يميل البشر -بصفةٍ عامةٍ- إلى افتراض أن العمل بجدٍّ وادّخار المال هو الإجابة النموذجية عن السؤال الملح: كيف أصبح غنياً؟ لكنّ هذه الأجوبة هي مجرّد أماني؛ فغالباً ما ينتهي بنا المطاف إلى جمع بعض المدّخرات المتواضعة مع أنها تُعتبر مفيدةً إجمالاً. أما إذا أردتم معرفة الإجابة الحقيقية عن السؤال المتكرّر “كيف أصبح غنياً؟”، فهناك عددٌ من الأساليب التي يمكنكم اتباعها، وبعضها أكثر فعاليةً من سواها، وأفضل الطرق هي:

1- ابدأ مشروعك التجاريّ الخاص، وقم ببيعه في النهاية

تُعَد هذه الطريقة من أكثر السبل فعاليةً كي تصبح غنياً، فإذا تمكنت من إيجاد نهج جديد لتلبية أحد الاحتياجات الملحة للعملاء، وبنيتَ على أساسه مشروعاً تجارياً مُربحاً يلبي تلك المتطلبات، فهذا يعني أنك أضفت قيمةً حقيقيةً له أياً كان نوعه؛ فقد يكون المشروع التجاريّ الجديد عبارةً عن شركة تنظيفٍ أو صالون تصفيف شعر أو شركةً استشاريةً أو حتى بنكاً استثمارياً، وقد يستغرق الأمر سنواتٍ من العمل الشاق للغاية لبناء هذه الشركة الصغيرة. ويجب التنويه هنا أن معظم الشركات الجديدة تنتهي بالفشل، وبالتالي فعوامل الخطر مرتفعةٌ، ولذلك فأنت بحاجةٍ إلى جميع المهارات والإستراتيجيات والمثابرة والاجتهاد التي يتمتع بها روّاد الأعمال. ولكن في حال تمكنت من تحقيق النجاح، فإن المكافآت المنتظرة ستكون ضخمةً؛ وهذا ما قام به عددٌ كبيرٌ من الأشخاص ممّن أصبحوا أثرياء في النهاية.

2- انضمَّ إلى شركةٍ ناشئةٍ واستثمر في أسهمها

في حال كنت تتساءل عن الكيفية التي تصبح فيها غنياً، يمكنك الاستثمار بشراء عدد من الأسهم في واحدة أو أكثر من الشركات الناشئة، إذ توجد فرصةٌ لتحقيق مكاسبَ كبيرة إذا ازدهرت أعمال الشركة وبالتالي زيادة مكاسبها أو في حال تم بيعها إلى شركةٍ أكبر، حيث تنجح أقليةٌ صغيرةٌ فقط من الشركات الناشئة بتحقيق مكاسبَ كبيرة، وبالتالي فإن الاحتمالات لا تبدو جيدة. ومع ذلك، يمكنك تحكيم عقلك ووزن الأمور لمعرفة فكرة المشروع وفريق إدارته وإمكانية تحقيق النجاحات من خلالهما، وقد اتبع الموظفون الأوائل في شركات آبل وجوجل ومايكروسوفت هذه الطريقة ليصبحوا من أصحاب الملايين لاحقاً.

3- استخدم مهاراتك للعمل كخبيرٍ مستقلٍ يعمل لحسابه الخاص

إذا تمكنتَ من تطوير مهارة قابلةٍ للتسويق والحفاظ على استقلاليتك، فيمكنك حينها تحقيق دخلٍ كبيرٍ من خلال جهودك الفردية، وهي الطريقة التي اتبعها نجوم الرياضات المختلفة والمؤلفون والفنانون ليصبحوا أثرياء. وبشكلٍ عام، يتمتع من يعمل بنجاح لحسابه الخاص بفرص ربح أكبرَ من نظيره العامل لصالح شركةٍ أو جهةٍ ما. وبالطبع لا يخلو هذا النهج من المخاطر، حيث يجب أن تمتلك ما يميّزك عن سواك، حيث إن سرّ نجاحك بين يديك، لذلك تُعد هذه الطريقة شائعةً لمن يمتلك مهارةً مميّزةً ويرغب بتحقيق النجاح بمفرده.

4- تطوير العقارات

يُعَد شراء العقارات وتطويرها ومن ثمّ بيعها من الطرق التي أثبتت فعاليتها لتحقيق رأسمالٍ كبير، حيث يمكنكم اقتراض الأموال والاستفادة من استثماركم. فلنفترض أنك اقترضت مبلغ 200,000$ واستثمرت 50,000$ من أموالك الخاصة لشراء عقارٍ تبلغ قيمته 250,000$، ثم قمت بتطوير العقار وبيعه بمبلغ 400,000$. في هذه الحالة، ارتفعت قيمة العقار بنسبة 60%، وبالتالي ارتفعت قيمة استثمارك الشخصيّ البالغة 50,000$ لتصبح الآن 200,000$، أي أربعة أضعاف قيمة استثمارك الشخصيّ فعلياً. لكن بالطبع يجب عليك اختيار العقارات المناسبة في المناطق المناسبة وتطويرها بحكمةٍ، خصوصاً بظلّ المخاطر المصاحبة لفترات الرواج والركود في قطاع العقارات. ومع ذلك، تُعَد هذه الطريقة من أفضل الطرق لتحقيق الثراء على المدى الطويل.

5- إنشاء حقيبةٍ استثماريةٍ متنوّعةٍ من الأسهم والأوراق المالية

إذا كان بإمكانك إجراء استثماراتٍ مستمرّة في الأسهم على فتراتٍ طويلةٍ وإعادة استثمار أرباحك المحققة، فيمكنك أن تصبح غنياً بمرور الوقت. وبالطبع يمكن لقيمة الأسهم أن تنخفض أو ترتفع، ويفقد العديد من صغار المستثمرين حماستهم عندما تنخفض قيمة حقيبتهم الاستثمارية؛ لكنّ الأسهم تُعتبر استثماراً جيداً على المدى الطويل -مثل العقارات- كما أنها تمتاز بسيولةٍ أعلى. وغالباً ما توفر فترات سوق الأسهم الهابطة فرص شراء رائعةً لمن يمتلك المال والأعصاب القوية اللازمة لذلك.

6- وراثة الثروة

من المفيد أن تكون قد ولدت لأبوين ناجحين أو غنيّين، وحتى إذا فشلت في ذلك فقد يكون زوجك -أو زوجتك- في المستقبل من طبقة الأثرياء!

7- اعمل بوظيفةٍ ثابتةٍ وقلل من نفقاتك وضع مدّخراتك في أحد البنوك

تُعَد هذه ممارسةً حكيمةً وتحدّ من المخاطر المالية، ولكنها ليست إجابةً فعّالةً عن سؤالنا “كيف أصبح غنياً؟”، إذ يجب أن تبقي نفقاتك ضمن حدود دخلك، ولكن إذا كنت تريد كسب مبالغ مؤثرة، فيجب عليك زيادة دخلك بشكلٍ كبير أو إيجاد طرقٍ لمضاعفة رأسمالك، ويمكنك الاطلاع على بعض الأفكار المذكورة أعلاه لتحقيق ذلك.

8- المراهنات

نسمع عن أولئك الذين يفوزون باليانصيب ونجوم البوكر، ما يعني أن هذه الطريقة قد تنجح أحياناً، لكنّ نسبة نجاحها ليست مشجّعةً ولا تُعَد إجابةً جيدةً عن سؤال “كيف أصبح غنياً؟”، وننصحك بشدة أن تتجنب هذه الطريقة، وأن تلجأ إلى إحدى الطرق الستة الأولى المذكورة أعلاه.

وإجمالاً، يوجد في الحياة ما هو أهم من طرح سؤال “كيف أصبح غنياً؟”، فما فائدة تحقيق الثراء عندما تكون شخصاً غير محبوب ووحيداً أو في حالةٍ صحيةٍ سيئة؟ ومع ذلك، إذا كان بإمكانك الاستمتاع بالحياة وأن تصبح غنياً في نفس الوقت، فلمَ لا تفعل ذلك؟ خطط لمسارك واستمتع برحلتك في الحياة!