من أكثر الخدع ذكاءً في طلبات التقديم على عمل ذلك الجزء الذي يشير إلى أن إرفاق خطاب طلب وظيفة (cover letter) هو اختياريٌّ وليس إجبارياً.
مصدر الصورة: Shutterstock
قد تكون بعض الشركات فعلاً غير مهتمةٍ بإرفاق خطاب طلب وظيفةٍ من عدمه، لكنّ الواقع يُظهر بأن معظم مدراء التوظيف ينظرون إلى هذا الخطاب على أنه فرصةٌ لفرز المتقدّمين واستبعاد العديد منهم قبل أن يبدأ فريق الموارد البشرية بالتواصل معهم، وهم على درايةٍ بأن المرشحين الذين يهتمون فعلاً بالوظيفة سيبذلون مجهوداً إضافياً في كتابته، حيث يمثل خطاب طلب الوظيفة فرصةً لتركِ انطباعٍ قويٍّ عنكم منذ البداية.
وعلى الرغم من توافر العديد من النصائح حول كيفية صياغة خطاب طلب وظيفة، إلا أن الطريقة الأفضلَ غالباً ما تكون هيَ الأكثرَ بساطة.
في هذا المقال، سنلقي الضوء على كيفية كتابة خطاب طلب وظيفةٍ قد تساعدكم على جذب انتباه أرباب العمل وتجعل طلبكم يبرز من بين طلبات المتقدمين، ما يزيد من حظوظكم في الوصول إلى المرحلة التالية وهي المكالمة الهاتفية أو المقابلة الأولى الحاسمة. لذا نقدم لكم فيما يلي عشرَ نصائحَ مهمّة تساعدكم على كتابة خطاب طلب وظيفةٍ فعال، لنتعرّف عليها.
1. ما هو الهدف من كتابة خطاب طلب وظيفة؟
باختصار، يُعدّ خطاب طلب الوظيفة وسيلةً لإقناع أصحاب القرار بأنه ينبغي عليهم اختياركم لملء هذا الموقع الشاغر. لذا، يجدر بكم أن تبرزوا أهلّيتكم لهذا المنصب ومستوى احترافيتكم وكفاءتكم وتكشفوا عن بعض جوانب شخصيتكم، كما أنها الفرصة المثلى أيضاً لتوضيح محتوى سيرتكم الذاتية، بالإضافة إلى شرح أيّة تفاصيلَ غائبةٍ فيها وإبراز الجوانب الأكثرِ صلةً بالدور الوظيفيّ الذي تتقدّمون له.
ولكن لا تقلقوا، فالأمر ليس معقداً كما يبدو، إذ إنّه وبمجرّد إتقان أساسيات كتابة خطاب طلب الوظيفة، ستتعرفون إلى سهولةِ تعديلها ببساطةٍ لتتناسبَ مع كلِّ منصب تتقدمون له، ويجعلها ملائمةً ومناسبةً قدرَ الإمكان للوظيفة التي تتقدمون لها.
2. ما هو الطول المناسب لخطاب طلب الوظيفة؟
بشكلٍ مشابهٍ للسيرة الذاتية، لا ينبغي أن يتجاوز طول خطاب طلب الوظيفة صفحةً واحدةً؛ فإذا طال الخطابُ أكثرَ من ذلك، قد يفقد مديرو التوظيف اهتمامهم قبل أن يلقوا نظرةً على سيرتكم الذاتية. وفيما يخص العدد الكليّ للكلمات، يجب أن تعمدوا إلى كتابة حوالي 500 كلمةٍ أو يزيد قليلاً. وكقاعدةٍ عامة، يجب الالتزام بثلاثِ فقراتٍ (أو أربع فقراتٍ كحدٍّ أقصى) دون حساب التحيّة والتوقيع.
مصدر الصورة: Stock photo
قدموا طلباتكم اليوم للنظر فيها على الفور!
3. ما الذي يجب أن يتضمّنه خطاب طلب الوظيفة؟
ينبغي أن يتضمّن خطاب طلب الوظيفة المميّزة الأقسامَ التالية:
- العنوان والتحية.
- مقدّمة تبيّنون فيها لمدير التوظيف من أنتم والشاغر الذي تطمحون للتقدم إليه.
- بيانٌ حول اهتمامكم بالوظيفة وسبب تميّزكم لشغلها.
- موجزٌ يستعرض مؤهلاتكم وخبراتكم السابقة ذات الصلة بالوظيفة.
- خاتمةٌ قصيرةٌ تعيد تأكيد اهتمامكم بالوظيفة، وتقدم أفضل الطرق للتواصل معكم، مع توقيعٍ وديٍّ احترافيّ.
4. ما هو التنسيق المناسب لخطاب التقدّم لعمل؟
إليكم فيما يلي نموذجاً أوّلياً لخطاب طلب وظيفة:
وكما تلاحظون في الصورة أعلاه، تتضمّن رسالة التقدّم لعملٍ ما اسم المتقدم وعنوانه ومعلومات التواصل في الجزء العلوي، يليها التاريخ واسم المستلم وعنوانه. ويجب أن يكون الجزء الأساسيّ (body) لرسالة التغطية (ثلاث فقراتٍ عادةً) على صفحةٍ واحدة مع ترك مساحةٍ كافيةٍ للتوقيع.
(نصيحةٌ مهنيةٌ مفيدةٌ: يمكنكم العثور على هذا القالب وقوالبَ أخرى لخطاب طلب وظيفةٍ في برنامج Microsoft Word).
5. ما هي التحية والتوقيع المناسبين لاستخدامهما في خطاب طلب الوظيفة؟
كقاعدةٍ عامة، ينبغي أن تعدِّلوا لغة وأسلوب ولهجة الرسالة وفقاً لنوع الوظيفة والشركة التي تنوون التقدم إليها. فعلى سبيل المثال، ستكون رسالة التغطية الموجّهة للتقدم إلى وظيفةٍ في مكتب محاماة مرموقٍ مختلفةً تماماً عن رسائل التقدّم الموجّهة لوظيفةٍ بدوامٍ جزئيٍّ في متجر بيعٍ بالتجزئة.
مصدر الصورة: Wikipedia
“انظر يا صديقي، هل سمعت كيف خاطبك ذلك المرشّح بـ ‘سيدي’ للتو؟ أنا معجبٌ بأسلوبه”.
وعلى هذا النحو، فإن التحية الأساسية التي تصلحُ لمعظم الحالات هي “عزيزي/عزيزتي السيد/الآنسة [الاسم]”. وإن لم تكونوا على درايةٍ باسم مدير التوظيف، فيمكنكم استخدام تحيّةٍ عامةٍ مثل “عزيزي مدير التوظيف” أو “عزيزتي مديرة التوظيف” (يوصي الخبراء بتجنّب تحياتٍ مثل “إلى من يهمه الأمر” أو “عزيزي السيد/السيدة” لكونها قديمةً وقد عفى عليها الزمن).
ملاحظة: ينبغي تجنب استخدام كلمة “الآنسة” أو “مدام” عند التحدث إلى مديرة توظيف أنثى، بغضّ النظر إذا كنتم تعرفون أنها متزوّجة أم لا، ويفضل استخدام كلمة “السيدة” بدلاً من ذلك لكونها تبدي الاحترام دون افتراضٍ للحالة الاجتماعية.
وفيما يتعلق بالتوقيع، فيفضّل الالتزام بصيغةٍ بسيطةٍ ومهنيةٍ مثل “مع خالص التقدير” أو “مع أطيب التحيات”.
6. كيف ينبغي أن تبدؤوا خطابَ طلب الوظيفة؟
عادةً، ينبغي أن تحقّق مقدّمة الرسالة (الفقرة الأولى) ثلاثة أهدافٍ، حيث يتعيّن عليها أن تزوّد القارئ بالمعلومات التالية:
- من أنتم؟
- لماذا تقومون بكتابة هذه الرسالة إلى هذا المستلم؟
- لماذا يجب على المستلم أن يواصل قراءة الرسالة؟
وبالرغم من وجود بعض الأساليب “الذكيّة” لبدء رسالة التغطية الخاصّة بكم، إلا أن معظمها تميل لأن تكون تقليديّةً؛ فعلى سبيل المثال، يمكنكم استهلال خطاب التغطية بعبارة: “أنا دان شيوان، أكتب لأتقدّم بطلبي لشغل وظيفة كاتب صحفيّ”.
تعالج الجملة السابقة هدفين من أصل ثلاثة؛ حيث تستعرض هوية المتقدم وسبب كتابة الرسالة إلى المستلم، ويبقى الأمر متروكاً لكم حول ذكر مكان رؤية إعلان الوظيفة (غالباً لا نضيف هذا الجزء، لاسيّما وأن مديري التوظيف يعلمون بالفعل أين تم نشر إعلان الوظيفة، فلماذا نُشغِل أنفسنا بذلك؟).
وفي حال تمت التوصية بكم أو كنتم تعرفون شخصاً ما في الشركة، فهذه هيَ المعلومة المناسبة للإشارة إليها، على سبيل المثال: “انا دان شيوان، وأنا هنا للتقدم بطلب شغلِ وظيفةِ كاتب صحفيّ، وقد سمعت بهذا الشاغر من المحرّرة المساعدة في مجلتكم، جين دو”.
لاحقاً، سيتعيّن علينا التعامل مع الهدف الثالث في مقدمة رسالة التغطية، والذي يتمثل بمنح المستلم سبباً للاستمرار في القراءة ومنحكم الفرصة أيضاً للتحدّث عن قدراتكم الرائعة: “مع خبرةٍ تحريريةٍ تمتدُّ لأكثرَ من عقدٍ من الزمان عبر مجموعةٍ متنوّعةٍ من المنشورات المطبوعة والرقمية، أعتقد أنني سأكون مرشحاً ممتازاً لهذا المنصب”.
فمن خلال إدراج هذا الجملة، نمنح مدير التوظيف دافعاً للاستمرار في القراءة، حيث سنشير إلى فترة الخبرة التي قضيناها في هذا المجال ونقدّم نظرةً موجزةً عن نوع الخبرات التي تم ذكرها في سيرتنا الذاتية، ونختم أخيراً ببيانٍ قويٍّ وواثقٍ يعبّر عن أهدافنا ودوافعنا.
وصلنا الآن إلى اللحظة التي يمكننا فيها الانتقال إلى الجزء الرئيسيّ من خطاب طلب العمل.
7. ما الذي يجب أن يتضمّنه الجزء الأساسيّ من خطاب طلب الوظيفة؟
تذكروا بأن رسالة التقدم لوظيفةٍ ما تمثّل فرصة لإظهار قدرتكم على أن تكونوا الشخص المميّز الذي يبحث عنه مدير التوظيف، وهو الأمر الذي ينبغي أن يوضّحه الجزء الأساسيّ (الفقرة الثانية) من الرسالة. لذا فإن إحدى الطرق الرائعة لتحقيق ذلك هي أن تتخيلوا أنفسكم في مكان مدير التوظيف.
عادةً ما يمتلك مسؤولو التوظيف تصوّراً واضحاً عن الشخص المثاليّ لشغل الوظيفة المُعلن عنها، فهم على درايةٍ بالتخصّص الجامعيّ المناسب لهذا الشاغر والمهارات الخاصّة التي يتمتّع بها المتقدم وبمدى خبرته في ميدان عمله بالإضافة إلى نوعيّة المشاريع التي شارك في تنفيذها. ويبحث مسؤولو التوظيف عن شيءٍ واحدٍ فقط، وهو أن يكون المرشّح مناسباً للمنصب الوظيفيّ المتاح حيث يعلمون تماماً صفات الشخص الذي يبحثون عنه.
مصدر الصورة: Shutterstock
“وفقًا للمعلومات المذكورة هنا، يفترض أنك تستطيع القيام بمهامَّ عديدة في نفس الوقت، أنا معجبٌ بمهارتك لدرجة أني سأستمرّ في وضع ذراعي على لوحة المفاتيح بلا وعي”.
تتيح لكم رسالة التغطية فرصةً لتثبتوا بأنكم الشخص المناسب من خلال التوافق المثاليّ مع تصوّر مدير التوظيف عن المرشّح الأمثل لهذه الوظيفة.
وتُعتبر الفقرة الثانية في خطاب التغطية (والتي يجب أن تكون الأطولَ والأكثرَ جدّيةً) بمثابة البوّابة الذي تتيح لكم من خلاله الفرصة لإثبات ذواتكم. هنا، يمكنكم أن تشرحوا للقارئ -بنحوِ 5 إلى 7 جمل- الأسباب التي تجعل منك الشخصَ الأمثلَ لشغل تلك الوظيفة من خلال تسليط الضوء على عناصرَ محدّدة من تعليمكم وخبراتكم السابقة في مجال العمل، أو حتى تجاربكم الحياتيّة التي تضيف قيمةً إلى خبراتكم.
وإذا كان اهتمامكم بالوظيفة وبمجالكم كبيراً، فتأكدوا من أن تظهروا هذا الأمر! فلا يُحبَّذ توظيف شخصٍ يبدو مستعجلاً كي يعملَ بأيِّ ثمن.
إليكم مثالاً على جزءٍ أساسيٍّ مميّزٍ لخطاب طلب وظيفةٍ مأخوذٍ من موقع “Ask a Manager”:
“كما يمكنكم أن تلاحظوا من السيرة الذاتية المرفقة، فقد بنيت مساري المهنيّ عبرَ مجموعةٍ متنوّعةٍ من الوظائف والقطاعات، وذلك بصفةٍ رئيسيةٍ في شركاتٍ صغيرة حيث لم أعمل كمسؤول إداريّ وحسب، بل عملت سابقاً كحارس بوّابةٍ وكخبيرٍ تقنيٍّ وأمين حساباتٍ وخبير تسويق. ولم ينحصر عملي في شغل العديد من المناصب فقط، بل استمتعت أيضاً بخوض هذه التحديات؛ حيث أجد نجاحي في بيئةٍ تتميّز بتنوّع أيام العمل. وبالإضافة إلى أنني أتمتع بالمرونة والاستجابة، أعتبر نفسي مُولعاً بأدقّ التفاصيل، وخاصّة عندما يتعلق الأمر بالعرض والتقديم. وكمثالٍ على ذلك، شملَ أحد مشاريعي الأخيرة تنسيق مقترح طلب منحةٍ يتضمّن 200 صفحةٍ؛ وقد قمت بمراجعة وتحرير المقترحات الذي قدمها رئيس القسم وتنسيق الجداول، وكنت مهتماً عموماً بالتأكد من دقة كلِّ سطرٍ وأنه يتوافق مع المعايير المحدّدة لإعلان طلب المنحة. ومن نتائج هذا المشروع، نجاحنا في الحصول على منحةٍ بقيمة 1.5 مليون دولار لمدة خمس سنوات. أعتقد أنه من الضروري تطبيق نفس هذا المستوى من الانتباه للتفاصيل في مجموعةٍ متنوعةٍ من المهام، سواءً كانت ظاهرةً بوضوح مثل تجهيز المواد لاجتماعاتٍ على مستوى كبير، أو مهامَّ روتينيةً مثل ضمان عدم نفاد الورق في آلة التصوير”.
لاحظوا كيف تدعم رسالة التغطية مزاعمَ المتقدم (مثل “الشغف بالتفاصيل”) بأمثلةٍ محدّدة وأدلّةٍ واضحةٍ (مثل الحصول على منحةٍ بقيمة 1.5 مليون دولار).
8. ما مدى التوافق المطلوب بين رسالة التقدّم لعمل ووصف الوظيفة؟
يحب أن تتطابق رسالة طلب العمل مع الوصف الوظيفيّ!
بما أن مسؤولي التوظيف يعرفون تماماً ما الذي يبحثون عنه، فمن الجيد أن تبحثوا عن تلميحاتٍ أو كلماتٍ مفتاحيةٍ رئيسيةٍ داخل وصف الوظيفة وتعكسوها في رسالة التغطية الخاصّة بكم. ويمكن القول بأن صياغة خطاب طلب وظيفةٍ وفقاً للمتطلبات الواردة في وصف الوظيفة يعتبر من أفضل السبل لتميّزوا أنفسكم عن بقية المنافسين. ففي الواقع، تستخدم العديد من الشركات برامجَ تفحّص رسائل التغطية للمتقدمين بحثاً عن الكلمات المفتاحية الرئيسية أو العبارات المحدّدة في وصف الوظيفة. لذا فإن عدم تضمين هذه الكلمات قد يؤدي إلى استبعادكم قبل بدء عملية الفرز الأولية؛ وهذا سببٌ آخر يبرز أهميّة كتابة خطاب التغطية بما يتناسب مع وصف الوظيفة.
ندرك تماماً بأن قضاء فترةٍ زمنية معتبرة دون وظيفةٍ يجعل من عملية التقدم لأيّ وظيفةٍ عمليةً مرهقةً ومحبطةً مع مرور الوقت؛ وبعد عدة أشهر في سوق العمل، يصبح من السهل استيعاب أسباب فشل العديد من الأشخاص في تخصيص كلِّ رسالة تغطيةٍ يرسلونها، خاصّةً في حال التقدم إلى عدد كبيرٍ من الشركات دون تخصيص كلِّ طلب بشكلٍ دقيقٍ لكلّ وظيفة.
“يجب أن يمتلك المتقدمون درجة الماجستير أو مرتبةً علميةً أعلى، وخبرةً مهنّيةً تزيد على 10 سنوات. وتبدأ الرواتب من 35,000$ سنوياً”.
إيّاكم وارتكاب هذا الخطأ!
بما أن مدير التوظيف قد قام بالجهد الأكبر لشرح متطلبات الوظيفة بدلاً عنكم، فإن أسهل طريقةٍ لجعل رسالتكم للتقدم للعمل أكثرَ توافقاً مع الوظيفة المعنيّة هي “محاكاة” مواصفات الوظيفة معها. وكمثالٍ على ذلك، لنفترض أنّكم تتقدمون لشغل وظيفة منسّق مكتب وفعاليات، إليكم بعض المهامّ والمتطلّبات الرئيسيّة لهذه الوظيفة:
ينبغي عليكم استخدام المصطلحات واللغة المحدّدة من هذه القائمة في الرسالة لوصف تجاربكم ومهاراتكم بأسلوبٍ ملائم. وكمثالٍ توضيحيّ، يمكنكم أن تبدؤوا الرسالة بهذا النحو:
“بوصفي منسّقِ فعالياتٍ ذي خبرة، وبخبرتي الواسعة في تخطيط وتنفيذ فعاليات شركاتٍ طموحة، بما في ذلك فعاليات العملاء والمؤتمرات واجتماعات المسؤولين التنفيذيين، أعتقد بقوّة أنني سأكون مرشحاً مميّزاً لشغل هذه المنصب”. لاحظوا هنا كيف تم ذكر قائمة الفعاليات منذ بداية الفقرة السابقة؟
وكما هو مذكورٌ أعلاه، يجب أن تدعموا مزاعمكم بأمثلةٍ توضيحيةٍ، وأن تنسخوا بعض الكلمات من وصفِ الوظيفةِ نفسه بحيث يمكن لمدير التوظيف أن يرى بوضوح انتباهكم للوصف الوظيفيّ وأنكم مناسبون بشكلٍ ممتازٍ لشغل هذه الوظيفة:
“في عام 2016، تولّيت مهمّة تنظيم ترتيباتِ سفر وإقامةِ 40 من أعضاء الفريق الذين سافروا من سان دييغو، كاليفورنيا إلى بوسطن، ماساتشوستس لحضور مؤتمر التسويق INBOUND. كانت مهامي الرئيسيّة حينَها تشمل التفاوض مع شركات الطيران التجارية لضمان توفير رحلاتٍ جويةٍ بأسعارٍ مقبولة، والتعامل مع احتياجات الأفراد من خلال تلبية المتطلبات الغذائية الخاصّة للعديد من المشاركين طوال فترة إقامتهم، والتنسيق مع عدّة شركاتٍ وطنيةٍ مختصّةٍ في مجال اللوجستيات لضمان تسليم وإعداد مواد جناح المؤتمر في الوقت المناسب. وكنتيجةٍ لذلك، أسفرت الجهود المبذولة عن تخفيض نفقات السفر والإقامة بنسبة 35% على أساسٍ سنويّ، بالإضافة للتوصل إلى اتفاقٍ يضمن سعراً أفضل مع شركة لوجستيةٍ وطنيةٍ أكثرَ كفاءةً”.
في الفقرة السابقة، قمنا بمحاكاة مواصفات الوظيفة الأصلية في رسالة التغطية بطريقةٍ تجعلها أكثرَ جاذبيةً وتفصيلاً وارتباطاً بسياق الوظيفة، كما أظهرنا بوضوح قدرتنا على التعامل مع تحديات الوظيفة بجدارة، وزيّنا ذلك بلمسةٍ متواضعةٍ حيث أشرنا بفخرٍ إلى كيفية مساعدتنا الشركة في توفير مبلغٍ ماليٍّ ضخم.
9. ما هو أسلوب الكتابة الصحيح عند كتابة رسالة طلب عمل؟
ينبغي عليكم إيلاء الانتباه للأسلوب المستخدم في إعلان الوظيفة، وأن تعكسوا هذا الأسلوب في رسالتكم، بمعنى أنه يفضّل أن تلتزموا بالأسلوب الرسميّ عند التقدم لوظيفةٍ تتضمّن وصفاً رسميّاً. وإذا ما كان الوصف يتميّز بلغةٍ أكثرَ مرحاً و”غرابة”، فيمكنكم أن تكونوا أكثر إبداعاً وعفويّة (طبعا دون تجاوز الحدود المعقولة).
غالباً ما يعكس وصف الوظيفة طابع الشركة المُعلِنة عنها وقيمها، ما يعني أن استخدام نفس اللغة المستخدمة في وصف الوظيفة في رسالة التغطية لا يلفت النظر فقط من الناحية الأسلوبية، بل يمنحكم فرصةً إضافيةً لتبيان توافقكم مع ثقافة الشركة.
10. هل نحتاج لخطاب طلب وظيفةٍ عند التقدّم عبرَ منصّة LinkedIn؟
سابقاً، كانت رسائل التقدّم لعملٍ رسائلَ ورقيةً تلخّص محتويات السيرَ الذاتية ويتم إرسالها عبر البريد إلى أصحاب العمل داخل ظروفٍ ورقية. أما في الوقت الحالي، فتتم معالجة معظم طلبات التوظيف عبر الإنترنت، ويتم التعامل مع عددٍ كبيرٍ جداً منها من خلال منصة لينكد إن (LinkedIn).
وفي ذاتِ السياق، فمن المعروف أن منصة لينكد إن توفّر وسيلةً مذهلةً لإرسال معلوماتكم إلى أصحاب العمل المحتملين تُعرف بميزة “التقديم السهل”. تقوم هذه الخاصية عملياً بإرسال نُسخةٍ مختصرة من ملفكم الشخصيّ على LinkedIn مباشرةً إلى صندوق البريد الإلكتروني الداخلي لمدير التوظيف (وهو خدمة الرسائل والبريد الإلكتروني الداخلية في LinkedIn)، بحيث يمكنهم إلقاء نظرة شاملةٍ على ملفّكم الشخصيّ وحزمة طلب التوظيف (تشير إلى المستندات والمعلومات التي تُقدّم كجزءٍ من طلب الوظيفة).
بصيصُ أملٍ في وسط الظلام
هل تذكرون كيفَ أشرنا سابقاً إلى أحد الخدع الخفية في طلبات التوظيف، والتي يُذكر فيها أن كتابة الرسالة ليس إجباريّاً؟ سنكون صريحين معكم، لا نعتقد بأننا سبق وقمنا بتضمين خطاب طلب وظيفةٍ عند التقديم عبر ميزة “التقديم السهل” على منصّة LinkedIn، ولكنّ هذا لا يعني أنه لا ينبغي لكم أن تفعلوا ذلك.
هل تختلف الرسائل على LinkedIn عن نظيرتها التقليدية؟
هنالك عددٌ أقلّ من القواعد الثابتة والمحدّدة فيما يتعلق برسائل التقدّم لعملٍ على منصة لينكد إن مقارنةً بالرسائل المعتادة. ومع ذلك، فهناك بعض الجوانب الفريدة التي يجب أن تضعوها في اعتباركم عند صياغة خطاب طلب وظيفةٍ للتقدم إلى فرص العمل عبرَ منصّة LinkedIn.
تُبرز رسائل التغطية على منصة لينكد إن بعضَ الجوانب الفريدة التي تميّزها عن الرسائل التقليدية. فعلى سبيل المثال، يجمع ملفكم الشخصيّ على LinkedIn بين مكوّنات السيرة الذاتية وأجزاءَ من رسالة تقدمٍ لعملٍ مكتوبةٍ بإتقانٍ شديد، حيث يمثّل ملخّص حساب الشخص على LinkedIn دورَ الرسالة، ويتضمّن ملفكم الشخصيّ العديد من التفاصيل حول إنجازاتكم المهنيّة (وأيضاً الروابط الاجتماعيّة الأساسية -أو ما يُعرف بالمراجع- التي أصبحَت أكثرَ أهميّةً في سوق العمل الحالي). وبالتالي، عادةً ما تكون رسائل التقدّم لعملٍ على منصّة LinkedIn أكثر قِصَراً وبساطةً من تلك الرسائلِ التي تم شرحُها أعلاه.
وبغضّ النظر عن الطريقة التي تختارونها لتنظيم رسالة التقدم لعملٍ على منصة لينكد إن، حافظوا على إيجازها؛ فمدير التوظيف يمتلك بالفعل الكثيرَ من المعلومات لفحصِها، لذا فلا تضيّعوا الوقت في كتابةٍ غير مجدية.
شكراً جزيلاً على وقتكم واهتمامكم
هناك مجموعةٌ متنوّعةٌ من الطرق لكتابة رسائل طلب العمل يقارب عدد الوظائف المتاحة للتقدّم إليها. وعلى الرغم من ذلك، فطالما لديكم القدرة على إثارة فضول مدير التوظيف والحفاظ على نبرةٍ احترافيّةٍ ومهذّبةٍ، فإن رسائل التغطية تُعدّ مجرّد فرصةٍ لكي تبدؤوا أولى خطواتكم في هذا المجال.