أعلنت شركة يوتيوب اليوم عن إطلاق بعض الميزات الإضافية الأكثرَ جاذبيةً منذ سنوات، وأصبح بإمكانكم الاستمتاع بالتحديث الجديد لإنشاء المحتوى والذي يتضمّن تحسيناتٍ لسرعة التشغيل، وعمليات دمج مذهلةٍ يمكنها نقل جملة صنّاع المحتوى الشهيرة: “اضغطوا على زرّ الإعجاب واشتركوا في القناة”.

وفي التفاصيل، كشفت أكبر منصّة لمشاركة الفيديوهات في العالم مؤخراً عن مجموعة ميزاتٍ مبتكَرة، وسلطت الضوء على إعدادات التشغيل في الأجهزة المحمولة وإمكاناتٍ رائعةٍ للبحث عن الأغاني، فضلاً عن مجموعة أدواتٍ مخصّصةٍ لصنّاع المحتوى؛ وتعكس هذه التغييرات والتحديثات تطوّر يوتيوب بشكلٍ مطّرد بفضل إسهامها في تحسين تجربة المستخدمين. ونضع بين أيديكم فيما يلي عرضاً تفصيلياً للميزات الجديدة الني قد تساعدكم على تحقيق الاستفادة القصوى من منصة يوتيوب بما يخدم شركاتكم ومشاريعكم التجارية.

آخر تحديثات يوتيوب: ميزة النقر على الفيديو لزيادة سرعة عرضه

بالحديث عن هذا التحديث، قدّمت يوتيوب لمستخدميها طريقةً مبتكرةً لزيادة سرعة عرض الفيديو عبر إضافة ميزة جديدة كليّاً للمنصّة، حيث أصبح بمقدور المستخدمين تسريع عرض الفيديو بضعفي سرعته الأصليّة وذلك من خلال النقر نقرةً متواصلةً في أيِّ مكانٍ ضمن مشغّل الفيديو، وبعد مرور الجزء الذي يرغبون بتسريعه من الفيديو يمكنهم إفلات النقرة لتعود سرعة تشغيل المقطع إلى المستوى الطبيعيّ مباشرة.

فضلاً عن ذلك، سيدل اهتزازٌ بسيطٌ في الهاتف المحمول على عودة الفيديو إلى السرعة الأصلية إذا ما قرّر المستخدم العودة إليه بعد تقديم المقطع أو الرجوع به، وقد تكون هذه الإضافة بسيطةً، إلّا أنّها قد تساهم بتحسين تجربة المستخدم إلى درجةٍ كبيرة.

تعزيز التجربة الصوتيّة وتغيّرٌ جذريّ في آلية البحث عن الأغاني

تلقّت منصة يوتيوب العون من شركة جوجل المالكة لها في سعيها لتحقيق قفزاتٍ مهمّةٍ بهدف ضمان الاتساق الصوتي للفيديوهات المرفوعة عليها، حيث تهدف ميزة “استقرار حجم الصوت” الجديدة إلى الحدّ من تغير حجم الصوت عشوائياً ضمن مقاطع الفيديو.

وبعد نجاح الاختبار التجريبي الذي أجرته يوتيوب في شهر تموز/يوليو الماضي، فمن المتوقع أن تحسّن هذه الميزة من تجربة المستخدم الصوتية بشكلٍ كبير؛ أما فيما يتعلق بتجربة المستخدم مع عملية البحث، فقد عزّزت منصة يوتيوب من قدرة المستخدم على إيجاد الأغاني التي يبحث عنها من خلال إدخال كلماتها أو دندنتها أو غنائها أو حتّى عبرَ تشغيلها من جهاز آخر، حيث تعتمد هذه الميّزة على الاستفادة من قدرات الذكاء الصنعيّ عبرَ مطابقة مُدخَلاتِ المستخدم بالأغاني التي يبحث عنها، ما يُغيّر كلّياً كيفيّة بحثنا عن المقاطع الموسيقيّة.

تحديث يوتيوب: إمكانية قفل الشاشة وإضافة علامة تبويب تحمل اسم “أنت”

يواجه مستخدمو الهواتف المحمولة مشكلةً مزعجةً تتمثّل بلمسهم للشاشة خلال مشاهدتهم لمقاطع الفيديو، ولمعالجة هذا الخلل، طرحت منصّة يوتيوب ميزة قفل الشاشة لتجنيب المستخدم الضغط -عن طريق الخطأ- على أيِّ خيارٍ لا يرغب بتنفيذه.

أمّا من ناحية تنظيم محتوى المستخدم، فقد قامت منصة يوتيوب بدمج علامة تبويب “المكتبة” مع الصفحة الرئيسيّة لحساب المستخدم، ما نتج عنه علامة تبويب جديدة تحمل اسم “You”، حيث ستحتوي علامة التبويب هذه على الفيديوهات التي تمّت مشاهدتها سابقاً، إلى جانب قوائم التشغيل والاشتراكات المدفوعة وتفاصيل الحساب الشخصيّ، ما يُسهّل عملية تنقل المستخدم بين هذه الخيارات جميعها.

التفاعل مع صانعي المحتوى: الإشارات المرئيّة والتعليقات المتغيّرة

لطالما حثّ صانعو المحتوى على يوتيوب متابعيهم على “الإعجاب بمقاطعهم والاشتراك بقنواتهم” حتّى أصبح هذا الأمر إحدى أهم سمات المنصّة، إلّا أنّ يوتيوب ترغب بتعزيزها أكثرَ وأكثر عبر تقديم إشاراتٍ مرئيّةٍ توضّح خياري “الإعجاب” و”الاشتراك” عندما يقوم صانعو المحتوى بلفظ هذه الكلمات.

في حين لم توضّح يوتيوب بعدُ مدى تحكّم المستخدمين بهذه الميزة، إلّا أنّها ستكون بلا شكٍّ أداةً تفاعليةً مميّزة. ولرفع سوية التفاعل بين المتابعين وصانعي المحتوى ستتناوب أفضل التعليقات على الظهور في أعلى القائمة الخاصّة بالتعليقات بصورة دوريّةٍ لضمان استمرار التفاعل.

كما ستحظى الفيديوهات المرفوعة حديثاً على يوتيوب بصورٍ متحركةٍ رائعةٍ، بالإضافة لعرض عدد المشاهدين للبث المباشر خلال أول 24 ساعةً من رفع الفيديو، وإظهار تفاعلات المشاهدين مع البث المباشر خلال حدوثه. علاوةً على ذلك، سيكون لمستخدمي الشاشات الذكيّة نصيبهم من الميزات الجديدة، حيث تعمل يوتيوب على تحسين واجهة المستخدم الخاصّة بهذه الأجهزة عبرَ تقديم قائمةٍ عموديّةٍ تحتوي تفاصيل الفيديو، وبذلك سيكون بمقدور المستخدمين الاطلاع على وصف الفيديو والتعليقات والوصول إلى زرّ الاشتراك بسهولةٍ بالغةٍ عبر النقر على عنوان الفيديو.

نظرةٌ مستقبلية على التحديثات الأخيرة في منصة يوتيوب

تعدُّ الميزات الجديدة التي أضافتها يوتيوب مؤخراً دلالةً على تركيز المنصّة في تحسين إعدادات التشغيل وأدوات البحث، ولم تشهد يوتيوب تحديثاتٍ على هذا القدر من الأهميّة منذ فترة من الزمن، ويبدو بأنّها مجرّد البداية لتحديثاتٍ شاملةٍ على YouTube.

وقد تكون الأدوات والميّزات في التحديثات القادمة ليوتيوب قائمةً على الذكاء الصنعيّ (AI)، وذلك في إطار تخصيص شركة جوجل مصادرَ ملحوظةً في التطوير والاستفادة من الأدوات القوية والجديدة التي تم تطويرها خلال السنة الماضية.

ختاماً، تبرز الميزات الجديدة التي حظيت بتطويرٍ متكرّرٍ بالاعتماد على ملاحظات المشاهدين وصانعي المحتوى كدليلٍ واضح على التزام منصّة يوتيوب بنهجها الساعي إلى تطوير المنصّة الخاصة بها تزامناً مع إطلاق هذه التحسينات عالمياً خلال الأسابيع القادمة. ولو أضفنا إلى ذلك التخطيط لإتاحة مزايا أخرى مستقبلاً، فسيكون عشّاق منصّة يوتيوب بانتظار مستقبلٍ مليءٍ بالمفاجَآت.