ونظراً لأن المتداول اليوميّ بإمكانه فتح العديد من الصفقات في غضون 24 ساعةً، فإنه سيبحث عن اتجاهاتٍ قصيرة الأجل.
  • أما بالنسبة للمستثمرين على المدى الطويل، قد يكون الاتجاه المفيد هو الذي يستمرّ لعدة أسابيع أو حتى عدّة أشهر.

ويمكن تطبيق إستراتيجية تداول الاتجاه وفق مجموعةٍ متنوّعةٍ من الأطر الزمنية، فيما تميل التوقعات إلى أن تكون أكثرَ دقةً عند التداول على المدى المتوسط أو الطويل. وعند طرح سؤالٍ مثل: “ما هو اتجاه السوق؟”، ستكون الإجابة هيَ أنه يمكن أن يكون صاعداً وهابطاً في آنٍ واحد. أي بعبارة أخرى، طالما أن سعر الأصل يتحرك في نفس الاتجاه خلال الإطار الزمنيّ المحدد، فيمكن تسمية ذلك اتجاه السوق.

نظرة معمّقة على إستراتيجية تداول الاتجاه

بعدما أوضحنا لكم ما هوَ تداولُ الاتجاه؛ دعونا الآن نستكشف هذه الإستراتيجية من خلال أمثلةٍ توضيحية. فمثلاً، يُظهر المخطط البيانيّ التالي اتجاهاً صاعداً لأسهم شركة آبل (Apple)، وقد بدأ هذا الاتجاه في الأسبوع الأخير من شهر حزيران/يوليو 2022 واستمرَّ حتى الأسبوع الثالث من شهر آب/ أغسطس. ويمكن لهذا الاتجاه أن يُعزى إلى عدّة عوامل.

مخطط بيانيٌّ لاتجاه سعر أسهم شركة آبل

أولاً، استفادت أسهم شركة آبل من دورة صعود السوق العام خلال هذه الفترة. ثانياً، تم الإعلان عن خطط آبل لزيادة استثماراتها في مجال الإعلان الرقمي، وهو الأمر الذي لاقى ترحيباً من قبل السوق.

  • كما أعلنت آبل عن نموّ صافي مبيعاتها في الربع الثالث من عام 2022.
  • وأدى هذا إلى اتجاه صاعد موفراً فرصةً للمتداولين بفتح صفقات شراء. ومع ذلك، فخلال هذا الاتجاه الصاعد، انخفض السعر دون خط الاتجاه عدّة مرات.

وكما هو واضحٌ في حالة آبل، لا يعني انخفاض السعر أنّه قد أوشك على اختراق الاتجاه نحو الأسفل، بل نجد أن سعر أسهم آبل قد استمرَّ في الارتفاع. وفي هذه الحالة، يمكن تقسيم الاتجاه إلى فتراتٍ قصيرة لتحديد حركة السعر.

مخطط بيانيٌّ لسعر سهم شركة آبل في إطارٍ زمنيٍّ قدره ساعةٌ واحدةٌ

ومع ذلك، فقد استمرَّ الاتجاه لمدة شهرين فقط، وبدأ بعكس مساره في نهاية شهر آب/أغسطس. وفي حين أنه لا يوجد سببٌ محدّدٌ لذلك، يعتقد الكثير من المحللين أنه يعود إلى القلق العام بشأن ارتفاع أسعار الفائدة. فعلى سبيل المثال، في السادس عشر من شهر آب/أغسطس، أشارَ محافظ الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول (Jerome Powell) إلى أن أسعار الفائدة ستستمرّ في الارتفاع، وظهر أثر ذلك بشكلٍ سلبيٍّ على سوق الأسهم، خاصّةً بالنسبة لشركات التكنولوجيا من أمثال آبل.

ومنذ ذلك الحين، بدأت الأسهم بالانخفاض ممّا عزّز من عمليات المضاربة على تراجع سعر الأصل بالهامش (short-selling)؛ ليفتحَ أولئك الذين تمكنوا من تحديد هذه الاتجاهات سلفاً صفقاتِهم وفقاً لذلك.

أشهر إستراتيجيات تداول الاتجاه

يميل المتداولون بالاتجاه لفتح صفقاتهم استناداً إلى نمط سائد أو قادم، ويتركون صفقاتهم مفتوحةً إلى أن تظهر علاماتٌ على تحوّل الاتجاه. لذا، فعند تطبيق هذه الإستراتيجية، نجد أنه من الضروريّ تعلم كيفية تحديد الاتجاه، أي بعبارة أخرى يجب أن تكون لديكم فكرةٌ عن أبرز محرّكات الاتجاه.

وهنالك طرقٌ مختلفةٌ لتحديد الاتجاه، فبينما يعتمد بعض المستثمرين على التحليل الأساسيّ للتنبؤ بالاتجاه، يختار آخرون التحليل الفنيّ. وسنتناول فيما يلي بعض الإستراتيجيات الأكثرِ شيوعاً لتبنّيها عند تداول الاتجاه.

التحليل الأساسيّ

كما أشرنا سلفاً، يمكن استخدام إستراتيجية تداول الاتجاه مع جميع فئات الأصول. لذلك، وعند التعرّف على كيفية تداول الاتجاه، قد يصل المستثمرون إلى قراراتهم بناءً على التحليل الأساسيّ للسوق. ففي حالة الأسهم، يأخذ هذا النوع من التحليل بعين الاعتبار التغيّرات في الأرباح، والإيرادات، ونموذج العمل، والمؤشرات الاقتصادية الأخرى.

وعلى سبيل المثال، إذا كان من المتوقّع أن تعلن الشركة عن ارتفاع إيراداتها في تقريرها ربع السنويّ للأرباح، فقد يؤدي هذا إلى حدوث اتجاه صاعد في السوق. وفي المقابل، إذا لم يتحقّق هذا السيناريو، فقد تشهد السوق اتجاهاً هابطاً.

مخطط بيانيٌّ يوضّح بيان دخل الشركة والإيرادات وصافي الدخل

بالمثل، فقد يتنبأ مستثمرو العملات الرقمية بأن ثمّة اتجاهاً صاعداً على وشك البدء إذا دخلت عملةٌ رقميةٌ في شراكةٍ جديدة مع شركةٍ ما. وعلى سبيل المثال، عندما أعلن إيلون ماسك (Elon Musk) أن شركة تسلا (Tesla) ستبدأ بقبول عملة دوجكوين (Dogecoin-DOGE) كوسيلةٍ للدفع، ارتفعَ سعر هذه العملة، ولكن هذا الاتجاه استمرَّ لفترة قصيرة وحسب.

ويساعد تطبيق التحليل الأساسيّ المستثمرين على تحديد الكيفية التي يمكن أن يتحرّك فيها السوق، فقد يتمكن المتداولون من تقدير أداء السوق المستقبليّ بشكلٍ تقريبيٍّ من خلال تحليل الاتجاهات التاريخيّة.

التحليل الفنيّ

على الرغم من أن التحليل الماليّ قد يقدم بعض المعلومات المفيدة، يفضّل العديد من المتداولين استخدام الأدوات الفنية للحصول إلى توقعاتٍ أكثرَ دقةً. وثمة العديد من المؤشرات الفنية التي يمكن استخدامها لتوقع الاتجاهات، ولكننا سنركّز -في هذا الدليل- على الإستراتيجيات الأكثر استخداماً من قبل المتداولين.

مؤشرات متوسطات الحركة

متوسطات الحركة هيَ المؤشرات الأكثر استخداماً لتداول الاتجاه، فهي تساعد في تحديد مسار الاتجاه والزخم وأيّ تغيّرٍ محتمل. ويُسهّل هذا النوع من المؤشرات حركة السعر عن طريق الوصول إلى قيمةٍ متوسّطة.

مخطط بيانيٌّ لمتوسطات الحركة المستخدمة في سهم شركة آبل

يمكن تحديد مؤشرات متوسطات الحركة على أطرٍ زمنيةٍ معينةٍ سواءً كانت 30 دقيقةً، أو 10 أيام، أو أسبوعين، أو أيّ فترة يختارها المتداول. إذاً، كيف تُساعد هذه المؤشرات في اكتشاف الاتجاه؟

  • ببساطة، تعمل متوسطات الحركة كدعم أو مقاومةٍ لخطوط الاتجاه.
  • عندما يستقرّ سعر السهم أعلى مؤشر متوسط حركةٍ ما، فإن هذا يُعد إشارةً على اتجاه صاعد عام. وفي هذه الحالة، سيعمل مؤشر متوسط الحركة كدعمٍ، لذلك يرتدّ السعر عندما يلامس هذه النقطة.
  • من ناحيةٍ أخرى، إذا استقرّت حركة السعر أسفل متوسط الحركة، فسوف يتكوّن اتجاهٌ هابطٌ ليشكّل هذا المؤشر المقاومة؛ أي عندما يصل السعر إلى هذه النقطة فسوفَ يبدأ بالانخفاض مرّةً أخرى.

وعادةً ما يتم دمج متوسطات الحركة مع أدوات تحليلٍ فنيٍّ أخرى لاتخاذ قرارٍ ما.

مؤشر القوة النسبية (RSI)

يستعين المتداولون أيضاً بمؤشرات وإستراتيجيات الزخم لاكتشاف الاتجاهات في السوق. ويُعد مؤشر القوة النسبية (RSI) أحد أكثر المؤشرات شيوعاً، وعادةً ما يُستخدم هذا المؤشر مع متوسطات الحركة.

مخطط بيانيٌّ يوضّح استخدام مؤشر القوة النسبية في سهم شركة آبل

فعلى سبيل المثال، قد يبحث المتداولون عن اتجاه صاعد باستخدام مؤشر متوسط الحركة ومن ثمّ يستخدمون مؤشر القوة النسبية لتحديد توقيت دخولهم وخروجهم من السوق. لهذا، قد ينتظر المتداولون حتى يرتفع -أو ينخفض- مؤشر القوة النسبية ليصلَ إلى نقطةٍ محدّدة حتى يقوموا بالبيع أو الشراء.

  • تتراوح قيمة مؤشر القوة النسبية بين 0 و100.
  • إذا استقرَّ المؤشر فوق 70، فهذا يعني أن الأصل يستقرّ في منطقة الشراء الزائد؛ أي أنها إشارةٌ لتراكم الزخَم في الاتجاه الهابط.
  • عندما يكون المؤشر أقلَّ من 30، فإنه يشير إلى بيع زائد؛ أي أنها إشارةٌ لتراكم الزخم في الاتجاه الصاعد.
  • ومع ذلك، يمكن للمتداولين تعيين مستويات مؤشر القوة النسبية الخاصّة بهم لتحديد نقاط دخولهم وخروجهم من السوق.

أثناء تداول الاتجاه، قد يستقر مؤشر القوة النسبية ضمن نطاقٍ واسع، كمثالٍ على ذلك: قد يظلّ المؤشر فوق 30 ويصل إلى 70 عدّة مرات. ومع ذلك، إذا لم يتمكن مؤشر القوة النسبية من الوصول إلى 70 بشكلٍ متتالٍ خلال الاتجاه الصاعد دون بلوغ مستوى 30، فقد يشيرُ هذا إلى ضعف الاتجاه.

وبالمثل خلالَ الاتجاه الهابط، إذا لم يتمكن مؤشر RSI من الوصول إلى 30 عدّة مراتٍ قبل أن يصل إلى 70، فقد يعني ذلك أن الاتجاه قد ابتدأ بالتغيّر. ويمكن لهذه الإرشادات عند استخدام مؤشر RSI أن تساعد المتداولين في تحديد مدى قوة الاتجاه وكذلك التغيّرات المحتملة.

مؤشر متوسط الحركة الاتجاهية (ADX)

يُعَد متوسط الحركة الاتجاهية ​-​أو ADX- مؤشراً آخرَ يُستخدم في تحديد اتجاهات السعر. في الواقع، عند البحث عن أفضل مؤشرٍ للاتجاه، يفضّل العديد من المتداولين المخضرمين استخدام مؤشر ADX.

مخطط بيانيٌّ يوضّح استخدام مؤشر ADX في سهم شركة آبل

ويرجع هذا إلى أن مؤشر ADX يساعد المتداولين على قياس قوة الاتجاهات وتتراوح قيم هذا المؤشر بين 0 و100.

  • إذا أظهرَ المؤشر قيماً تتراوح بين 25 و100، فإنه يشير إلى قوة الاتجاه؛ فكلما زادت القيمة، زادت قوة الاتجاه.
  • إذا انخفضت قيمة المؤشر دون 25، فإنه يشير إلى اتجاه ضعيف.

وبطبيعة الحال، يتجنّب المتداولون الاتجاهات التي تنخفض دون 20، وتُعد قدرة مؤشر ADX على قياس مدى قوة الاتجاه هيَ الفائدة الرئيسيّة لهذا المؤشر؛ كما أنه ينبه المتداولين إلى تغيّرات زخم الاتجاه حتى يتمكنوا من تنفيذ إستراتيجيات إدارة المخاطر إذا اقتضى الأمر ذلك.

باختصار، تُعد المؤشرات آنفة الذكر مجموعةً من المؤشرات الفنية المتاحة لتداول الاتجاه، مع العلم بأن المتداولين المتمرّسين يقومون بدمج العديد من المؤشرات للتنبؤ بتطوّرات السوق.

مخاطر تداول الاتجاه

هل يُعد تداول الاتجاه إستراتيجيةً فعالةً؟ أجل، فهي إستراتيجيةٌ تمّ اختبارها زمنياً وتساعد المستثمرين على تحقيق أرباح من الأسواق المالية؛ ولكنّ هذا لا يعني أنها لا تنطوي على بعض المخاطر. وعندما تتعلمون كيفية تداول الاتجاه، فليس من المهم أن تتعرّفوا على التوقيت المثاليّ لدخول السوق فحسب، بل متى يجب عليكم إغلاق صفقاتكم قبل أن يعكس خط الاتجاه مسارَه.

فإذا فشلَ المتداولون باكتشاف ضعف الاتجاه، فقد ينتهي بهم الأمر إلى خسارة أموالهم. ولهذا السبب، فمن الضروريّ للغاية إدارة المخاطر بشكلٍ سليمٍ عند تداول الاتجاه؛ كما يتطلب تداول الاتجاه أن تتمتعوا بخبرة في استخدام الأدوات الفنية. وبالتالي، فهي الأنسب للمستثمرين المتمرّسين.

مخطط بيانيٌّ لسعر عملة بيتكوين

ويستخدم معظم متداولي الاتجاه أنواع الأوامر المتقدّمة مثل: الحدود ووقف الخسارة لحماية صفقاتهم، حيث تتيح لهم هذه الأوامر ضبط صفقاتهم لدى الدخول التلقائيّ إلى السوق عندما يصل السعر إلى مستوياتٍ محددة. وبهذه الطريقة، سيكون المتداولون على استعداد لإغلاق صفقاتهم قبل أن يغيّر الاتجاه مساره.

مع ذلك، قد لا تتحرك السوق دائماً وفقاً للاتجاه المتوقع، إذ يمكن أن يتغيّر مسار الاتجاه في أيِّ وقت، ويحتاج المتداولون إلى تقييم إستراتيجياتهم إذا تغيّرت السوق بشكلٍ غير متوقع.

أين يمكنكم تطبيق إستراتيجية تداول الاتجاه؟ مراجعة أشهر شركات الوساطة لتداول الاتجاه

بعد أن تناولنا إستراتيجية تداول الاتجاه بالتفصيل، دعونا نستعرض شركات الوساطة التي يمكن الاستعانة بها عند تنفيذ هذه الإستراتيجية. فعند اختيار أفضل منصّات التداول، يجب على المتداولين استكشاف الجوانب التالية:

  • أدوات وميزات تداول الاتجاه.
  • أنواع فئات الأصول المدعومة.
  • الوضع التنظيميّ لشركة الوساطة.
  • رسوم التداول والرسوم الأخرى.
  • تجربة المستخدم.
  • الحدّ الأدنى للإيداع وقيمة التداول.
  • خدمة العملاء.

وفيما يلي نستعرض أشهر شركة وساطةٍ لتداول الاتجاه:

شركة Capital.com: شركة وساطةٍ لتداول العقود مقابل الفروقات (CFD) تدعم العديد من الأصول

شعار شركة Capital.com

يُفضّل المتداولون الراغبون بالوصول إلى أسواق الأسهم والعملات الرقمية والسلع والفوركس لتداول الاتجاه الاستعانة بشركة Capital.com. وتشتمل هذه الشركة على منصّة تداولٍ متقدمةٍ تستفيد من الذكاء الصنعيّ لمساعدة المستخدمين في حساب الفرص المحتملة.

وبفضل أكثرَ من 70 مؤشراً فنياً وأدوات رسمٍ متطوّرة، ستزداد قدرة المتداولين على تحليل السوق. كما توفر Capital.com إمكانية استخدام TradingView وMetaTrader 4. بالإضافة إلى ذلك، سيتمكن المتداولون من استخدام التحليل العميق للسوق وغيرها من الرؤى المفيدة.

ولكن تذكروا أن Capital.com هي منصةٌ لتداول العقود مقابل الفروقات، لذا لا تسمح للمستخدمين بامتلاك الأصول. وفيما يمكن للمتداولين توقّع اتجاه سعر أصول CDF -وهي أداةٌ ماليةٌ مشتقّة- يتيح هذا للمتداولين تداول الاتجاهات الصاعدة والهابطة على حدٍّ سواء. علاوةً على ذلك، لا تفرض هذه المنصّة رسوماً على التداول.

واجهة مستخدم منصّة Capital.com

بالإضافة إلى ما سبق، تُقدم Capital.com موادّ تعليميةً، وتحتوي على قسم مخصّصٍ يتضمّن مراجعاتٍ حول كيفية تداول الأسهم والفوركس والعملات الرقمية وغيرها، مع العلم بأن الوصول إلى هذه الأدوات التعليمية لا يقتصر على مستخدمي Capital.com وحسب، ولكنها متاحةٌ للجميع.

علاوةً على ذلك، تُعد Capital.com إحدى أشهر منصّات التداول التجريبيّ في السوق؛ حيث يوفر حسابها التجريبيّ فرصةً للتداول بدون مخاطر، ويُعد الحساب أداةً مفيدةً لجميع المستثمرين من مختلف المستويات؛ كما أنها لا تفرض رسوماً على الإيداع أو السحب عند معالجة عمليات الدفع.

ويمكن لمستخدمي المنصة تمويل حساباتهم عن طريق المحافظ الإلكترونية والبطاقات المصرفيّة بحدٍّ أدنى للإيداع يبلغ 20$ فقط؛ كما يتم قبول التحويلات البنكية، ولكن يتعيّن على المستخدمين تحويل ما لا يقل عن 250$. وتجدر الإشارة إلى أن منصة Capital.com خاضعةٌ للتنظيم من قِبَل مجموعةٍ من المؤسسات البارزة وهيَ: هيئة الإدارة المالية البريطانية (FCA) والهيئة الرقابية القبرصية (CYSEC) والهيئة الرقابية الأسترالية (ASIC) وهيئة الخدمات المالية (FSA) والبنك الوطنيّ لجمهورية روسيا البيضاء (NBRB).

لمعرفة المزيد عن شركة الوساطة هذه، يرجى الاطلاع على مراجعتنا المفصّلة الخاصة بـ Capital.com.

الحد الأدنى للإيداع $20
رسوم التداول لا يوجد عمولة + الفارق السعري
وسائل الدفع التحويل البنكي، بطاقات الخصم/الائتمان، المحافظ الإلكترونية
رسوم الإيداع لا يوجد

رؤوس أموالكم في خطر، وتتعرّض 80.61% من حسابات المستثمرين الأفراد لخسارة الأموال عند تداول العقود مقابل الفروقات (CFDs) عبرَ موفر هذه الخدمة.

تداول الاتجاه مقابل البيع المسبق للعملات الرقمية

تختلف إستراتيجية تداول الاتجاه من متداولٍ إلى آخر. فبالنسبة للمستثمرين على المدى الطويل، قد يعني الاتجاه حركة سعرٍ صاعدة تستمرّ لعدة أشهر أو سنوات.

  • من ناحيةٍ أخرى، قد يبحث المتداولون على المدى القصير عن الأسواق التي تمتلك اتجاهاتٍ أكثرَ، حتى يتمكنوا من العثور على المزيد من الفرص.
  • في هذا الصدد، قد يكون سوق العملات الرقمية مهمّاً للغاية بالنسبة لمتداولي الاتجاه.
  • على أيّ حال، لا تتسم العملات الرقمية بالتقلب فقط، ولكنها تتأثر بسهولةٍ بمجتمعات الإنترنت.

مع ذلك، يمكن للمستثمرين في حالاتٍ معينةٍ التداول على العملات الرقمية دون الحاجة إلى اتباع الاتجاه.

  • دعونا نتناول البيع المسبق للعملات الرقمية كمثالٍ على هذا.
  • البيع المسبق هو حدثٌ يقوم فيه مشروع الكريبتو ببيع عملاته الرقمية الأساسيّة قبل طرحها الأوليّ (ICO).
  • وتكمن النقطة الرئيسية في أن العملات الرقمية خلال بيعها المسبق تُباع بأسعارٍ مخفّضةٍ بشكلٍ كبيرٍ مقارنةً مع سعر الطرح الأوليّ للعملة.
  • يتيح هذا للمستثمرين فرصة بيعها بربح في حال ارتفع سعرها عند إدراجها داخل منصّات التداول.

ورغم ذلك، لا تخلو هذه الإستراتيجية من المخاطر؛ حيث يمكن للعملة الرقمية أن تفقد قيمتها بعد إدراجها في منصة التداول؛ ومن خلال العثور على مشاريع العملات الرقمية التابعة لمنظمةٍ لامركزيةٍ مستقلةٍ (DAO)، سيتمكّن المستثمرون من تقليل المخاطر إلى حدٍّ ما.

ختاماً

في هذا الدليل، شرحنا بشكلٍ مفصّلٍ إستراتيجية تداول الاتجاه وكيفية استخدامها لاستكشاف الفرص الاستثمارية المناسبة في السوق المالية؛ كما تناولنا أبرز المؤشرات الفنية التي يمكن أن تساعد المتداولين على تحديد اتجاهات السوق.

وعلى الرغم من أن تداول الاتجاه يمكن أن يكون مُربحاً، إلا أنها إستراتيجيةٌ تناسب -بشكلٍ أفضل- أولئك الذين يمتلكون خبرةً سابقةً في هذا المجال؛ فهي تتطلب معرفةً جيدةً بالأدوات التقنية وفهماً شاملاً لإدارة المخاطر من أجل تجنّب الخسائر المحتملة.

أمّا بالنسبة للمستثمرين المبتدئين، فقد يكون من الأسهل شراء العملات الرقمية في بيعها المسبق، مع رجحان احتمال أن يرتفعَ سعرها عند إدراجها في منصّات التداول؛ ممّا يوفر فرصةً للمستثمرين المبكّرين لتحقيق ربحٍ جيد.

الأسئلة الشائعة

هل إستراتيجية تداول الاتجاه مُجدية؟

ما هو التداول وفق الاتجاه؟

ما هي الأنماط الثلاثة للاتجاه؟

كيف يمكن استخدام إستراتيجية تداول الاتجاه؟

ما هي إستراتيجية تداول الاتجاه المعاكس؟

ما سبب أهميّة الاتجاه في التداول؟

هل تداول الاتجاه مُربح؟

ما هو الاتجاه في سوق الأسهم؟