هل ستفجّر شركة آبل (Apple) مفاجأةً لجمهورها عبرَ تحديث نظام التشغيل iOS 18 المرتقب؟
فقد ازدادت الضجّة المُثارة حول هذا التحديث وسط أحاديثٍ تفيد بأنه لن يكون مجرّد إضافةٍ لبعض الميزات الجديدة بل سيشكّل قفزةً هائلةً إلى الأمام، وسيغيّر كيفية استخدامنا لهواتف الآيفون (iPhone). من جانبه، أشار خبير التكنولوجيا مارك جورمان (Mark Gurman) إلى أن إصدار iOS 18 قد يكون التحديث الأكثرَ أهميةً منذ فترة طويلةٍ لشركة آبل، ويُنتظر أن يكشف عن مدى تأثرها بالقوانين الجديدة للاتحاد الأوروبي.
في هذه المقالة، دعونا نستكشف معاً المزايا التي أحدثت هذه الضجة وتأثيرَها المحتملَ على قطاع الأعمال، وما يردّده مجتمع iPhone حولها، فاستعدوا لإلقاء نظرة سريعةٍ على ما قد يكون تحديثاً مُبتكراً من شركة آبل.
إصدار iOS 18 يزيح الستار عن عصرٍ جديد من الابتكارات البرمجيّة لشركة آبل
تتخذّ شركة آبل مساراً جريئاً من خلال تحديثها الأخير لنظام التشغيل iOS 18، والذي يُعتبر تغييراً جذرياً يتعدّى كونه مجرّد إضافةٍ لميزاتٍ جديدة. ولا يُعتبر التحديث الجديد تعديلاً بسيطاً على نظام التشغيل وحسب، وإنّما يمثل تحولاً كبيراً في كيفية تعامل شركة آبل مع برامجها ومدى تأثرها بقوانين الاتحاد الأوروبي. ووفقاً لمارك جورمان -مؤلف نشرة Power On والمساهم البارز الدائم في موقع بلومبرج- فإن هذا التحديث يُعد الأكبرَ حتى الآن.
The latest on iOS 18 from the Q&A section of Power On: I’m told that the new operating system is seen within the company as one of the biggest iOS updates — if not the biggest — in the company’s history. Stay tuned for more. https://t.co/w2Lt7itezV
— Mark Gurman (@markgurman) January 28, 2024
ولطالما اشتهرت شركة آبل بتحديثات برامجها المبتكرة على مدى سنواتٍ عديدة، منذ أن أثبتت نفسَها كملكةٍ متوّجةٍ على عرش قطاع الهواتف الذكية، حيث يُقدم كلّ إصدارٍ جديد من نظام التشغيل iOS تحسيناتٍ ضخمةً تتراوح بين تصاميمَ ثوريةٍ وتدابيرٍ أمانٍ قوية. وفي الوقت الذي يسعى فيه تحديث نظام التشغيل iOS 18 إلى الحفاظ على هذه التقاليد العريقة، فمن المتوقع أن يتكيف أيضاً مع المطالب الجديدة التي تأتي من قِبَل المستخدمين ومبتكري التطبيقات والجهات التنظيميّة.
يُذكر أن التغيير الرئيسيّ لنظام التشغيل iOS 18 ينطوي على تحرّك شركة آبل نحو نظام أكثرَ انفتاحاً -وأقلَّ تعارضاً- خاصّة بالنسبة لقوانين الاتحاد الأوروبي؛ حيث يأتي استجابةً لقانون الأسواق الرقمية الأوروبي الذي يتطلب من شركات قطاع التكنولوجيا العملاقة –كشركة Apple- التحلي بالمرونة. وكما هو متعارفٌ عليه، فإن لدى شركة آبل سجّلٌ حافلٌ يتعلق بنظامها التقنيّ المغلق، وهي السِمَة المُحدِّدة لعلامتها التجارية. ولكن الشركة أثارت أيضاً جدلاً واسعاً، باعتبار أن نظام التشغيل iOS 18 قد يشكّل بدايةً لتغيير واسع النطاق انطلاقاً من التحديثات المهمّة المطلوبة من الاتحاد الأوروبي.
جديرٌ بالذكر أن هذه التحديثات ستسمح بوجود متاجرَ لتطبيقاتٍ أخرى وطرقاً مختلفةً للدفع داخل التطبيقات، ما يتحدى نماذج الإيرادات التقليدية لشركة آبل وسيطرتها على تجربة المستخدمين. كما تقوم الشركة بإضافة ميزات أمانٍ جديدة مع مراجعةٍ شاملةٍ للتطبيقات التي تم تنزيلها من خارج متجر التطبيقات الخاص بها بهدف الحفاظ على الأمان عند استخدام نظام تشغيل هواتفها. وتسلط هذه التغييرات التي تدفعها المطالب التنظيميّة الضوء على مستقبلٍ يتيح لمستخدمي هواتف iPhone المزيد من الخيارات والمرونة.
فك شيفرة الضجيج: ما الجديد الذي يوفره إصدار iOS 18؟
من الجوانب المثيرة للاهتمام في التحديث الجديد لنظام التشغيل iOS 18 تلك التطوّرات التي ستطرأ على المساعد الصوتيّ سيري (Siri)، حيث سيتم دمج تقنيات الذكاء الصنعيّ المتقدمة فيه. ويعني هذا أن Siri لن تكون قادرةً عل فهم الأسئلة والإجابة عنها بشكلٍ أفضلَ وحسب، وإنما ستتعامل مع المهام المعقدة بكفاءة أعلى؛ ما يجعل من تجربة التفاعل مع أجهزة آبل أكثرَ سلاسةً وذكاءً، كما يمكن أن يحوّل هذا التحديث Siri لتصبح أفضلَ مساعد صوتيٍّ في القطاع ويمنح هواتف الآيفون إمكاناتٍ جديدةً لا تحصى.
ومن المتوقع أيضاً أن يقوم نظام التشغيل iOS 18 بدمج تقنية الذكاء الصنعي في أدوات مطوّري التطبيقات مثل: Xcode، علاوةً على تطبيقاتٍ أخرى مثل: Pages وKeynote، ما سيجعل من تطبيقات واستخدام أدوات الإنتاجية أكثرَ كفاءةً وقوة.
من جانب آخر، ثمّة تحديثٌ رئيسيٌّ آخر مضمّنٌ في النظام وهو إضافة دعم نظام خدمات التواصل الثريّ (Rich Communication Services) -والمعروف اختصاراً باسمRCS – في تطبيق الرسائل التابع لأجهزة آيفون؛ وسيتيح هذا التحديث مزايا أفضلَ للرسائل بين هواتف الآيفون ونظيرتها العاملة بنظام التشغيل أندرويد (Android)، والتي تتضمّن إرسال صورٍ وفيديوهاتٍ عالية الجودة ورسائلَ صوتيةٍ كذلك، وصولاً إلى إظهار تنبيهٍ يبيّن قيام شخصٍ ما بكتابة رسالة إليكم أو قراءة الرسالة المستلمة.
مع ذلك ومن الناحية التقنية، فلا تزال كلّ هذه الأمور مجرّد تكهناتٍ لم يتم تأكيدها رسمياً من قبل شركة آبل كميزاتٍ مضمّنةٍ في تحديث iOS 18. ونظراً لاشتهار الشركة بالحفاظ على التفاصيل سريّةً حتى إعلانها بشكلٍ رسميّ، فربما ينطوي الإصدار الجديد في النهاية على الكثير من المفاجآت.
كيف يمكن أن يغيّر نظام التشغيل iOS 18 شكلَ عالم الشركات الصغيرة؟
في حالِ كانت الشائعات المذكورة أعلاه حول نظام التشغيل iOS 18 المرتقب صحيحةً، فإنه يمكنها تحقيق فوائد كبيرة للمستخدمين في قطاع المشاريع التجارية. وفيما يلي نظرةٌ على كيفية مساعدة هذه التحديثات المحتملة روّاد الأعمال والشركات الصغيرة ضمن نظام آبل التقنيّ:
- تحديثات الذكاء الصنعيّ الخاصّة بـ Siri: إذا كان بإمكان أداةSiri فهم الأوامر والاستجابة لها بشكلٍ أفضلَ، فحينها ستتمكن من التعامل مع المهام الروتينية مثل: جدولة المواعيد والردّ على استفسارات العملاء الأساسيّة بكفاءة أعلى، ما يعني أن الشركات الصغيرة يمكنها توفير أوقات المهام اليومية، ما يسمح لها بالتركيز على جوانبَ أكثرَ أهميّةً في أعمالها.
- دعم نظام RCS في تطبيق الرسائل: يمكن للمشروعات التجارية الصغيرة مشاركة صورٍ وفيديوهاتٍ عالية الجودة، ومعرفة الوقت الذي تتم فيه قراءة الرسائل، واكتساب خيارات رسائلٍ أكثرَ تفاعليةً. ويفيد هذا الشركات بشكلٍ خاص لا سيّما تلك التي تحتاج إلى التواصل مع مجموعةٍ واسعةٍ من العملاء عبر أجهزة مختلفة.
- الذكاء الصنعيّ ودوره في تطوير التطبيقات وأدوات الإنتاجية: يمكن أن يسهّل دمج الذكاء الصنعي في الأدوات المختلفة إنشاءَ تطبيقاتٍ مخصّصةٍ ويُكسبها السرعة كي تعود بالنفع على الشركات الصغيرة، بمعنى أن الشركات يمكنها تصميم تطبيقاتٍ تناسب احتياجاتها بشكلٍ مثاليّ، الأمر الذي قد يُحسّن كيفية عملها داخلياً وتفاعلها مع العملاء أيضاً.
توقعات المجتمع وبعضُ الآراء حول إصدار iOS 18
كشفت المناقشات عبرَ منصّات التواصل الاجتماعي -كمنصّة ريديت- حول تحديث نظام التشغيل iOS 18 المرتقب عن تنوّع في الآراء والتوقعات. وفيما يلي نظرةٌ عامةٌ على ما يتم تداوله:
حماسٌ بشأن تحديثات الذكاء الصنعي والرسائل: يتطلع البعض بشدّة إلى الميزات الجديدة مثل تحسين قدرات الذكاء الصنعيّ ودعم RCS، والتي يمكن أن تجعل استخدام الآيفون أكثرَ تفاعلاً وتُحسِّن التواصل مع الهواتف الذكية العاملة بنظام أندرويد.
آراءٌ متباينة حول تغييرات التصميم: هناك انقسامٌ في الآراء حول تغيير تصميم نظام التشغيل iOS، إذ يرحّب البعض بتصميمه الجديد، فيما يفضّل البعض الآخر شكله الحالي مصرّحين برغبتهم في أن تركز شركة آبل على تحسين أمورٍ أخرى مثل: الإشعارات والسماح بمزيد من أدوات التخصيص الشخصيّ.
الرغبة بتقليل المشكلات وزيادة الاستقرار: تُظهِر العديد من التعليقات أن المستخدمين يودّون أن تركّز شركة آبل على إصلاح المشاكل الحالية وجعل نظام iOS الخاص بأجهزتها أكثرَ استقراراً، إلى جانب شعورهم بالقلق حيال تسبّب هذه التحديثات الجديدة بالمزيد من الأعطال بدلاً من حلّ المشاكل القديمة.
القلق بشأن عمر البطارية: يشعر مستخدمون كُثرٌ بالقلق حيال كيفية تأثير الميزات الجديدة على أعمار بطاريات هواتفهم، ويأملون في ألا تؤدي أيّ تغييراتٍ تنفذها آبل إلى استنفاد البطاريّة بشكلٍ أسرع.
باختصار، تظهر لدى مستخدمي ريديت آمالٌ ومخاوفُ شتّى بشأن تحديث iOS 18 تتراوح بين الحماسة تجاه الميزات التكنولوجية الجديدة والقلق من تسبّبها بمشاكل عمليةٍ مثل: عمر البطارية واستقرار التطبيقات.
هل سيشكّل iOS 18 خطوةً محورية في عالم التكنولوجيا؟ تبنّي التغيير أم التمسّك بالمعتاد؟
مع ازدياد حالة الترقّب لإصدار iOS 18 وسط مزيج من الحماسة والقلق، ثمّة تساؤلٌ يطرح نفسه مفاده: هل سينطوي هذا الإصدار على تحديثاتٍ ثوريةٍ في الذكاء الصنعيّ وتحسين خيارات الرسائل وانفتاح أنظمة تشغيل أجهزة شركة آبل أم أنه سيكون أكثرَ تركيزاً على الاستقرار وإصلاح المشكلات كما يأمل معظم المستخدمين؟
ومن خلال هذه المقالة، قدّمنا لكم لمحةً سريعةً حول الميزات المحتملة لتحديث iOS 18 وكيف يمكنه التأثير على تجارب المستخدمين في قطاع المشاريع التجارية الصغيرة وعشاق الآيفون من المستخدمين العاديين. وفي ضوء ترقّب إصداره الرسمي، تعمّ المجتمع التكنولوجي توقعاتٌ مختلطةٌ وآراءُ متضاربةٌ، ولكن مهما كانت الميزات التي سيوفرها التحديث الجديد، فمن الواضح أنها ستكون لحظةً فارقةً في مسيرة شركة آبل.