مركبة Cybertruck الكهربائية

أثارت شركة تسلا (Tesla) ومديرها التنفيذيّ إيلون ماسك (Elon Musk) جدلاً كبيراً مرّةً أخرى بإضافة بند لاتفاقيات الشراء يحدّ من حرية مشتري شاحنتها الكهربائية الصغيرة المنتظرة سايبر تراك (Cybertruck) بمنعهم من إعادة بيعها لمدّة عام كامل، ويُرجّح أن تتسبَّبَ هذه السياسة الصارمة بتراجع الحماس حول المنتَج الجديد قبل فترة قصيرة من موعد بدء تسليم الوحدات الأولى من هذه الشاحنة الكهربائية الصغيرة العصريّة.

وفي التفاصيل، تمت إضافة بند جديد تحت عنوان “خاصّ بمركبة Cybertruck” للنسخة المطبوعة من شروط شراء مركبات تسلا، وينص هذا البند على أنه لا يمكن للعملاء بيع أو نقل ملكية سايبر تراك لمدّة 12 شهراً بدءاً من موعد التسليم.

وتدّعي الشركة أن حظر المبيعات المؤقت هذا ضروريٌّ للحيلولة دون قيام العملاء ببيع المركبة بسعرٍ أكبر من سعرها الأصلي لأن أعداد المركبات المتاحة للبيع ستكون محدودةً في البداية، إلا أن هذا الإجراء قوبل بردود فعل سلبيةٍ من قبل بعض العملاء ممّن يعارضون فرض أيِّ قيودٍ على شراء هذه المركبة باهظة الثمن.

فرض غراماتٍ ماليةٍ كبيرة على العملاء ممّن يخرقون هذا البند

بند حظر إعادة بيع مركبة Cybertruck

تنص بنود اتفاقية الشراء على فرض عقوباتٍ صارمةٍ على العملاء ممّن يخرقون بند إعادة البيع، وقالت شركة تسلا (ورمز أسهمها في البورصة TSLA) إنّها قد تتخذ إجراءاتٍ قانونيةً لمنع عمليات البيع غير القانونية خلال العام الأول من الملكية.

وتحتفظ الشركة بحق المطالبة بمبالغ ماليةٍ قد تصل إلى 50,000$ لقاء الأضرار الناجمة عن خرق هذا الشرط. علاوةً على ذلك، قد يتسبّب خرق حظر البيع لعام كامل برفض تسلا -بشكلٍ قطعيٍّ- بيع العميل مركباتٍ أخرى في المستقبل؛ وقد تم فرض هذه العقوبات الصارمة لمنع المشترين من بيع المركبات محدودة العدد بشكلٍ سريع بهدف كسب الأرباح.

موافقة تسلا على بيع المركبات يستلزم منحها الأولوية لإعادة شرائها من العميل

تتيح اتفاقية الشراء آنفة الذكر لمالكي سايبر تراك التماس موافقة تسلا على إعادة بيع المركبات خلال العام الأول، إذ يمكن للعملاء ممّن لديهم أسبابٌ ملحّةٌ لبيع مركباتهم إخطارَ تسلا خطياً ومنحها حق رفض إعادة شرائها، وإذا كانت الشركة تود إعادة شراء الشاحنة، فإنها تتكبّد سعر الشراء الأصلي بعد خصم تكاليف المسافة المقطوعة والاستعمال والاهتراء إلى جانب تكاليف الصيانة اللازمة؛ وبعدها يحق لتسلا إعادة بيع Cybertruck بشكلٍ مباشرٍ، بدلاً من خسارة الأرباح لصالح وسيطٍ خارجيٍّ مستقل.

وفي حال لم تكن الشركة تود إعادة شراء المركبة، يحق للمالك بيعها لجهةٍ أخرى بعد الحصول على موافقةٍ خطيةٍ من قبل تسلا؛ وعليه فمن الممكن إعادة بيع المركبات في حالاتٍ استثنائيةٍ فقط بشرط الحصول على موافقةٍ صريحةٍ من تسلا.

لماذا قامت تسلا بفرض هذا الشرط؟

لا شك في أن حظر البيع لمدة عام أثار موجة جدلٍ كبيرة، إلا أنه قد يؤثر إيجاباً على العملاء، إذ يهدف هذا البند لمنع المشترين المضاربين ممّن يُحدثون “حالة فوضى” من خلال بيع هذه المركبات الجديدة محدودة العدد بشكلٍ فوريٍّ، ما سيتسبّب برفع سعرها.

وإذا سمحت تسلا ببيع هذه المركبات في العام الأول دون موافقتها، فإنها ستفيد المضاربين ممّن يسعون لاستغلال ندرة هذه المركبات بدلاً من مكافأة العملاء المخلصين ممّن يودون استخدام المنتج بشكلٍ قانونيّ. وتسعى تسلا للحدّ من هذه السلوكيات لضمان وصول مركبات سايبر تراك للعملاء الحقيقيين، بدلاً من الوسطاء الانتهازيين.

اقرؤوا أيضاً: 4 أعوام بعد الكشف عن Cybertruck؛ دخول المركبة طور الإنتاج أخيراً بعد عامين فقط من موعد الإطلاق المقرر

بالرغم ممّا تقدّم، أشار إيلون ماسك -رئيس تسلا عملاق السيارات الكهربائية- إلى أن الشرط الخاص بإعادة البيع قد لا يبقى ساريَ المفعول بشكلٍ دائم، كما أوضح أنه قد يتم تخفيف هذا الشرط بمجرّد زيادة إنتاج مركبات Cybertruck بما يلبي الطلب عليها في السوق؛ ويهدف حظر البيع المفروض حالياً لردع من “يودّون كسبَ الأرباح بشكلٍ سريع” عند البدء بعمليات التسليم الأولية.

ردود فعلٍ متضاربة من قبل العملاء

أعرب العديد من العملاء ممّن قاموا بحجز الشاحنة الكهربائية التي لا يقلّ سعرها عن 40,000$ عن خيبة أملهم بسبب حرمانهم من حق بيعها لعام كاملٍ، إذ عبّر كثيرون على منصات تسلا ووسائل التواصل الاجتماعي عن امتعاضهم من هذا الحظر الجائر، واتفق المعترضون على هذا البند المتعلق بأحقية المالك في التصرّف بالمركبة فورَ شرائها، كما قال بعض المشترين إنه لا ينبغي فرض أيِّ قيود على بيع منتَجٍ قاموا بشرائِهِ بشكلٍ قطعيّ.

وأشارَ آخرون إلى أن هذه السياسة تصب في مصلحة تسلا وحدَها لأنها تمنحها القدرة على التحكم بسوق مركبات سايبر تراك بشكلٍ كاملٍ. وأكّد بعض الناقدين أن تسلا تسعى لكسب أكبر الأرباح الممكنة من مركبتها الكهربائية المرتقَبة.

وفي المقابل، أبدى بعض العملاء إقرارهم وموافقتهم على مبرّرات هذه السياسة طالما أن الحظر المفروض لعام واحد سيكون مؤقتاً، وأشار هؤلاء إلى أنهم يتطلعون لإلغاء هذا الشرط بمجرّد بلوغ إنتاج Cybertruck مستوياتٍ تلبي الطلب عليها.

اقرؤوا أيضاً: شركة رام تكشف النقاب عن مركبتها الجديدة 1500 Ramcharger للعام 2025 بنطاقٍ مستهدفٍ غير مسبوقٍ يصل إلى 690 ميلاً

وتجدر الإشارة إلى أن قيود إعادة البيع -كتلك المفروضة من قبل تسلا على مركبة Cybertruck- نادرة الحدوث في قطاع صناعة المركبات، إذ قامت بعض شركات تصنيع السيارات الفارهة والرياضية بفرض قيود على الملّاك لمنع بيع طرازاتٍ ذات إنتاج محدود بسبب قيام التجار والمورّدين برفع أسعار العديد من المركبات الرائجة بشكلٍ كبير، ما حال دون وصول معظم الناس إليها.

ومع ذلك، فإن شرط عدم البيع المفروض من قبل تسلا هو الأول من نوعه في قطاع المركبات المصنّعة على نطاقٍ واسع، فمعظم المهتمين بسايبر تراك هم من العملاء العاديين، وليسوا من مقتني السيارات الفارهة الأثرياء ممّن اعتادوا شروط البيع الصارمة، لذا تخاطر تسلا بفرض بنودٍ صارمةٍ على عملائها التقليديين لأنها بذلك تعاملهم كمشتري السيارات الفارهة.

وبالرغم من أنه يمكن تبرير هذا الإجراء الذي يهدف للحدّ من المضاربات الانتهازية، إلا أنه يمكّن الشركة من التحكم بقيمة Cybertruck بشكلٍ أكبرَ، فقد تسهم هذه السياسة باستقرار أسعار المركبة الكهربائية الجديدة في العام الأول إلى جانب زيادة حصّة تيسلا من الزيادات المحتملة في أسعار البيع.

ميزات مركبة Cybertruck

أحدثت مركبة سايبر تراك ضجّةً وجلبةً مذهلةً منذ إزاحة الستار عنها في عام 2019، إذ لقيت هذه الشاحنة الصغيرة اهتماماً منقطع النظير بفضل هيكلها الفولاذيّ المقاوم للصدأ وميزاتها التقنية المتطوّرة.

وبالنظر للطلب الكبير عليها، فقد عزم بعض المشترين -بلا شك- على بيع مركباتهم بشكلٍ شبه فوريٍّ لكسب الأرباح منها، ما يبرّر بالفعل تخوّف تسلا من موجة مضاربةٍ محمومةٍ عند بدء عمليات التسليم الأولى.

وبالرغم من ذلك كله، إلا أن فرض حظر صارم على عمليات البيع لمدة عام كاملٍ يمثل محاولةً غير مسبوقةٍ وجائرة للسيطرة على الموقف، كما تعكس هذه السياسة الطلب المذهل وغير المسبوق على هذه المركبة بالمقارنة مع نظيراتها من السيارات أو الشاحنات الجديدة.

ويتعيّن علينا الانتظار لنرى مدى صرامة تسلا في التعامل مع خرق هذا الشرط، وما إذا كانت ستلغي هذا الشرط لدى زيادة الإنتاج بشكلٍ سلس.

أخيراً، يتعيّن على الملّاك المحتملين تحديد ما إذا كان اقتناء هذه المركبة المبتكَرة جديراً بقبول قيود البيع هذه بفضل ميزاتها المتطوّرة والفريدة.