شكّل معدّلُ التضخم المرتفعُ معضلةً كبرى على مدار السنوات القليلة الماضية، وهو الأمرُ الذي دفع الحكومات إلى التدخّل في السوق الحرة إلى حدٍّ كبيرٍ لدرجةٍ جعلت الأفراد يفقدون الثقة تدريجياً في عملاتهم المحلية (الورقيّة)؛ وما زادَ الأمر سوءاً طريقةُ البنوك المركزيَّةِ في تعامُلها مع الأمر، إذ نتجَ عن استمرارِها في رفع معدّلاتِ الفائدة -لمحاولةِ استعادةِ درجةٍ معيّنة من الثقة– تداعياتٌ سلبيةٌ على أسعار الأصول.

مع ذلك، بدأت تظهرُ بعض الإشاراتِ على أنَّ التضخُّم قد يتراجع الآن، وأنّهُ قد وصل بالفعل إلى ذروة ارتفاعاتِ معدّلاته.

معدّل التضخم المرتفع يُرغم الاحتياطي الفيدِرالي الأمريكيّ على رفع معدَّلاتِ الفائدة

أجبر معدّل التضخم المرتفع –بعنادٍ- الاحتياطيَّ الفيدِرالي الأمريكيّ على رفع معدّلات الفائدة طيلة السنوات القليلة الماضية.

وكان سعيُ الفيدراليّ الأمريكي لتحقيقِ قدرٍ من التوازن بين التسبُّب في مستوياتٍ أعلى من البطالة وكبح جماح معدّل التضخم غير المُروَّضِ قد حقَّقَ نجاحاً نسبياً حتى الآن، حيث تمكن مُحافظ الاحتياطيِّ الفيدرالي باول (Powell) من تجنّب تفكك وانهيار سوقِ الأسهم إلى جانب نجاحِه في عدم السماح لمعدَّلِ التضخم بالتفاقم أكثرَ من ذلك.

الصين تُصدّرُ التضخم الآن بدلاً من الانكماش

لم تكن العوامل المحليّةُ هي المؤثّرَ الأكبر على معدّلِ التضخُّم فحسب على أيَّةِ حال، بل وُجِدتْ أطرافٌ خارجية كان لها دورٌ في تغيير تكلفةِ رأس المال وقيمةِ العملات النقديَّةِ (fiat currencies) في مختلفِ دولِ العالم.

ويأتي أحدُ الاضطراباتِ الرئيسية -التي تلوحُ في أفقِ الأعوام المقبلة- من التغيير الذي سوفَ يطرأ على الصين، حيث ستتحوَّلُ من كونِها مُصدراً للانكماشِ إلى تصدير درجةٍ عاليةٍ من التضخُّم خارجياً.

علاوةً على ذلك، يبدو أنَّ هناك مخاوفَ رئيسيَّة بشأن تخفيفِ قيودِ احتواء فيروس كورونا في الصين تتعلَّق بارتفاع الطلب الكُليِّ على السلع والخدمات مرّةً أخرى؛ فبعدَ خُضوع حوالي 18% من سكان العالم إلى الإغلاقِ على مدى الأشهر القليلة الماضية، من المرجَّح أن يتغيَّرَ هذا الأمر بظهور بوادرَ أوليَّةٍ تدلُّ على أنّ سياساتِ الإغلاق السابقة بدأت في التراجع بعض الشيء الآن.

ويعني هذا تحوُّلَ الصين من معدَّلِ تضخُّمٍ تحتَ السيطرةِ إلى تزايدِ معدَّلاتِ الاستهلاك والاستيرادِ وبالتالي ارتفاع معدَّلِ التضخُّم.

المزيدُ من بيانات التضخّم ستصدرُ يوم غد الأربعاء

من المقرَّر أن تصدرَ المجموعة التالية من بياناتِ التضخّم الأمريكية يومَ غدٍ الأربعاء وسط توقُّعاتٍ غالبةٍ بأنّ أرقام تلك البياناتٍ ستأتي أقلَّ من نظيرتِها السابقة.

ويعتبرُ هذا أمراً مُبشِّرَاً بالخير، لأنَّ معدّل التضخم -الذي كان آخذاً بالازدياد- يعتبرُ آفةً تلحقُ الضرَرَ بكلِّ قطاعات المجتمع، كما تسبَّبت في الكثير من الاضطراباتِ حتى الآن، وذلك رُغم بقائِه في نطاقِ القيمة القليلةِ (وفقاً لمقاييسِ مؤشِّرِ أسعار المستهلك، والتي يتمُّ التلاعبُ بها إلى حدٍّ كبير).

انخفاض معدّل التضخم يعني اتجاهاً صاعداً للعملات الرقمية

يمنحُ معدّل التضخم المنخفضُ الاحتياطيَّ الفيدِرالي حيِّزاً أكبرَ للمناورة عندما يتعلَّقُ الأمر بجولاتٍ أخرى من التحفيز النقديِّ -وهو ما يؤيِّدُه الحزب الديمقراطي إلى حدٍّ كبير- مع ترجيحِ أن يُؤدِّي ذلك إلى مزيدٍ من التضخّم (وهو ما لا يحظى بشعبيَّةٍ سياسيَّةٍ على نطاق واسع).

ويعتقد الكثيرون أنَّ انخفاضَ معدّل التضخُّم قد يكون إيجابياً إلى حدٍّ كبير بالنسبة لسوق الكريبتو بشكلٍ عام بالتزامن مع شعور الاحتياطيِّ الفيدِرالي بقدرٍ أكبر من الثقة في إمكانيةِ البدء بخفضِ معدَّلاتِ الفائدة مرَّةً أخرى.

Fight Out- خطوتك القادمة لربح بقيمة مائة ضعف في عالم الكريبتو

تصنيفنا:

عملة fightout
  • مُعتمد من كل من مختبرات "LBank" و"Transak"
  • احصل على العديد من الجوائز القيمة مقابل ممارسة التمارين الرياضية
  • انتقلوا إلى المستويات الأعلى للتنافس في "الميتافيرس"
  • البيع المسبق جار الآن وقد حصل حوالي مليون دولار أمريكي
  • مجتمع داعم في على أرض الواقع يجمع سلسلة قاعات رياضة
عملة fightout