يعتقد بعض أصحاب الشركات والمدراء التنفيذيين أن توظيف مستشار موارد بشرية هو مضيَعةٌ للمال، غير أنه يستطيع إحداث تغييرٍ شاملٍ في ممارسات وخدمات الموارد البشرية في الشركة، ممّا يؤدي إلى تحسين نوعية حياة الموظفين بالإضافة إلى تسهيل سير العمل بشكلٍ عام. فمع نموّ الشركة، تزداد أيضاً صعوبة إدارة المواهب، وتوظيف المزيد من الأشخاص، وإنشاء خطط التعويضات بشكلٍ متوافقٍ مع رؤى الشركة وأهدافها، وتعزيز بيئة العمل الإيجابية.

تعاني أقسام الموارد البشرية غالباً من كثرة المهام اليومية التي قد تجعلها غير قادرة على مواكبة الاحتياجات المتزايدة لشركةٍ مزدهرة، وقد يكون توظيف مستشار موارد بشرية في هذه الحالة أفضل خيارٍ لأصحاب الشركات، حيث يمكن للشركات عرض أيِّ مشكلةٍ تتعلق بالموارد البشرية -بما في ذلك إعادة تنظيم ممارسات قسم الموارد البشرية بالكامل- على مجموعةٍ قويةٍ من مستشاري الموارد البشرية لإيجاد حلٍّ مخصّصٍ لهذا الغرض.

وفي هذه المقالة، سوف نتعمّق في عالم مستشار الموارد البشرية، ونناقش ماهيّة مستشاري الموارد البشرية وماذا يفعلون، ومتى قد تحتاج الشركة إليهم، وكيف يمكن لأصحاب الشركات توظيفهم، وما هي توقعات الشركات من توظيف أحد هؤلاء المستشارين.

ما هي استشارات الموارد البشرية؟

تتضمّن استشارات الموارد البشرية تقديم الإرشادات والحلول المهنية للمؤسسات لتحسين قواها العاملة، فمستشار الموارد البشرية هو اختصاصيٌّ يقوم بتقييم السياسات والممارسات الحالية لقسم الموارد البشرية في الشركة ويقدم نصائحَ لتحسينها.

يتمثل الدور الرئيسيّ لمستشار الموارد البشرية في تحليل احتياجات الموارد البشرية للمؤسسة المعنيّة، وتحديد الثغرات أو المشاكل، ووضع إستراتيجياتٍ لمعالجتها، حيث يقوم بإجراء الأبحاث وجمع البيانات وتقديم التوصيات لتحسين مختلف الجوانب مثل التوظيف والتعويضات والتدريب ومعدل الاحتفاظ بالموظفين والالتزام بقوانين الشركة.

وتشمل بعض المسؤوليات الرئيسيّة لمستشار الموارد البشرية ما يلي:

  • عقد اجتماعاتٍ مع العملاء لفهم احتياجاتهم ومشاكلهم المتعلقة بالموارد البشرية، الأمر الذي يتضمّن مناقشاتٍ مع فريق الإدارة والمدراء والموظفين.
  • تقييم سياسات وعمليات وبرامج الموارد البشرية الحالية لتحديد مجالات التحسين، والتي تشمل التوظيف والتأهيل والتدريب وإدارة الأداء والتعويضات والاستحقاقات الإضافية.
  • إجراء البحوث والدراسات المعياريّة لمقارنة ممارسات الموارد البشرية للشركة مع ممارسات المنافسين أو المعايير المتبعة في القطاع، وذلك باستخدام الدراسات الاستقصائية والمقابلات وتحليل البيانات لتقديم التوصيات.
  • تقديم الخدمات الاستشارية لمساعدة المنظمات على تعزيز إستراتيجية وعمليات الموارد البشرية، حيث يقدم مستشار الموارد البشرية أفضل الممارسات وتوصيات الخبراء المصمّمة خصيصاً لأهداف وبيئة عمل الشركة وميزانيتها.
  • تسهيل إدارة التغيير عند تنفيذ مبادرات الموارد البشرية الجديدة لتعزيز التزام الموظفين بها، ما يشمل التواصل والتدريب وتقييم التقدم المنجز.
  • ضمان الامتثال القانوني من خلال الاستمرار بتقييم السياسات وتوثيق العمليات، ويتحقق مستشار الموارد البشرية من الالتزام بالقوانين كتلك التي تضمن تكافؤ الفرص والأمان وحماية الخصوصيّة.
  • تصميم وتنفيذ برامجَ جديدة للموارد البشريّة من أجل معالجة مشاكلَ مثل ارتفاع معدل ترك العمل، وانخفاض المشاركة، ونقص تنوّع الموظفين، وسوء استقطاب المواهب.

تستعين الشركات بمستشار موارد بشرية لعدم وجود الخبرات المطلوبة ضمن فريقها، أو عند مواجهة عقبةٍ بغاية الصعوبة في مجال الموارد البشرية، أو فقط عند الحاجة إلى تقييم خارجيٍّ، حيث يقدم مستشار الموارد البشرية الدعم الإستراتيجيّ والتشغيليّ لمساعدة المؤسسات على تحقيق أقصى استفادة من وظائف الموارد البشرية.

الفوائد التي يقدمها مستشار الموارد البشرية

يمكن لمستشار الموارد البشرية أن يقدم للشركة قيمةً كبيرةً لعدّة أسباب، بما في ذلك خبرته ورأيه الحياديّ وتوافقه مع أهداف الشركة والتزامه بتطبيق أفضل الممارسات لضمان اكتمال المشروع المكلف به على أتم وجه. ونقدم فيما يلي بعض الفوائد الرئيسيّة الأخرى لتوظيف مستشار الموارد البشرية:

  • إرشادات الخبراء: المستشارون هم خبراء في الموارد البشرية يقدمون النصائح الإستراتيجية بناءً على سنواتٍ من الخبرة في مختلف القطاعات والشركات، بالإضافة على امتلاكهم لسجلٍّ حافلٍ بالنجاحات، ويستخدمون منظوراً خارجيّاً لتحديد المشاكل واقتراح الحلول.
  • الاستفادة المثلى من الموارد المالية: تُعَدّ تكلفة الاستعانة بمستشار موارد بشرية وفقاً للحاجة (بشكلٍ عام) أقلَّ من تكلفة توظيف مديرٍ تنفيذيٍّ للموارد البشرية بدوامٍ كامل، حيث تدعم هذه الخطوة الموارد البشرية دون زيادة كبيرة في النفقات العامة.
  • المرونة: يُنجز مستشار الموارد البشرية كلَّ المهام المسندة إليه، وبالتالي يتيح للشركات رفد موظفي الموارد البشرية الحاليين.
  • المهارات التخصصيّة: يتمتع مستشار الموارد البشرية بخبرة متخصّصةٍ في مجالاتٍ مثل التعويضات والتوظيف والتدريب وما إلى ذلك، ويمكن للشركات الاستفادة من خدماته التي ستساعدهم في ترميم نقاط ضعفٍ محدّدة.
  • الحياد: يُعَد مستشار الموارد البشرية جهةً خارجيةً، ويمكنه تقييم المشاكل بشكلٍ أكثرَ موضوعيةً دون تحيّز.
  • اتّباع الممارسات الأفضل: يمتلك مستشار الموارد البشرية معرفةً بأحدث صيحات الموارد البشرية وتقنياتها وقوانينها التنظيميّة، ويمكنه المساعدة في تنفيذ حلولٍ أثبتت جدارَتها مسبقاً، وتخصيص هذه الحلول لمشاكل المنظمة.
  • إدارة التغيير: يتمتع مستشار الموارد البشرية بخبرة في إجراء التغييرات بسلاسةٍ في مختلف المؤسسات، ويسهّل تبني المبادرات الجديدة.
  • الامتثال: يضمن مستشار الموارد البشرية توافق سياسات وعمليات الشركة مع القانون، ما يقلل من تعرّض الشركة للمخاطر القانونية.
  • قابلية التوسّع: يمكن توسيع نطاق الخدمات الاستشارية أو خفضِها وفقاً لاحتياجات العمل المتغيّرة، ما يعني عدم تقيد الشركات بتكاليفَ مستمرّة للموارد البشرية.

وتوفر الخبرة الخارجية ونصائح المستشارين للشركات وسيلةً فعالةً لتعزيز قدرات الموارد البشرية وتحقيق أهداف الشركات.

كيفيّة تحديد ما إذا كان مشروعكم يحتاج إلى مستشار موارد بشرية؟

تتيح الاستعانة بمستشار موارد بشرية للشركات تصحيح أيِّ ثغراتٍ في القدرات وتبسيط مهام قسم الموارد البشرية لإعداد المشاريع لتحقيق النجاح في مختلف مراحل تطوّرها.

في هذا القسم، سنقدم قائمةً تضمّ 13 سبباً وإشاراتٍ محتملةً يمكن لأصحاب الأعمال مراقبتها لتحديد مدى ملائمة الوقت الحاليّ للاستعانة بمستشار موارد بشرية.

  1. النموّ السريع للشركة: مع توسّع الشركة بسرعةٍ، تزداد أهمية وتعقيدات احتياجات الموارد البشرية، فقد يشعر موظفو الموارد البشرية الحاليين بالإرهاق جرّاء القيام بمهام التوظيف والتأهيل والتدريب والامتثال للقوانين عندما يزداد حجم القوة العاملة، خاصّةً إذا تم تعيين العديد من الموظفين الجدد في وقتٍ واحد، ويمكن لمستشار الموارد البشرية تقديم الدعم والخبرة اللازمين في هذه الحالة.
  2. ارتفاع معدل ترك العمل: يشير المعدل دائم الارتفاع لترك العمل إلى وجود مشاكلَ في بيئة عمل الشركة، والتعويضات، والإدارة، وما إلى ذلك. ويمكن لمستشار الموارد البشرية تحليل أسباب ترك الموظفين لعملهم بشكلٍ موضوعيٍّ واقتراح التحسينات بما يخصّ ذلك.
  3. التغييرات الإداريّة: عندما تقوم الشركة بتغيير أصحاب المناصب الإدارية العليا، قد تحتاج سياسات الموارد البشرية إلى إعادة التنظيم، وهنا يمكن لمستشار الموارد البشرية ضمان سلاسة الانتقال والتكيف مع ممارسات الموارد البشرية.
  4. عمليات الدمج والاستحواذ: تتطلب إعادة هيكلة الشركة تحديث سياسات وعمليات الموارد البشرية (أو توحيدها)، ويمكن لمستشار الموارد البشرية تسهيل إدارة التغيير في الكيانات التي تمت إضافتها للشركة.
  5. الدعاوى القضائية أو قضايا الامتثال: يشير وجود أيِّ دعاوى قضائيةٍ أو قضايا امتثالٍ تتعلق بالموارد البشرية إلى وجود مشاكلَ في سياسات الشركة أو إجراءاتها، ويمكن لمستشار الموارد البشرية مراجعة وتقييم الأنظمة لضمان الامتثال القانونيّ والتنظيميّ.
  6. انخفاض تفاعل الموظفين: تشير مستويات التفاعل الضعيفة إلى ممارساتٍ غير فعالةٍ للموارد البشرية فيما يتعلق ببيئة العمل، والمكافآت، والتطوير، وما إلى ذلك. ويمكن لمستشار الموارد البشرية تشخيص المشاكل باستخدام الاستطلاعات وتحسين التفاعل.
  7. انعدام إدارة وتقييم الأداء: يؤدي عدم وجود أطرٍ محدّدة لتقييم الأداء إلى عدم وضوح الأدوار الوظيفية وعدم معرفة الاحتياجات التدريبية والتعويضات العادلة، ويمكن لمستشار الموارد البشرية إتمام عمليات قياس الأداء.
  8. تراجع استقطاب المواهب: إذا لم تعمل قنوات التوظيف -في شكلها الأمثل- على إيجاد المرشحين المناسبين، فغالباً ما ستعاني الشركة، ويمكن لمستشار الموارد البشرية إصلاح وتعزيز منهجية عمليات التوظيف وإنشاء مجموعةٍ من المرشحين للعمل في المؤسسة.
  9. برامج التدريب رديئة الجودة: في حال عدم التركيز على تدريب الموظفين وتطويرهم، فقد يؤدي ذلك إلى ركود الإنتاج، ويمكن لمستشار الموارد البشرية تطوير خطط تدريب تتماشى مع أهداف الشركة.
  10. عدم التخطيط لتتابع الموظفين: عندما لا توجد خطةٌ لتغيير الموظفين في وظائف الإدارة العليا، فستكون استمراريّة العمل في خطر، ويمكن لمستشار الموارد البشرية المساعدة في إنشاء مجموعة مرشحين للوظائف الإدارية.
  11. عدم استخدام التكنولوجيا في قسم الموارد البشرية: يؤدي استخدام أنظمةٍ قديمةٍ لمعلومات الموارد البشرية أو عدم استخدامها إطلاقاً إلى خفض الكفاءة التشغيلية؛ ولذلك يقوم مستشار الموارد البشرية بترشيح وتطبيق الحلول المناسبة لنظام إدارة الموارد البشرية.
  12. السياسات غير الواضحة: يؤدي عدم وضوح سياسات الشركة إلى نزاعاتٍ بين الموظفين ويزيد احتمالية الدعاوى القضائية، ويمكن لمستشار الموارد البشرية صياغة سياساتٍ ودلائلَ إرشاديةٍ تتسم بالوضوح وتتوافق مع القانون.
  13. عدم وجود قسم موارد بشرية: تعاني الشركات التي لا تمتلك قسماً للموارد البشرية لمخاطرَ كبيرة تتعلق بالامتثال للقوانين واضطراب علاقات الموظفين، ويمكن الاستعانة بمستشار موارد بشرية حسب الطلب لتجنّب هذه المشاكل.

ما هي الصفات التي يجب البحث عنها لإيجاد أفضل مستشار موارد بشرية

توجد العديد من المهارات القيّمة التي يضيفها مستشار الموارد البشرية للشركة، إلا أن أفضل مستشار موارد بشرية لشركةٍ معينةٍ هو الشخص القادر على تقييم الوضع الحاليّ وتقديم خبرته في هذا الشأن لتحسين العمليات الداخلية للشركة، والمساعدة في توسيع نطاق الأعمال، وتحسين الامتثال للقوانين.

فيما يلي نقدم لكم 6 مؤهلاتٍ يجب البحث عنها في مستشار الموارد البشرية أثناء مقابلة العمل وعملية التوظيف للتأكد من ملاءمة المرشح الذي اخترتموه لاحتياجات الشركة.

#1 -خبرةٌ واسعة في مجال الموارد البشرية

يُعَد وجود سجلٍّ حافلٍ بالعمل في الوظائف الإدارية العليا للموارد البشرية من مختلف الشركات والقطاعات أمراً ضرورياً، ولذلك قوموا بالبحث عن مستشار بخبرة عمليةٍ لا تقل عن 10 سنواتٍ في إدارة مجموعةٍ متنوعةٍ من وظائف الموارد البشرية، إذ تشير هذه الخبرة إلى قدرته على تنفيذ أفضل الممارسات وإدارة التغيير، وتضمن الخبرة الطويلة في مختلف أنواع الشركات قيام المستشار بالتعامل مع تحدياتٍ وسيناريوهاتٍ متنوعةٍ، ما يدل على قدرات التكيف الخاصة به وامتلاكه لمهاراتٍ إبداعيةٍ في حل المشاكل، فالخبرة الواسعة ضروريةٌ لضمان القدرة على التقييم الحكيم.

#2 -خبرة في مجال مشكلة الشركة

من المهم امتلاك المعرفة والمهارات في مجال الموارد البشرية المخصّص الذي تحتاجه الشركة، سواءً فيما يتعلق بهيكلة التعويضات، وعلاقات العمل، والتطوير المؤسّساتي، من بين أمورٍ أخرى. ولذلك يجب عليكم تجنّب المستشارين غير المتخصّصين في حال حاجتكم للمساعدة المتخصّصة بحلِّ مشكلةٍ محدّدة في الموارد البشرية، ويمكن لمستشار الموارد البشرية تقديم رؤى وحلولٍ مُستهدفةٍ عند التركيز على نطاقٍ ضيّقٍ في قطاع معيّنٍ أو مهمّةٍ معيّنة. على سبيل المثال، يمكن لخبيرٍ في التعويضات أن يساعد في تجديد هياكل الأجور وسياسات المكافآت لاستقطاب أفضل المواهب، حيث تحقق الاستعانة بخبيرٍ متخصّصٍ النتائجَ المرجوّة بشكلٍ أسرع.

#3 -الإلمام بالقوانين التنظيميّة

يُعَد البقاء على اطلاع بآخر المستجدات في قوانين العمل بالإضافة إلى لوائح الصحة والسلامة أمراً بالغ الأهمية، ويقلل من المخاطر القانونية ويضمن توافق ممارسات الموارد البشرية مع اللوائح التنظيمية الجديدة، ذلك لأنّ مجال الموارد البشرية يتعرّض للتغييرات التنظيميّة باستمرار، وبالتالي يجب على مستشار الموارد البشرية إثبات إلمامه بالفروق القانونية الدقيقة بين مختلف المواقع الجغرافية التي يعمل فيها عملاؤه، ويتوجب عليه امتلاك خبرة في تطبيق برامج الامتثال القانوني وتدريب موظفي الشركة على السياسات الجديدة عند تغير القوانين.

#4 -التحليل المنهجيّ للبيانات

يستطيع مستشار الموارد البشرية تقديم رؤى إستراتيجيةٍ وحلّ المشاكل بدقةٍ من خلال التحليل المنهجيّ الذي يستخدم مقاييس الموارد البشرية والدراسات الاستقصائية وعمليات التدقيق والبيانات الكمية، لذلك فلا بدَّ من امتلاكه المهارات التحليلية القوية، وينبغي عليه اعتماد نهجٍ قائم على البيانات لتشخيص المشاكل قبل تقديم الحلول، حيث يساعد استخدام المقاييس في تتبع التحسّن بمرور الوقت بعد إجراء التغييرات، فمن المهمّ للشركات إيجاد مستشار قادرٍ على معالجة الأرقام مع امتلاكه للمهارات الاجتماعية المطلوبة.

#5 -خبرةٌ في إدارة التغيير

يُعد امتلاك الخبرة في إرشاد وقيادة المؤسسات خلال مرورها بانتقالاتٍ كبيرة مثل عمليات الاندماج وزيادة القوى العاملة أو خفضها وتطبيق التكنولوجيا الجديدة وغير ذلك أمراً لا يقدر بثمن بالنسبة للشركات التي تمرّ بانتقالاتٍ مماثلةٍ، إذ تتيح هذه الخبرة التطبيق السلسَ للبرامج الجديدة بأقلِّ قدر من الاضطراب. وتضمن إدارة التغيير تبني الموظفين للتغيّرات واستمرار الإنتاجية وسط الانتقالات، فمستشار الموارد البشرية الخبير في مجال الاتصالات والتدريب وتقييم التقدم يمكنه إدارة الجانب البشريّ من الانتقال بفعالية.

#6 -حلولٌ مخصّصة

يُعَد تقييم الاحتياجات والتحديات الفريدة لكلِّ عميلٍ أمراً ضرورياً لتقديم حلولٍ مخصّصةٍ بدلاً من استخدام أسلوب موحَّد للجميع، ويجب أن يركز مستشار الموارد البشرية على حلّ أهدافٍ محدّدة للشركة بدلاً من تطبيق المنهجيات العامة، حيث إن تخصيص المقترحات بناءً على إستراتيجيات الشركة وبيئة عملها وميزانيتها وعواملَ أخرى يضمن أن هذه المقترحات مناسبةٌ وعمليةٌ، ويجب أن تجمع الحلول المُقدّمة كلاً من خبرة المستشار وبيئة عمل الشركة لتحقيق أكبرِ تأثيرٍ ممكن.

أمثلة لبعض أفضل مستشاري الموارد البشرية في العالم

أفضل مستشار موارد بشرية في برايس ووترهاوس كوبرز (PwC)

تتواجد شركات استشارات الموارد البشرية في معظم أنحاء العالم، ويوجد عددٌ قليلٌ من الشركات العالمية الراسخة التي تقدم خدماتٍ لأكبر الشركات في العالم، بالإضافة إلى الشركات المحلية التي غالباً ما تكون على درايةٍ أكبرَ بالتفاصيل المعنية بالسوق المحليّ.

ويجب عليكم اختيار مستشار موارد بشرية يتوافق مع حجم شركتكم ونوع الخدمة التي تبحثون عنها. وفي هذا القسم، نقدم خمسةً من أفضل شركات استشارات الموارد البشرية في العالم كأمثلةٍ عمّا يجب البحث عنه لإيجاد شركة استشاراتٍ عظيمة.

#1 -برايس ووترهاوس كوبرز (PwC)

  • الموقع: نيويورك، نيويورك؛ تمتلك أكثر من 800 مكتب حول العالم.
  • نظرة عامة: تأسّست شركة PwC عام 1998، وتُعَد واحدةً من الشركات الأربع الكبرى في مجال المحاسبة والاستشارات (PwC وDeloitte وEY وKPMG) وتقدم خدمات استشارات الموارد البشرية التي تشمل إستراتيجية استقطاب المواهب، وإدارة التغيير، وتصميم وظائف الموارد البشرية، والأدوات الرقمية للموارد البشرية.
  • الخدمات: تقدم شركة PwC تغييراً شاملاً للموارد البشرية، والذي يشمل إستراتيجية الموارد البشرية، وتصميم نماذج التشغيل، وتحسين العمليات، وتطبيق التكنولوجيا، وبرامج تحسين المهارات.
  • ما الذي يميّزها عن سواها؟ تجمع شركة PwC بين خبرة الموارد البشرية والقدرات في مجالات التكنولوجيا الحديثة الناشئة مثل تقنيات الذكاء الاصطناعيّ والتخزين السحابيّ لنقل إمكانات التكنولوجيا إلى قسم الموارد البشرية.

#2 – ميرسر (Mercer)

  • الموقع: نيويورك، نيويورك؛ تمتلك مكاتبَ في أكثرَ من 25 مدينةً أمريكية.
  • نظرة عامة: تأسّست شركة Mercer عام 1945، وتتبع لشركة Marsh McLennan مع التركيز على استشارات الموارد البشرية والاستثمار وخدمات التأمين.
  • الخدمات: توفر Mercer إستراتيجيات الموارد البشرية، واستقطاب المواهب، وتصميم التعويضات والاستحقاقات، وتغيير كيفية عمل الموارد البشرية، والاستشارات التقنية للموارد البشرية، وتطوير المهارات.
  • ما الذي يميّزها عن سواها؟ تتبنى شركة Mercer نموذجاً تفاعلياً مخصّصاً لإعادة هيكلة الموارد البشرية لتعمل بطريقةٍ إستراتيجيةٍ تعزّز تجربة عمل الموظف.

#3 -ماكينزي وشركاه (McKinsey & Company)

  • الموقع: نيويورك، نيويورك؛ تمتلك أكثرَ من 130 مكتباً حول العالم.
  • نظرة عامة: تأسّست عام 1926، وهي شركة استشاراتٍ إداريةٍ عالميةٍ تخدم كبار الشركات والحكومات والمنظمات غير الربحية والمؤسسات.
  • الخدمات: تقدم شركة McKinsey خدمات إدارة المواهب، والتصميم المؤسسيّ، وتحليلات الموارد البشرية، وتخطيط القوى العاملة، وتحسين عملية التوظيف، وبناء القدرات.
  • ما الذي يميّزها عن سواها؟ تجمع شركة McKinsey بين الخبرة الهائلة في قطاع الموارد البشرية وأدوات التحليل الخاصّة مثل People Analytics وSkills Finder لتحسين قدرات المواهب.

#4 -بي إيه للاستشارات (PA Consulting)

  • الموقع: لندن، المملكة المتحدة؛ تمتلك العشرات من المكاتب في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية ومختلف أرجاء أوروبا.
  • نظرة عامة: تأسّست شركة PA Consulting عام 1943 في المملكة المتحدة، وتقدم خدمات استشارات الإدارة وتكنولوجيا المعلومات في مختلف القطاعات على مستوى العالم.
  • الخدمات: توفر الاستشارات الإدارية، وتغييرَ القوى العاملة بطريقةٍ إستراتيجيةٍ، وإدارة التغيير، وتحسين المواهب، وهيكلة بيئة العمل.
  • ما الذي يميّزها عن سواها؟ تتبنى نهجاً يركز على النواحي الإنسانية، مع فرقٍ متعدّدة التخصّصات لتمكين التغيير القائم على الأشخاص.

#5 -أكسينتشر (Accenture)

  • الموقع: دبلن، أيرلندا؛ تمتلك مكاتبَ في أكثرَ من 200 مدينةٍ حول العالم.
  • نظرة عامة: تأسست شركة Accenture في عام 1989، وهي إحدى شركات Fortune Global 500 وشركة خدماتٍ مهنيةٍ عالمية.
  • الخدمات: تقدم شركة Accenture إستراتيجية المواهب، وتطوير الإدارة، وتصميم تجربة الموظفين، واستشارات الشمول والتنوّع، واستشارات مهام الموارد البشرية، وإدارة التغيير.
  • ما الذي يميّزها عن سواها؟ تساعد العملاء على تغيير القوى العاملة وإثراء تجربة الموظفين باستخدام أفضل الإمكانات الرقمية.

كيفيّة الاستعانة بشركة استشارات الموارد البشرية لصالح شركتكم

بمجرّد أن يشعرَ صاحب الشركة بمناسبة الوقت للاستعانة بشركة استشارات موارد بشرية أو مستشار موارد بشرية مستقلّ، فمن المهم اتباع إجراء منهجيٍّ لضمان اختيار المرشح المناسب لهذا المنصب سواءً كان فرداً أم شركة.

فيما يلي نقدم لكم 9 خطواتٍ يمكن لأصحاب الشركات اتباعها لتعيين مستشار موارد بشرية، بدءاً من تشخيص متطلبات الشركة وصولاً إلى مراقبة نجاح السياسات والإجراءات التي يتخذها المختصّ.

1. تحديد الاحتياجات المؤسّساتية

الخطوة الأولى هي تحديد احتياجات الموارد البشرية والثغرات في مؤسّستكم، ويجب عليكم تحليل المجالات التي تشكل تحدياتٍ لفرق الموارد البشرية في شركتكم والمجالات التي تنقصهم الخبرة فيها، فنقاط الضعف هذه قد تؤثر على التوظيف والتعويضات والتدريب والامتثال للقوانين وعلاقات الموظفين، إلى جانب مجالاتٍ أخرى. لذلك عليكم تحديد الأهداف التي ترغبون أن تحققها لكم حلول الموارد البشرية المقترحة، وتحديد نطاق العمل المطلوب بالتفصيل، إذ يساعد هذا التقييم الذاتيّ في تحديد وجود حاجةٍ لمستشار موارد بشرية خارجيٍّ، وما هيَ الصفات التي يجب أن يمتلكها.

2. إجراء الأبحاث عن شركات استشارات الموارد البشرية

بعد تحديد الاحتياجات المؤسّساتية، يجب البدء بالبحث عن شركات استشارات الموارد البشرية المحتملة التي يمكنها تلبية تلك الاحتياجات، ويمكنكم البحث في الدلائل الالكترونية، أو طلب ترشيحاتٍ من الشركات الأخرى، أو البحث عن شركاتٍ متخصّصةٍ بمجال عمل شركتكم. وبعدها قوموا بإعداد قائمةٍ بمستشاري الموارد البشرية أو الشركات الاستشارية المناسبة بناءً على عروض الخدمات المطابقة لمتطلباتكم، ثمّ قوموا بتضييق نطاق الخيارات من خلال تقييمها وفقاً للخبرة والعملاء والإمكانيات والرسوم.

3. تقييم مؤهلات استشاريّ الموارد البشرية

قوموا بفحص القائمة المختصرة لمستشاري الموارد البشرية المختارين بدقةٍ بناءً على المؤهلات المرتبطة باحتياجاتكم، وتقييم عمق معرفتهم وسجلّهم فيما يتعلق بتقديم حلولٍ مشابهةٍ لما تحتاجه شركتكم، وقوموا بالنظر إلى الخبرة في موضوع محدّد، وخصوصاً وجود خبرة واسعةٍ في قطاع شركتكم، والمؤهلات التدريبية، والمنهجيات المستخدمة، وشهادات العملاء. واحرصوا على وجود سجلٍّ لنجاحهم سابقاً في التعامل مع انتقالاتٍ مشابهةٍ للتي تمرّ بها شركتكم، ثم اعقدوا المقابلات مع مستشاري الموارد البشرية المختارين لتقييم مهارات التواصل لديهم ومدى ملاءمتهم لبيئة العمل في الشركة.

4. تحديد نطاق المشروع

بمجرّد اختيار مستشار الموارد البشرية، قوموا بتحديد التوقعات والأهداف بوضوح في وثيقة نطاق المشروع، أي حدّدوا المشاكل المحدّدة التي عليه تشخيصها، والحلول التي يجب تطبيقها، والمقاييس المعتمدة لتقييم النجاح، والتكاليف، والجداول الزمنية، والفريق المشارك. قوموا بالتعاون مع مستشار الموارد البشرية بتطوير خطة المشروع مع وضع معالمَ محدّدة لأهداف العمل، واحصلوا على موافقة الإدارة على معايير المشروع.

5. تعيين مستشار موارد البشرية وتأهيله

بعد التوصّل إلى اتفاقٍ معقولٍ مع المستشار أو الشركة، عليكم الآن توظيفهم، ولضمان فعالية هذه العملية، عليكم توفير وصوله الكامل إلى المستندات والبيانات والعمليات والأدوات اللازمة لتحليلها، وقد يحتاج إلى الكثير من البيانات ومعلوماتٍ عن سياق العمل لتقديم أفضل ما لديه من خبرات. ولذا عليكم عقد اجتماعاتٍ مع الخبراء المتخصّصين بالمشكلة من قسم الموارد البشرية وفرق العمل، ومشاركة السياق التنظيميّ وتاريخ الشركة مع هذا المستشار؛ ويجب عليكم أيضاً تحديد وتيرة الاطلاع على عمله وتقييمه، مع توفير الدعم اللوجستيّ مثل مساحة العمل واستخدام التقنيات المتاحة لمساعدته على العمل بسلاسة.

6. إجراء التقييمات

في مرحلة التقييم، سيقوم المستشار بدراسة سياسات الشركة، وتدقيق عمليات الموارد البشرية، وتحليل المقاييس، وإجراء استبيانٍ للموظفين، وجمع البيانات ذات الصلة بالمشاكل المعنية، كما سيقوم بتقييم فعالية برامج الموارد البشرية الحالية بالنسبة لمعايير القطاع، وتحديد الأسباب الجذرية للمشاكل وإيجاد الثغرات في عمليات الموارد البشرية من خلال التشخيص الشامل خلال هذه الخطوة.

7. اقتراح الحلول

وبمجرّد الانتهاء من التقييم الشامل، سيقدم المستشار توصياتٍ وحلولاً إستراتيجيةً مصمّمةً خصيصاً لتلبية احتياجات الشركة. فعلى سبيل المثال، قد يقترح تغيير هيكل التعويضات، أو برامج التدريب، أو منهجية التوظيف، أو أدوات التكنولوجيا، أو سير العمل بناءً على الفكرة التي كوَّنها عن الشركة، بحيث تكون هذه التغيرات مصمَّمةً بشكلٍ يتوافق مع أهداف العمل.

8. تطبيق التغييرات

يقوم مستشار الموارد البشرية بالعمل بشكلٍ وثيقٍ مع فرق الموارد البشرية في الشركة لتنفيذ الحلول المقترحة (في حال الحاجة إليه في التنفيذ)، وقد يتضمّن ذلك تجديد السياسات، أو طرح منصّاتٍ تقنيةٍ جديدة، أو تدريب الموظفين على العمليات الجديدة، أو تقديم الدعم الاستشاريّ أثناء الانتقالات، حيث يضمن المستشار التنفيذ السلس مع تعطل سير العمل بالحدّ الأدنى.

9. تتبع النتائج

في الخطوة الأخيرة، يجب أن يكون تأثير عمل مستشار الموارد البشرية قابلاً للقياس من خلال المقاييس ذات الصلة، ويمكنكم مقارنة بيانات المشروع قبل وبعد الاستشارة حول معدل ترك الوظيفة وكفاءة التوظيف والرضا الوظيفيّ والإنتاجية ومؤشرات الأداء الرئيسيّة الأخرى لقياس التحسينات، كما يمكنكم إجراء استبياناتٍ ومقابلاتٍ للموظفين لتحديد التغييرات النوعية في تجربة عملهم، وقوموا بمقارنة النتائج مع أهداف الشركة، وتتبعوا النتائج باستمرارٍ لضمان إمكانية استمرار هذه التغييرات.

هل تحتاج شركتكم بالفعل إلى مستشار موارد بشرية؟

تمتلك العديد من الشركات فرق موارد بشرية خاصّةً بها، إلا أنه يوجد العديد من السيناريوهات التي قد تتطلب تعيين مستشار موارد بشرية خارجياً. فعند نموّ المؤسسات بسرعةٍ، قد تواجه ارتفاعاً في معدل ترك الوظيفة، أو الحاجة إلى تجديد السياسات والعمليات، أو قد تمرّ بتحولاتٍ كبيرة مثل عمليات الدمج والاستحواذ. ويوفر مستشار الموارد البشرية خبرةً لا تقدّر بثمنٍ خلال هذه السيناريوهات.

يقدم مستشار الموارد البشرية منظوراً حيادياً يتسم بالخبرة لتشخيص المشاكل وتحديد مخاطر عدم الامتثال للقوانين وتنفيذ أفضل الممارسات المصمّمة خصيصاً لتلبية احتياجات الشركة، ويعمل أفضل المستشارين كشركاء إستراتيجيّين، ولا يقتصر دورهم على حلّ المشاكل بفعاليةٍ وحسب. ولذلك، فعند الاستعانة بمستشار للموارد البشرية، قوموا بالبحث عمّن يمتلك خبرةً عميقةً في المشكلة المعنية وخبرةً واسعةً في مجال الموارد البشرية لمختلف القطاعات، بالإضافة إلى مهارات إدارة التغيير والمؤهلات المطلوبة.

ويجمع أفضل المستشارين بين التعاطف والتحليل المنهجيّ لتطوير الحلول القائمة على البيانات، وبالرغم من عدم وجود ضرورة لهم طوال الوقت، إلا أن التعاقد مع مستشار موارد بشرية خلال أوقات الانتقال أو عند وجود ثغراتٍ في الإمكانيات يساعدكم في الوصول إلى المهارات المتخصّصة ويمكنكم من تعظيم إمكانات القوى العاملة لديكم.

المصادر:

PWC: من نحن

McKinsey & Company: نظرة عامة على الشركة

معلومات عن شركة استشارات PA

Mercer: صفحة من نحن

Accenture: نظرة عامة على الشركة