ثلاثة أجهزة قابلةٍ للطيّ تحمل شعار آبل

بعد قيام شركة آبل (Apple) بإطلاق أول نسَخ هاتف الآيفون (iPhone 1) الذي يُمكن اعتباره أكثرَ منتجاتها ابتكاراً، يُقال بأن الشركة تعكف الآن على نموذجين قابلين للطيّ من هاتفها الذكيّ آيفون (iPhone) فضلاً عن نسخةٍ من جهازها اللوحيّ iPad قابلٍ للطيّ أيضاً. وبحسب مصدرٍ مطّلع؛ ذكرَ تقريرٌ نشرَه موقع TheInformation -نقلاً عن مصادرَ مطلعةٍ على شؤون شركة آبل الداخلية لم يُذكر اسمه- أن الشركة قامت بتطوير نموذجين أوليين قابلين للطيّ لهاتفها آيفون بحجمين مختلفين يُمكن طيّهما بشكلٍ عموديّ وبتصميم يُشبه الصَدَفة، ما يجعلهما شبيهين بهواتف سامسونج من طراز Galaxy Z Flip بدلاً من نماذج Galaxy Z Fold القابلة للطيّ بشكلٍ أفقيٍّ كالكتاب.

هاتفي سامسونج Galaxy Flip 5 تَظهر في شاشةٍ أحدهما صورة فتاة وفي الآخر خلفية مشغّل موسيقىسامسونج Galaxy Flip 5

ويؤكد هذا المشروع سعيَ آبل لتوفير جهاز آيفون بشاشةٍ قابلةٍ للطيّ لعملائها وسط تزايد المنافسة في هذا الاتجاه من قبل شركات: سامسونغ (Samsung)، وَن بلس (OnePlus)، جوجل (Google) وغيرها.

لماذا تسعى آبل لإطلاق هواتفَ قابلةٍ للطيّ؟

ما يزال سوق الهواتف الذكية القابلة للطيّ محدوداً نسبياً، إلا أنه يُواصل تناميه المتزايد بفضل قيام شركات التصنيع بتحسين متانة منتجاتها -لا سيّما مفصّلات طيّ الهاتف- فضلاً عن التعامل مع مشاكلَ مثل الخدوش الناجمة عن الطيّ وضعف مقاومة هذه الأجهزة للغبار.

وبحسب تقديرات شركة البيانات الدولية (IDC)، فمن المرجّح أن تصل المبيعات العالمية من الهواتف القابلة للطيّ -والتي لم يتم الإعلان عنها بعد- إلى حوالي 21 مليون جهازٍ خلال عام 2023، كي تتجاوَز 48 مليون جهازٍ بحلول عام 2027. ودفعَت هذه التوقعات شركة آبل لإدراك تخلفها عن ركب منافسيها بسبب عدم طرحِها جهازَ آيفون قابلٍ للطيّ تلبيةً لرغبة المهتمين بهذه النوعية من الهواتف الذكية.

وقد تدرّ هذه التقنية الحديثة أرباحاً أعلى مقارنةً بأنواع الهواتف الأكثرِ تنافسيةً؛ فعلى سبيل المثال، يتم بيع كلٍّ من هاتفي سامسونج Galaxy Flip 5 وGalaxy Fold 5 في متاجر التجزئة بسعر 1,000$ و1,800$ على الترتيب.

يُشار إلى هيمنة شركة سامسونج حالياً على هذا القطاع بحصّةٍ سوقيةٍ تُقدّر بحوالي 68%، وقد قامت الشركة مؤخراً بخطواتٍ لاستبدال Galaxy Note بالهواتف القابلة للطيّ في عروضها الممتازة، ما يؤكد إدراك الشركة الكورية الجنوبية لمدى تزايد رواج نوعية الهواتف هذه لدى المستخدمين.

مخطط بيانيٌّ لحصة شركات تصنيع الهواتف الذكية القابلة للطيّ الرائدة لعام 2023

وتسعى آبل لإطلاق نماذجَ قابلةٍ للطيّ من هاتفها الشهير آيفون لجذب عملائها الحاليين ممّن يودون الحصول على مساحة شاشةٍ أكبرَ بتصميمٍ مدمجٍ ومبتكَر، كما أنه من المرجّح أيضاً أن يتسبّب جهاز آيفون القابل للطيّ بعمليات تحديثٍ لاحقةٍ بتوفيره خياراً مختلفاً تماماً عن نماذج الهواتف الذكية الأساسية التي تشبه ألواح الشوكولاته.

تقريرٌ يدّعي أن المتانة تمثل تحدياً للتصاميم فائقة الرقة

على الرغم من إطلاق شركة آبل المُحتمل لنماذجَ أوليةٍ قابلةٍ للطيّ لهاتفها آيفون، إلا أنها على الأرجح تواجه مشاكلَ متعلقةٍ باستيفاء معايير المتانة الخاصة بها، لا سيّما التصاميم الرقيقة للغاية، حيث قال مصدر المعلومات المشار إليه أن الشركة تسعى لجعل هواتفها القابلة للطيّ أكثرَ رقّةً من نظيراتها الحالية لدى طيّها. كما تعتزم الشركة إضافة شاشةٍ خارجيةٍ صغيرة للجهاز من أجل عرض المعلومات الرئيسية عند إغلاقه كما هو الحال في جهاز Flip 5؛ ويبدو أن تحقيق كلٍّ من الغايتين في ذات الوقت يمثل تحدياً للشركة حتى الآن، كما أشارَ التقرير إلى قيام آبل بتعليق عمليات التطوير الخاصة بها خلال عام 2020 لتحويل مواردها نحو إنتاج جهاز آيباد قابلٍ للطيّ.

مع ذلك، يعكس سعي شركة آبل لإنتاج هاتفي آبل قابلين للطيّ بحجمين مختلفين حرصَها على تذليل العوائق التقنية لإطلاق منتجاتٍ قويةٍ من هذا النوع.

إطلاقٌ محتملٌ للنماذج الجديدة بين عامي 2025-2026 في حال توفر حلولٍ للمشاكل التقنية

رجَّحَ المحلل مينغ شي كوو (Ming-Chi Kuo) وثيق الصلة بشركة آبل خلال عام 2021 أن تقوم الشركة بإطلاق هاتف آيباد قابلٍ للطيّ خلال عام 2023 على أقرب تقدير. وفي المقابل، رجَّحت شائعاتٌ أخرى أن يتم هذا الإطلاق خلال عام 2025، الأمر الذي يُعَد أكثرَ منطقيةً بالنظر إلى التقارير الأخيرة حول معوقات التطوير.

بطبيعة الحال، قد يتم تأخير المواعيد المُستهدفة إن لم يتم حل مشاكل سماكة الجهاز أو متانة شاشته أو في حال عدم تلبيتها معاييرَ آبل المدروسةِ بعناية.

يُشار إلى أنه عند مواجهتها بالمعلومة، طُلبَ من آبل التعليق على التقرير المشار إليه، إلا أنها رفضت تأكيد أو نفيَ عزمها إطلاق جهاز آيفون قابلٍ للطيّ، لكن وبالنظر لمساعي البحث والتطوير الحثيثة، يبدو أن عام 2025 أو 2026 هو أقرب موعد لتوفير أوّل جهازٍ من هذا النوع للعملاء.

وكما اعتادت شركة آبل (AAPL) أن تفعل سابقاً، فلن تقوم الشركة بإطلاق آيفون قابلٍ للطيّ إلا بعد التحقق من تلبية تقنيته -وتجربة استخدامه- للطموحات المتوقّعة من علامتها التجارية البارزة.

ما هي الميزات المتوقعة لهاتف آيفون القابل للطيّ؟

صورةٌ لهاتفين قابلين للطيّ عليهما شعار آبل أحدهما مفتوحٌ والآخر مطويّ

ما هيَ الميزات التي يمكن للمستخدمين انتظارها من جهاز آيفون القابل للطيّ حالَ إطلاقه؟ بحسب مصدر المعلومة ومصادرَ أخرى، إليكم بعض الميزات المتوقعة من هذا الهاتف لدى إطلاقه:

تصميمٌ صدفيٌّ يشبه Galaxy Z Flip: يُقال إن شركة آبل تفضّل التصميم الصدفيّ القابل للطيّ بشكلٍ عموديٍّ على نظيره الأفقيّ الشبيه بالكتاب نظراً لأن هذا التصميم يجعل الجهاز أصغر حجماً بعد طيه، فضلاً عن إمكانية فتحهِ كشاشة جهازٍ لوحيٍّ صغير، كما أن هذا التصميم يُعيد للأذهان الهواتفَ القلابة القديمة كجهاز Motorola Razor.

نموذجان بحجمين مختلفين: يُقال إن شركة آبل تقوم حالياً بتطوير نموذجين أوليين لهاتفها القابل للطي بحجمين مختلفين، وما تزال الأبعاد الدقيقة الخاصّة بهما غير معلومةٍ، غير أنه من المرجّح أن تكون شاشة أحدهما بقياس 8 إنش بعد فتحه، أي بحجم آيباد ميني (iPad Mini).

التركيز على رقة النموذج: من المرجّح -كما أشرنا سابقاً- سعي شركة آبل لإصدار نموذج قابلٍ للطيّ أكثرَ رقةً من الهواتف المتاحة بالقطاع، إلا أنه لا يمكن الجزم بمدى قدرتها على تقليل سمكه لأن هذا يتعلق بإيجاد حلٍّ لمشكلة المتانة.

شاشة خارجية صغيرة: من أهمّ ما يميز الأجهزة ذات التصميم الصدفيّ القابلة للطي هو شاشةٌ خارجيةٌ صغيرةٌ تتيح للمستخدمين الاطلاع على التنبيهات وغيرها من المعلومات بشكلٍ سريع دون حاجةٍ لفتح الجهاز، ويُرجّح أن يحتوي هاتف آبل على هذه الميزة.

تسعيرٌ مرتفعٌ: بالنظر للتطوّر التقني المتوقع من جهازٍ كهذا وسجّل آبل الحافل بالإنجازات، فمن شبه المؤكد أن يتم طرح هذا النموذج كجهاز فارهٍ عالي الجودة بسعرٍ باهظٍ، لذا قد يصل سعره إلى 1,500$ تقريباً بحسب أسعار الأجهزة المنافسة.

تبعات إطلاقه على سوق الهواتف الذكية القابلة للطيّ

على الرغم من تمتع شركات تصنيع الهواتف الذكية الأخرى بنموٍّ مستقرٍّ في مبيعات الهواتف الذكية القابلة للطيّ، يعتقد المحللون أن اعتراك شركة آبل لهذه السوق قد يكون نقطة تحوّلٍ من شأنها أن تؤدي إلى زيادة تبنّي هذا التصميم.

ومن المتوقّع أن تؤدي قوة العلامة التجارية الخاصّة بشركة آبل وقاعدة عملائها المخلصين الهائلة إلى تأثيرٍ ممتد، رغمَ أنها لم تكن أولى منتجي الهواتف الجديدة تاريخياً. وقد كان للإصدار الأول من هاتف الآيفون (iPhone) دورٌ كبيرٌ في الإسراع باستبدال الهواتف المحمولة العادية بنظيرتها الذكية، كما أصبحت Apple Watch (ساعة آبل الذكية) الأكثرَ مبيعاً عالمياً، على الرغم من نموّها البطيء في البداية، كما تُسيطر منتجاتها من سماعات الأذن اللاسلكية (AirPods) على هذه الفئة لعدّة سنوات حتى الآن.

وبالمثل، يتوقع المحللون أن تتسبّب هواتف آيفون القابلة للطيّ بزيادة قبول المستهلكين لنوعية الشاشات والتصميم هاتين، ما قد يثير اهتماماً أوسعَ ويرفع من المبيعات؛ فتبعاً للشائعات التي تشير إلى احتمالية تخطيط شركة آبل لإصدار هواتف آيفون قابلةٍ للطيّ، قد تعيد العلامات التجارية الأخرى النظرَ في جداولها الزمنية وتصاميمها الخاصّة بأجهزتها مستقبلاً.

ربّما قد تمثل هواتف آبل القابلة للطيّ تهديداً تنافسياً كبيراً للشركات الرائدة في هذا القطاع، والتي تتمتّع بالأسبقية كشركة سامسونج وغيرها؛ كما أنه من الممكن أيضاً أن يكون لهذه الخطوة أثرُها الإيجابيّ على أبرز منافسيها -شركة سامسونغ- إذا تسبّبت الأولى في زيادة شعبيّة الهواتف القابلة للطيّ، وقد يقارن المشترون المحتملون بين أسعار هواتف الشركتين ويختاروا أنسبَها لهم.

وتبقى الأسئلة المتعلقة بموعد إطلاق هذه الهواتف وسعرِها وما يميّزها عن غيرها. لكن، ومع تزايد الأدلة حول وجود خطط تطويرٍ بعد سنواتٍ من الشائعات وبراءات الاختراع، يبدو أن شركة آبل في طريقها لإطلاق هواتف آيفون قابلةٍ للطيّ وجعلها واقعاً.

آبل تستثمر مليارات الدولارات في شركات الذكاء الصنعيّ الناشئة ومبادرات الواقع المعزّز/الافتراضيّ (AR/VR) وتعزف عن مشروعها الخاص بالسيّارات الكهربائية (EVs)

تسعى شركة آبل حالياً لإنجاز ابتكاراتٍ ضخمةٍ في القطاع التقنيّ، حيث تُحرز الشركة تقدماً في مجال الذكاء الصنعيّ بشكلٍ هادئٍ وبدون ضجّةٍ تُذكر؛ فبعدما طوّرت أول نظارة واقع معزّزٍ/افتراضيّ (AR/VR) -تدعى Vision Pro، وقد نجحت بلفت الانتباه مؤخراً- يأتي الدور على هواتف الآيفون القابلة للطيّ.

صورةٌ لفتاة ترتدي نظّارة واقع افتراضيّ

جديرٌ بالذكر أنه على مدار السنوات القليلة الماضية، قامت آبل بالاستحواذ على أكثر من 20 شركة ناشئة في مجال الذكاء الصنعيّ (AI)، كما كثفت جهودها التوظيفية في هذا المجال. ولعلَّ الهدف من ذلك هو تطوير أساليبَ جديدة في تشغيل خوارزميّات الذكاء الصنعي المعقدة مباشرةً على أجهزتها الذكية -كهواتف الآيفون- بدلاً من الاعتماد على الخوادم السحابيّة.

ويتطلب هذا تقليص حجم نماذج التعلم العميق الضخمة والمكتظة بمليارات المعايير، بالإضافة إلى تصميم أجهزة معالجةٍ خاصةٍ بالتعامل مع أعباء الاستفادة من تقنيات الذكاء الصنعيّ بشكلٍ مثاليّ.

علاوةً على ذلك، تقوم الشركة بتعزيز قدرات شرائحها المصمّمة للذكاء الصنعيّ، إلى جانب ابتكارات البرمجيّات التي يمكن أن تفتح الباب أمامَ تجاربَ جديدة على أجهزة الهواتف الذكية. وعلى سبيل المثال، نجحَت تقنيةٌ متقدمةٌ عملت على تشغيل نماذج اللغة الكبيرة (LLM) باستخدام مساحة تخزين الهاتف الذكيّ بدلاً من ذاكرة التخزين العشوائيّ في تحسين كفاءة معالجة البيانات الداخلية بشكلٍ كبير.

ويتوقع المحللون أن تكشف شركة آبل عن المزيد من التفاصيل بشأن إستراتيجيات الذكاء الصنعيّ الخاصة بها في مؤتمر المطوّرين العالميين (Worldwide Developers Conference) الذي ترعاه في حزيران/يونيو القادم. علاوةً على ذلك، فمن المتوقع أن يشكّل إصدار iOS18 القادم أضخمَ تحديثٍ قامت به الشركة لنظام iOS الخاص بها على الإطلاق، ومن المحتمل أن يقدم هذا الإصدار مزايا جديدةً أبرزها التلخيص التلقائيّ في تطبيق الملاحظات (Notes) والجدولة الذكية باستخدام أداة سيري (Siri) وقوائم تخصيص الأغاني في تطبيق Apple Music، إلى جانب القدرة على تحميل التطبيقات جانبياً (على الأقل في دول الاتحاد الأوروبي)، وغير ذلك.

بشكلٍ عام، فإن الشركة تهدف إلى إثراء أجهزتها الذكية من خلال إتاحة تجاربَ خاصةٍ بالذكاء الصنعي أكثرَ سلاسةً على أجهزة الآيفون والآيباد، مع الحفاظ على حماية خصوصيّة المستخدمين بغض النظر عن الاتصال بالإنترنت.

ارتفاع سعر Vision Pro يُرجّح أن يحدَّ من انتشارها بين المستخدمين

قد تواجه نظّارة Vision Pro التي تم إصدارها حديثاً صعوبةً في جذب جمهورٍ كبيرٍ في المدى المنظور، ونظراً لأنها تُباع بسعرٍ مرتفعٍ يبلغ 3,499$، وعلى الرغم من أنها تُعتبر بلا شك جهازاً تقنياً مثيراً للإعجابأ، فمن المُحتمل عدم تحقيقها لمبيعاتٍ ضخمةٍ بغضّ النظر عن إمكاناتها المتقدّمة.

بالإضافة إلى ذلك، فقد حصَلت Vision Pro على إشادة الكثير من المُراجعين حيث يُعدّونها ابتكاراً ثورياً بالفعل، لكنّ معظمهم يوافق على أنها تستهدِفُ حالياً المتحمّسين لشراء المنتجات الجديدة دون عامّة المشترين. وقد وصف تيم كوك (Tim Cook) -المدير التنفيذيّ للشركة- منتج Vision Pro بأنه “جهازٌ ثوريٌّ” يتفوّق “على جميع الأجهزة الأخرى بفارق سنوات”.

وعليه، سيواجه عامة المستهلكين صعوبةً في شراء المنتج بسبب تسعيره المرتفع، حتى وإن كانوا يودون تجربة المنتج بشدّة. فعلى سبيل المثال، بلغ سعر أول إصدارٍ من هاتف آيفون عام 2007 ما قدره 499$، أي أقلَّ من سعر المنتج الجديد بما يُقارب 7 مرّات.

لهذا يفترض المحللون قيام شركة آبل -في نهاية المطاف- بإصدار خوذات واقع معزّزٍ (AR) أقلّ ثمناً بكثير (وربّما تطلق عليها اسم “Vision”)، لكن لم يتم تأكيد هذا بعد ومن المحتمل أن يستغرق عدّة سنواتٍ للتنفيذ.

تأجيل مشروع سيارة آبل (Apple Car) وتغيير إستراتيجيته

والآن، لننتقل إلى مجال السيارات؛ فعلى ما يبدو أن مشروع آبل لتطوير سياراتٍ ذاتية القيادة قد واجَه تأخيراتٍ جديدة، حيث أثرت التحديات المتعلقة بالتعقيدات سلباً على مشروع سيارة آبل (Apple Car)، على الرغم من بدء أعمال التطوير عام 2014.

ونتيجةً لذلك، ذكر تقريرٌ لوكالة Bloomberg أن الشركة قامت بتأجيل خططها لإصدار سيارة آبل إلى عام 2028 بدلاً من 2026. كما أنها قلصت طموحاتها لتطوير سيارة ذاتية القيادة بالكامل إلى سيارة تتمتّع بقدراتٍ أساسيةٍ لمساعدة قائدها.

يُذكر أن هذا يعكس مدى صعوبة صناعة سيارة من الصفر وضخامة رأس المال الذي تتطلبه، حتى بالنسبة لأكبر شركات التكنولوجيا عالمياً. وقد تبع ذلك العديد من التغييرات والتسريحات لقياديين بالمشروع على طول الطريق، فضلاً عن تغيير الإستراتيجيات المتعلقة بمشروع Apple Car خلال الثماني سنواتٍ الماضية.

مع ذلك، تنظر آبل إلى السيارة الكهربائية (EV) كفرصةٍ محتملةٍ طويلة الأجل لتنشيط نموّها في ظلّ انحسار سوق الهواتف الذكية، حيث تهدف إلى التميّز من خلال إصدار تصميم أنيقٍ وواجهةٍ فريدة من نوعها؛ وعلى ما يبدو فإن الشركة تقوم حالياً بإجراء محادثاتٍ مع شركاء تصنيع سياراتٍ آخرين. ومع ذلك، تظل هناك شكوكٌ داخليةٌ بشأن مدى جدوى المشروع وتعقيدات جدوله الزمنيّ.

ختاماً، يبدو أن هناك تحدياتٍ كبيرةً تقف في طريق نجاح منتج Vision Pro المبكّر، بالإضافة إلى التأخيرات التي قد تؤثر على مشروع Apple Car. ونظراً لذلك، فإن العامل الرئيسيّ التالي الذي قد يحفّز تنامي ربحية شركة آبل -والذي يتجاوز ترقيات آيفون المتكرّرة- ما يزال غير واضح المعالم. والآن، يبدو أن التطوّرات التي تحققها الشركة في مجال الذكاء الصنعيّ -والتي تُعَد أكثر التطوّرات الواعدة أهميةً- تحدث في صمتٍ وبدون ضجةٍ كبيرة. ومع ذلك، قد تقدم آبل أجهزة آيفون وآيباد قابلةً للطيّ في وقتٍ أقربَ ممّا يُمكنكم توقعه.