ردَّ الملياردير إيلون ماسك -الرئيس التنفيذيّ لشركة تسلا (Tesla) وشركة إكس ( X- تويتر سابقاً) ومؤسس شركة سبيس إكس (SpaceX)- مؤخراً على التقارير التي أفادت باستخدامه غيرِ المصرَّح به للأدوية، مؤكداً بشدّة على عدم استخدامه لأدويةٍ بشكلٍ غيرِ قانونيّ، وجاء ردّه عقبَ تقريرٍ نشرته صحيفة وول ستريت جورنال (Wall Street Journal) أشارت فيه إلى شعور قادةٍ في شركاتِهِ بالقلق حيال احتمالية تعاطيه موادَّ مُخدّرة.
After that one puff with Rogan, I agreed, at NASA’s request, to do 3 years of random drug testing.
Not even trace quantities were found of any drugs or alcohol. @WSJ is not fit to line a parrot cage for bird 💩
— Elon Musk (@elonmusk) January 7, 2024
وجاء ردّ ماسك واضحاً ومشيراً إلى خضوعه لاختباراتٍ مفاجئةٍ بهدف كشف المخدّرات لأكثرَ من ثلاث سنوات، وقد أظهرت جميع هذه الاختبارات عدم وجود مخدّراتٍ أو موادَّ كحوليةٍ في جسمه. وكان ماسك قد تناول الماريجوانا مرّةً واحدةً عام 2018 خلال تسجيل بودكاست Joe Rogan Experience (على الرغم من بقاء استنشاقه لدخان الماريجوانا أيضاً محلَّ جدل)، لتتسبَّبَ هذه الحادثة في بعض المشكلات مع وكالة ناسا نظراً لعمل شركة سبيس إكس -التابعة لإيلون ماسك- بشكلٍ وثيقٍ مع الوكالة ضمن مهمّاتٍ فضائيةٍ هامة. وبعد هذه الحادثة، أكد ماسك في سيرة ذاتيةٍ للكاتب والتر إيزاكسون (Walter Isaacson) أنه يتجنب الاستخدام غير القانونيّ للمواد المخدّرة.
وللتخفيف من حدة مخاوف وكالة ناسا، وافق ماسك على إجراء اختباراتٍ عشوائيةٍ يمكنها الكشف عن تناوله لموادَّ مخدّرة لمدة ثلاث سنواتٍ بعد ظهوره في البودكاست، كما أكد محاميه أليكس سبيرو (Alex Spiro) على اجتياز ماسك لكافة هذه الاختبارات. ومع ذلك، لم يُشِر سبيرو إلى أيٍّ من الادعاءات -بعينها- التي أخطأ تقرير وول ستريت جورنال في ذكرها.
من جانب آخر، تحدّث ماسك علناً عن استخدامه لعقار الكيتامين من أجل مساعدته -بشكلٍ رئيسيٍّ- في علاج الاكتئاب. وعلى الرغم من استخدام عقار الكيتامين كمادّة مخدرة، إلا أن الأطباء يستكشفون استخداماته لعلاج حالات الاكتئاب والتقلبات المزاجيّة الأخرى، ولا يُعَد هذا العقار مخدّراً غير مصرَّح باستخدامه قانونياً في الولايات المتحدة، عندما يتم استخراج وصفةٍ طبيةٍ به.
I have serious concerns about SSRIs, as they tend to zombify people.
Occasional use of Ketamine is a much better option, in my opinion. I have a prescription for when my brain chemistry sometimes goes super negative.
— Elon Musk (@elonmusk) August 5, 2023
تقرير صحيفة وول ستريت جورنال حول تعاطي إيلون ماسك لموادّ مخدّرة
أعربت مقالةٌ في صحيفة وول ستريت جورنال عن مخاوف بعض قادة شركتي تسلا وسبيس إكس من احتمالية استخدام ماسك غير القانوني لموادَّ مخدّرة بصورة غير قانونيةٍ، بما في ذلك عقارات: “LSD”، والكوكايين، والإكستاسي، والفطر المُخدّر، والكيتامين، منتقدين سلوكه مؤخراً إلى جانب شعورهم بالقلق حيال تأثير ذلك على صحته وعلى الشركات التي يديرها.
كما استشهد التقرير بعدّة حالاتٍ تضمّنت مزاعمَ بتعاطي إيلون ماسك -البالغ من العمر حالياً 52 عاماً- لموادَّ مخدّرة في مناسباتٍ خاصّة. وبخصوص ذلك، أكد ماسك أن موقع TMZ لديه معاييرُ صحفيةٌ تفوق صحيفة وول ستريت جورنال.
TMZ has vastly higher standards than the WSJ (actually)
— Elon Musk (@elonmusk) January 8, 2024
وفي عام 2018، زُعم أن ماسك تناولَ عدّة أقراصٍ من عقار “LSD” خلال حفلٍ نظّمه في لوس أنجلوس. وفي العام التالي، قيل أنه تعاطى الفطر المُخدِّر في تجمّع بالمكسيك. وفي حدث آخرَ عام 2021، زُعم أن ماسك استخدم الكيتامين للانتشاء، وقد حدَث ذلك بميامي في إطار حفلةٍ منزليةٍ برفقة شقيقه كيمبال ماسك خلال فعالية آرت باسل (Art Basel).
علاوةً على ذلك، تواردت أخبارٌ بتعاطي ماسك لموادَّ مخدّرة بصحبة ستيف جورفتسون (Steve Jurvetson) العامل حالياً في مجلس إدارة سبيس إكس، والعضو السابق بمجلس إدارة تسلا.
ووصف التقرير أيضاً حادثةً في فعالية سبيس إكس عام 2017، والتي أثارت مخاوفَ بشأن حالة ماسك؛ فعلى الرغم من اعتياد معارف ماسك على سلوكه غير المتوقع، إلا أنه في الحدث آنف الذكر لاحظ بعض المسؤولين البارزين لدى سبيس إكس تغييراً لافتاً بسلوكه.
ووقعت هذه الحادثة في مقرّ شركة سبيس إكس في هوثورن بولاية كاليفورنيا، حيث اجتمع مئات الموظفين لحضور اجتماع مهمٍّ للشركة حول أحدث مشروع صاروخ لها، وحينها تأخّر ماسك لمدة ساعةٍ تقريباً عن الاجتماع، وعندما وصلَ وخاطبَ موظّفيه كانت كلماته غير واضحةٍ بشكلٍ ملحوظ؛ ووفقاً للمسؤولين الحاضرين كانت كلمات ماسك غريبةً وبدا متلعثماً وتخللت حديثَه تقطعاتٌ لقرابة 15 دقيقة. وخلال حديثه، أشارَ بشكلٍ متكرّرٍ إلى نموذج صاروخ “بيج فالكون روكيت” التابع لسبيس إكس، المعروف باسم “بي إف آر” بأنه “بيج فاكنغ روكيت”.
ونتيجةً لسلوكه الغريب هذا، اضطرّت الرئيسة التنفيذية لسبيس إكس جوين شوتويل (Gwynne Shotwell) إلى التدخل وترأس الاجتماع؛ بل وتنامت هذه المخاوف بعد قيام ماسك بتدخين الماريجوانا في برنامج جو روجان عام 2018، ما أدى إلى خضوع موظفي سبيس إكس لاختبارات الكشف عن المخدرات وفقاً لقواعد وكالة ناسا.
تأثير مزاعم تعاطي إيلون ماسك لموادّ مخدّرة على شركاته
أثارت مزاعم استخدام ماسك لعقاقيرَ غيرِ مصرَّح بها -كما ورد في تقرير صحيفة وول ستريت جورنال- مخاوفَ كبيرةً في مجتمع الأعمال، لا سيّما فيما يتعلق بالتأثير المحتمل لذلك على الشركات التي يُديرها. وإليكم الأسباب وراء أهمية هذه المسألة:
- صنع القرارات: بصفته الرئيس التنفيذيّ للشركة، يتخذ ماسك قراراتٍ هامّةً ومؤثرة، وفي حال كان يتعاطى موادَّ مخدّرةً، فقد يؤثر هذا على أحكامه واستنتاجاته، ما يُمكنه -بدوره- إثارة حالةٍ من القلق بين المستثمرين والمساهمين، والموظفين، والبنوك، وآخرين.
- الصورة العامة للشركة وثقة المستثمرين بها: بالطبع، تؤثر هذه الأخبار على صورة الشركة، إذ يمكن أن تجعل المستثمرين والجمهور ينظرون إلى شركات ماسك بشكلٍ سلبيّ، ما قد يؤثر على أسعار أسهمها ومستويات ثقة المستثمرين بها.
- الإشكالات القانونية والعقود: تعمل شركة سبيس إكس مع الحكومة الأمريكية ويجب أن تلتزم بقواعدَ صارمة، بما في ذلك أن تكون مكان عملٍ خالياً من الموادّ المخدرة، لذا يمكن أن يهدّد تعاطي ماسك لأيٍّ منها هذه الصفقات ويُضعِف المكانة القانونية للشركة.
- الصحة والمستقبل القياديّ: إذا تأثرت صحة ماسك بسبب استخدامه لموادَّ مخدّرة، سيثير هذا تساؤلاتٍ حول من سيقود شركاته في حالة عدم قدرته على أداء مهامّه، وقد تصيب حالة عدم اليقين هذه المستثمرين والموظفين بالتوتر.
- مخاوف أعضاء مجلس الإدارة: يجب على أعضاء مجلس إدارة تسلا وسبيس إكس ممّن يساعدونه في إدارة الشركتين أن يحرصوا على مصالح الشركة ومساهميها. وبالتالي، سينتابهم القلق حيال كيفية تأثير سلوكيات ماسك على الشركة.
- التأثير على ثقافة الشركة: يُعَد سلوك الرئيس التنفيذي مثالاً تحتذي به الشركة بأكملها؛ قإذا لم يلتزم ماسك بالقواعد، فقد يظن الموظفون أنه لا يوجد ما يمنعهم من عدم الالتزام بها أيضاً.
- العلاقات العامة مع الشركات الأخرى: قد تتردّد الشركات الأخرى في العمل مع شركتي تسلا وسبيس إكس حال ارتيابهم بسلوك ماسك، ما قد يترتب عليه فقدان الشركة لفرصٍ استثماريةٍ وازدياد توتر علاقاتها التجارية مع شركاتٍ أخرى.