جاري جينسلير (Gary Gensler) رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية

يبدو أن لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) وافقت أخيراً على واحدٍ -على الأقلّ- من الطلبات المقدمة لصناديق بيتكوين للتداول الفوريّ المتداولة في البورصة (Spot BTC ETF)، وفقاً لبورصة شيكاغو للخيارات. ومن المخطط له أن يبدأ تداول صندوقVanEck Bitcoin Trust في 11 كانون الثاني/يناير 2024.

لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية توافق أخيراً على صناديق التداول الفوري لبيتكوين المتداولة في البورصة!

بعد أشهرٍ من المعارك القضائية وترقب مجتمع العملات الرقمية بفارغ الصبر، حصلت صناديق التداول الفوريّ لبيتكوين المتداولة في البورصة أخيراً على الموافقة؛ علماً بأننا حصلنا على تأكيد يتعلق فقط بحصول صندوق VanEck المُتداوَل في البورصة على الموافقة، لكن يبدو أنه من المُحتمل أن تتم الموافقة قريباً على بعض الصناديق الأخرى أيضاً.

كذلك قد تؤدي هذه الموافقة -بشكلٍ مباشرٍ- إلى الموافقة على صناديق التداول الفوريّ المتداولة في البورصة (spot ETFs) للعملات الرقمية الأخرى، حيث ذكرَ الرئيس التنفيذيّ للاستثمار في Valkyrie أن ريبل (Ripple) وإيثيريوم (Ethereum) قد تكونان العملتين التاليتين على اللائحة.

لا أحد يعلم -على وجه التحديد- ما إذا كانت هذه ستكون فترة “شراء الشائعات وبيع الأخبار” أم أنها ستكون ذات أهميةٍ كبيرة لقطّاع الكريبتو كما يعتقد الكثير من أنصار بيتكوين، ولكنه يُعتبر يوماً جيداً للسوق على أيّ حال.

اختراق تويتر الذي هزّ عالم العملات الرقمية

جاءت هذه الأخبار بعد أقلَّ من يومٍ واحد من تغريدة حساب لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية على X (تويتر سابقاً)، والتي تُظهر موافقته على صناديق بيتكوين للتداول الفوريّ المتداولة في البورصة، ممّا نشرَ البهجة في مجتمع العملات الرقمية حتى اكتشفوا أن التغريدة مزيّفةٌ في الحقيقة. وتدّعي اللجنة أن حسابَ تويتر الخاص بها قد تعرّض للاختراق (وهو ما تمّ تأكيده لاحقاً من قِبل فريق X Safety).

يُذكر أن هذه الحادثة هزّت سوق العملات الرقمية، وأثّرت على أسعار بيتكوين (Bitcoin-BTC) وإيثيريوم (Ethereum-ETH) في حركةٍ صادمةٍ أدّت إلى خسائرَ بقيمة 50 مليون دولار في نطاق العقود المشتقة فقط. وعلى الرغم من أن التأكيد النهائيّ للموافقة على ETF جاء قبل دقائق من كتابة هذا الخبر، إلا أن أسعار العملات الرقمية لم تُبدِ أيّ تحركاتٍ مثيرة بعد.

على صعيدٍ متصلٍ، تُثير تداعيات هذا الاختراق الكثيرَ من التساؤلات حول كون قطاع العملات الرقمية عرضةً للتأثر الشديد بالمعلومات الخاطئة، وكذلك الآفاق الحقيقية للموافقة على صناديق بيتكوين المتداولة في البورصة، إلى جانب الأسئلة المتعلقة بأمان حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التابعة للجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية.

فكما ذكرَنا سابقاَ تعرَّضَ الحساب الرسميّ لـ SEC على تويتر -@SECGov- لاختراقٍ أمنيٍّ عندما اكتسبت جهةٌ مجهولةٌ إمكانية وصولٍ غير مصرّحٍ به إلى رقم الهاتف المرتبط بالحساب.

وتبدو النية الخبيثة جليةً للعيان هنا، إذ استغلَّ المُخترق هذه الفرصة لإصدار إعلانٍ مزيفٍ بشأن الموافقة على BTC ETFs، ما تسبّب بحالةٍ من الاضطراب في السوق.

وتضمّنت هذه التغريدة غير المصرّح بها أن اللجنة وافقت على إدراج صناديق بيتكوين المتداولة في البورصة في بورصات الأوراق المالية الوطنية المُسجّلة. وبالإضافة إلى ذلك، تضمّنت رسماً بيانياً مع اقتباسٍ زُعِمَ أنه من رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية جاري جينسلير (Gary Gensler).

كيف استجابت بيتكوين وإيثيريوم للأخبار المزيفة عن الموافقة على الصناديق المتداولة في البورصة؟

كان للأخبار المزيّفة تأثيرٌ فوريٌّ على سوق العملات الرقمية، حيث ارتفع سعر بيتكوين (Bitcoin-BTC) إلى ما يقرب من 48,000$ استجابةً لتلك الأخبار، لينخفضَ بحوالي 6% إلى 45,100$ مباشرةً عند الكشف عن الحقيقة.

مخطط بياني لعملة بيتكوين

ووفقاً لبيانات CoinGlass، أدى هذا التقلب إلى خسارة 50 مليون دولار في صفقات تداول المشتقات برافعةٍ ماليةٍ خلال ساعة.

كما اختبرت إيثيريوم (Ethereum-ETH) أيضاً بعض التقلبات، حيث قام بعض المستثمرين ببيع ممتلكاتهم من العملة كردّ فعلٍ أوليٍّ على الأخبار المزيّفة، ولكن هذه العملة انتعشت بعد ذلك عندما أدرك السوق حقيقة تلك الأخبار الخاطئة.

مخطط بياني لعملة إيثيريوم

وأدت هذه الحادثة إلى تسليط الضوء على حساسية سوق العملات الرقمية للأخبار المفاجئة، ما يؤكد على أهمية التحقق من المعلومات من مصادرَ رسميّةٍ، في خطوة تذكرنا بالقصة الخاطئة التي نشرتها Coin Telegraph في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

رد رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية: الوضوح وسط الفوضى

أوضح ردّ لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية الوضعَ على الفور، مؤكداً على أن حساب تويتر الخاص بها قد تعرّض للاختراق بالفعل، وتم تأكيد ذلك فعلاً عبرَ تغريدة من جاري جينسلير.

وأكدت الهيئة التنظيمية أنها لم توافق على إدراج أو تداول أيّ صناديق بيتكوين متداولةٍ في البورصة؛ كما أنها تعهدت بالعمل مع جهات إنفاذ القانون والشركاء من الحكومة للتحقيق في الوصول غير المصرّح به وأيِّ مخالفةٍ ذات صلة.

علاوةً على ذلك، تناول جاري جينسلير رئيس SEC الحادثة من خلال حسابة الشخصيّ على تويتر، مؤكداً للجمهور بأنه لم تتم الموافقة على صناديق بيتكوين المتداولة في البورصة بعد.

وأعاد التأكيد على أن أيَّ موافقةٍ رسميةٍ سيتم الإعلان عنها من خلال قاعدة بيانات الوكالة EDGAR، وليس عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.

إدوارد سنودن ينتقد بشدّة، ووجهة نظر سكاراموتشي (Scaramucci) المثيرة للجدل

اتسم رد فعل مجتمع العملات الرقمية على الاختراق وتداعياته بالقوة، وقد تميز رد بعض الشخصيات بالحدّة في انتقاداتهم أكثرَ من غيرهم.

فعلى سبيل المثال، قام إدوارد سنودن (Edward Snowden) الذي كشفَ -سابقاً- عن عمليات تنصّتٍ حكوميةٍ غير قانونيةٍ في أمريكا بانتقاد جينسلير ولجنة الأوراق المالية والبورصات بسبب الاختراق والارتباك الذي تلاه. وأثارت تغريدات سنودن انتباهاً لأهمية مصادر المعلومات الموثوقة في العصر الرقميّ.

كما طرح أنتوني سكاراموتشي (Anthony Scaramucci) –مؤسّس SkyBridge Capital- تساؤلاتٍ علنيةً حول رد جينسلير عن الاختراق، واقترَح نظريةً تقول إن رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات يُخفي الحقيقة واتّهمه بالكذب.

ومن المتوقع أن يكون خطأ أحد الموظفين قد أدى إلى نشر التغريدة المبكّرة، وأن اللجنة تتستّر على ذلك.

ما المتوقع حُدوثه بالنسبة لسوق العملات الرقمية؟

أخيراً، جاء اليوم الموعود بعد انتظار دامَ لأشهرٍ وأشهر من أجل صدور قرارٍ من لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية بشأن صناديق بيتكوين للتداول الفوريّ المتداولة في البورصة. ولا يزال المحللون يتناقشون حول تأثيرات تلك الصناديق المتداولة في البورصة (ETFs) على السوق، لكنّ القليلَ منهم يرون أنها لن تكون إيجابيةً في العموم.