مقدمة عن العملات الرقمية وأهميتها
بدون أدنى شك، في السنوات الأخيرة الماضية، برزت العملات الرقمية بشكل قوي وواضح في الساحة المالية بطريقة لفتت الأنظار بشكل كبير. نجحت العملات الرقمية والتي ظهرت لأول مرة في عام 2009 في أن تغير الساحة المالية ومفاهيم الاستثمار والتداول إلى حد بعيد منذ نشأتها، وأصبحت الآن جزءاً لا يتجزأ من الأسواق المالية العالمية.
العملات الرقمية لديها العديد من الخصائص المميزة، لعل أبرزها اللامركزية الكبيرة، والتي يجعلها لا تعتمد على سلطة مركزية معينة تتحكم فيها أو تصدرها. من الخصائص الأخرى هي اعتمادها على نظام البلوكشين في المعاملات، والذي يضمن بشكل كبير الأمانة والشفافية.
من ناحية الاستثمار، أصبحت العملات الرقمية فرصة كبيرة للمستثمرين أن يقوموا بتحقيق عوائد وأرباح عالية. بالرغم من ذلك، سوق العملات الرقمية به الكثير من التقلبات، مما يحتاج إلى العديد من التحليلات قبل اتخاذ القرارات الاستثمارية. من أشهر أنواع التحليل الاستثماري المستخدمة في استثمار العملات الرقمية هو التحليل الفني. التحليل الفني أصبح أداة أساسية للكثير من المستثمرين في العملات الرقمية، ونحن سنقوم في تلك المقالة بتناول التحليل الفني للعملات الرقمية وكيفية استخدامه لزيادة الأرباح وتقليل المخاطر.
ما هو التحليل الفني
التحليل الفني الآن أصبح من أهم الأدوات التي يتم استخدامها في الاستثمار والتداول في الأسواق المالية. فهناك مجموعة كبيرة من الأساليب والاستراتيجيات التي يتم استخدامها في التداول لاتخاذ قرارات مستنيرة، وبالتأكيد يعد التحليل الفني واحد من أبرز تلك الأساليب التي يعتمد عليها المستثمرون حول العالم.
تعريف التحليل الفني
التحليل الفني هو منهجية يتم استخدامها لتوقع الاتجاهات المستقبلية للأسعار في السوق، وذلك من خلال دراسة بيانات السوق السابقة، وعلى رأسها بيانات السعر والحجم. بشكل أساسي، التحليل الفني يعتمد بشكل كبير على تحرك الأسعار باتجاهات معينة مثل الاتجاه الصاعد أو الاتجاه الهابط أو الاتجاه الجانبي، وأن تلك الاتجاهات غالباً ما تستمر فترة عند بدأها.
ما يميز التحليل الفني عن التحليل الأساسي أن جميع المعلومات المؤثرة في السعر يمكن الحصول عليها من سعر الأصل نفسه، بدون الاهتمام بالأخبار والتقارير المالية للشركات. ولذلك فإن المحللين الفنيين يركزون على الرسوم البيانية الخاصة بحركة سعر الأصل المالي والمؤشرات الفنية المختلفة.
هناك العديد من أساليب التحليل الفني التي يتم استخدامها في توقع الأسعار. من تلك الأساليب هي الشموع اليابانية التي تكشف عن تغيرات الاتجاه المختلفة، ومؤشرات المتوسط المتحرك الذي يستخدم لتحديد الاتجاه العام، وموجات إليوت التي تبين النماذج الموجية للأسواق. تلك الأساليب وغيرها تساعد المستثمرين على اتخاذ قرارات التداول المستنيرة.
فوائد التحليل الفني
كما ذكرنا، التحليل الفني يعد من أهم الأساليب المستخدمة في التداول والاستثمار، ويتم استخدامه إلى حد بعيد من المتداولين والمستثمرين لاتخاذ قرارات تداول. بشكل عام، هناك العديد من الفوائد للتحليل الفني سنقوم بعرض بعض منها.
1. تحديد نقاط الدخول والخروج
من أهم مزايا التحليل الفني هو أنه يعد من الأدوات المفيدة التي يمكن الاعتماد عليها لتحديد أفضل نقاط الدخول والخروج في عمليات بيع وشراء الأصول والأوراق المالية. تحليل ودراسة الرسوم البيانية والاتجاهات في السوق يساعد المستثمر على تحديد أفضل وقت للقيام بصفقة في سوق الأوراق المالية.
التحليل الفني يساعد على تقديم نظرة عامة على الأسواق دون الاعتماد على الأخبار والأحداث الاقتصادية فقط. ذلك يساعد على اتخاذ القرارات استنادا إلى البيانات واتجاه الأسعار السابق فقط.
2. الكشف عن اتجاهات السوق
تعد تلك من المزايا الرئيسية للتحليل الفني، حيث تساعد المتداولين على تحديد اتجاهات السوق الصاعدة والهابطة. تلك الاتجاهات ستعطي المتداولين فكرة جيدة عن إذا كان الأفضل السير وفقاً لاتجاه السوق أو ضده لتحقيق الأرباح أو تجنب الخسائر.
المتداولون يعتمدون إلى حد بعيد على اتجاهات السوق لاختيار استراتيجية الاستثمار الخاصة الذين ينوون اتباعها حسب ذلك الاتجاه، ولذلك التحليل الفني يعد مهماً للغاية في ذلك الأمر.
3. التكلفة الفعالة
من ضمن أهم فوائد التحليل الفني، أنه لا يكلف الكثير من الأدوات أو برامج التحليل للقيام به. العديد من منصات التداول على الإنترنت تقدم أدوات التحليل الفني بشكل مجاني لمشتركيها، مما يجعل الأمر أسهل كثيراً.
وجود الأدوات المجانية يٌمّكن المتداولين، خاصة المبتدئين منهم، من فهم السوق بشكل كبير واتخاذ القرارات بناء على معلومات دقيقة. يعد ذلك الأمر مهماً للغاية، خصوصاً عندما لا تكون هناك حاجة لاستثمار مبالغ كبيرة لأدوات وبرامج للاستثمار في ذلك.
4. فهم أكبر للأسواق
أيضاً، من فوائد التحليل الفني المهمة هي مساعدة المتداولين على فهم أكبر للأسواق، وإدراك لطبيعة السوق والعوامل المؤثرة عليه إلى حد بعيد. الرسوم البيانية والمؤشرات تساعد على تقييم النشاط السوقي بشكل كبير.
إدراك العوامل التي تؤدي إلى التغيرات في أسعار الأسواق المالية أثناء التداول تساعد المستثمرين على معرفة أوقات الدخول والخروج المناسبة، وفهم طبيعة السوق بشكل أكبر.
أساسيات التحليل الفني
التحليل الفني هو علم وفن استخدام الأسعار الماضية واتجاهات ومؤشرات السوق لتوقع حركة الأسعار المستقبلية. حيث يعتمد التحليل الفني على افتراض أن التاريخ يعيد نفسه، وحركة الأسعار تتم وفقاً لأنماط يمكن التنبؤ بها. وهناك العديد من أنواع التحليل الفني التي يمكن استخدامها لتوقع الأسعار المستقبلية.
أنماط الشموع
أنماط الشموع، أو كما تعرف بالشموع اليابانية، هي من أقدم أساليب التحليل الفني ومن أشهرها. تم تطوير الشموع اليابانية في القرون الوسطى عن طريق تجار الأرز اليابانيين، ثم اجتذبت شهرة كبيرة في الأوساط المالية حول العالم. تستخدم أنماط الشموع لتمثيل حركات الأسعار الصاعدة والهابطة، والمساعدة في اتخاذ قرارات التداول.
على سبيل المثال، من أشهر الأنماط التي تظهر في الشموع اليابانية هي شمعة الرجل المشنوق، أو شمعة نجمة الصباح. كل شكل شمعة له دلائل معينة في توقعات السوق، حيث يظهر نمط وتوجه معين في حركة السعر، أو تحولات محتملة في اتجاهات السوق المستقبلية.
مؤشرات القوة النسبية
من أشهر أساليب التحليل الفنية الأخرى هي مؤشر القوة النسبية، ويستخدم إلى حد بعيد بين المتداولين. مؤشرات القوة النسبية هو مؤشر زخم يقيس سرعة وتغير حركات السعر في الأسواق المالية.
بشكل مبسط، عندما يتخطى مؤشر القوة النسبية 70، فذلك يدل على أن الأصل المالي يتم شراؤه بشكل كبير، وقد يكون الوقت مناسباً لبيعه. من الناحية الأخرى، عندما يكون المؤشر أقل من 30، فذلك يعني أن الأصل مباع بشكل مبالغ فيه، وقد يكون ذلك الوقت فرصة جيدة للشراء.
خطوط الدعم والمقاومة
واحد من الأساسيات الأخرى التي يعتمد عليها المحللون الفنيون هو خطوط الدعم والمقاومة. خطوط الدعم والمقاومة تلك تمثل المناطق التي تجد الأسعار بها صعوبة في الاختراق أو الانخفاض تحتها.
فعلى سبيل المثال، خط الدعم يكون المكان على الرسم البياني الذي يبدأ به السعر بالتراجع، أو الارتفاع بعد الوصول إليه، وذلك يعني وجود قوة شرائية كبيرة. بينما خط المقاومة هو حيث يتوقف فيه السعر عن الصعود، وهو يعني وجود قوة بيعية كبيرة في تلك المنطقة.
الأشكال الرسومية
طريقة أخرى شهيرة في التحليل الفني هي الأشكال الرسومية، والتي تعتمد على دراسة الأشكال والرسومات التي تظهر على الرسم البياني. تلك الأشكال تقدم للمتداولين إشارات قوية حول الاتجاه المحتمل للسوق.
من ضمن تلك الأشكال الشهيرة هو شكل الرأس والكتفين، والذي يدل على تغير اتجاه السوق. عند ظهور الرأس والكتفين يتوقع المتداولون أن يحدث تغير في اتجاه السوق، وبالتالي يقومون بتعديل استراتيجياتهم التداولية وفقاً لذلك الأمر. هناك الكثير من الأشكال الأخرى المفيدة في التحليل الفني مثل الثلاثية العلوية والسفلية، ويجب أن يقوم المتداول بالتعلم المستمر لفهم حركة السوق.
تطبيق التحليل الفني على العملات الرقمية
بدأ التحليل الفني منذ زمن بعيد، لدراسة الأسواق المالية التقليدية سواء الأرز في العصر القديم، أو الأسهم بعد ذلك. ولكن منذ ظهور العملات الرقمية، واتخاذها مركزاً قوياً في عالم الاستثمارات والتداول، حصل التحليل الفني على مكانة كبيرة أيضا في استثمار العملات الرقمية. في سوق العملات الرقمية، يعتمد المتداولون على أدوات وأساليب مختلفة لتحديد اتجاهات السعر المحتملة، ولتقييم فرص الاستثمار ولذلك كان التحليل الفني مهماً. ولكن هناك الكثير من التطبيقات المختلفة والمميزة للتحليل الفني في سوق العملات الرقمية
الفروق بين التحليل الفني للأسهم والعملات الرقمية
بالرغم من أن التحليل الفني يعتمد على مجموعة من الأساسيات والمبادئ الثابتة التي يمكن بسهولة تطبيقها في الأسواق المختلفة، ولكن هناك بعض الفروق الجوهرية بين استخدام التحليل الفني في سوق الأسهم واستخدامه مع العملات الرقمية. هذه الفروقات هي غالباً بسبب الخصائص المختلفة والمميزة لكل سوق منهم، مثل مستويات التقلب، والعوامل التي تؤثر في السوق، وساعات التداول.
التقلب
يعد تقلب الأسعار هو من أبرز ما يميز أسواق العملات الرقمية. ذلك التقلب العالي في الأسعار يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في السعر كبيرة في خلال فترة زمنية قصيرة، ولذلك يكون من الصعب التنبؤ بتلك الأسعار باستخدام التحليل الفني. ومع ذلك، المتداولين والمستثمرين المتمرسين والماهرين، ينجحوا في تحقيق عائدات عالية من ذلك التقلب، إذا قاموا باستخدام التحليلات الفنية لتوقع التحركات السعرية بشكل صحيح.
عوامل السوق
بالنسبة لسوق الأسهم، فالأسعار به تتأثر بشكل كبير بالأخبار الاقتصادية والأحداث المتعلقة بالشركات والتقارير المالية. من الناحية الأخرى، العملات الرقمية تتأثر بعوامل أخرى مختلفة، مثل التغيرات التنظيمية في الدول، أو الهجمات الأمنية وعمليات الاختراق على البلوكشين أو تكنولوجيات العملات الرقمية. مثلاً صدور أخبار أن دولة جديدة أصبحت تقبل العملات الرقمية يمكن أن يزيد من سعر العملة إلى حد بعيد، بينما إذا حدث اختراق ما لإحدى العملات الرقمية أو منصة تداول معروفة، قد يؤدي ذلك إلى انخفاض كبير في السعر.
ساعات التداول
من ضمن أهم الفروقات بين سوق الأسهم وسوق العملات الرقمية هي ساعات التداول الممكنة في الأسواق. العملات الرقمية يمكن تداولها على مدار الساعة كل أيام الأسبوع بدون أي توقف. جلسات تداول الأسهم تكون دائماً مقتصرة على أوقات محددة وأيام معينة حسب مواعيد البورصة. لذلك، توفر العملات الرقمية للمستثمرين مرونة كبيرة في تنفيذ العمليات في أي لحظة، وفي نفس الوقت فذلك يؤدي إلى تفاعلات سريعة في الأسواق مع الأحداث العالمية، مما يجعلها فرصة جذابة للتداول.
التكنولوجيا والأمان
من الفروقات الكبيرة بين سوق الأسهم وسوق العملات الرقمية هو اعتماد العملات الرقمية على تكنولوجيا البلوكشين وتكنولوجيات الأمان المختلفة. البلوكشين تعد ثورة في عالم تقنيات الأمان؛ لأنها توفر مستوى عالياً من الشفافية والأمان، حيث توفر سجل لا يمكن تغييره لكل معاملة تتم، ومن ثم يكون من شبه المستحيل تزوير أي معاملات أو التلاعب بها. بجانب البلوكشين، العديد من العملات الرقمية تستخدم أنظمة تشفير معقدة لضمان حماية المعلومات وتأمين العملات الرقمية من أي محاولات اختراق.
أمثلة عملية على استخدام التحليل الفني في العملات الرقمية
كما ذكرنا، التحليل الفني تم استخدامه بنماذجه المختلفة في توقعات أسعار العملات الرقمية، وكان له دور حاسم في توقع اتجاهات السوق. هناك بعض الأمثلة التاريخية التي كان للتحليل الفني دور كبير بها، وبعض نماذج التحليل الفني برزت بشكل كبير في سوق العملات الرقمية حينئذ.
مثال على استخدام شموع الهامر
في بداية عام 2019، شهد سوق العملات الرقمية نموذجاً شهيراً من نماذج الشموع اليابانية، وهو نموذج الشمعدان الهامر. نموذج شمعدان الهامر يعتبر نموذج انعكاس صاعد، حيث يظهر تغيير في السيطرة من البائعين إلى المشترين. بعد ظهور هذا النموذج، ظهر ارتفاع كبير في سعر البيتكوين في الثلاثة أشهر اللاحقين.
مثال على مستويات الدعم والمقاومة
في نهاية عام 2017، كان سعر البيتكوين يرتفع إلى حد بعيد، وكان يلفت أنظار العالم كله. حينئذ وصل قيمته إلى حوالي 20،000 دولار. كان ذلك المستوى هو مستوى المقاومة الرئيسي، وبعد ذلك، حدث تصحيح قوياً في سعر البيتكوين في عام 2018، وهبط سعره إلى 3،200 دولار في ديسمبر 2018.
المؤشرات التقنية
في منتصف عام 2019، شهد البيتكوين ارتفاعاً مفاجئاً من 4000 دولار للبيتكوين إلى أكثر من 13000 دولار للبيتكوين الواحد في خلال أشهر قليلة. خلال هذا الارتفاع، قام المتداولون بمراقبة المتوسط المتحرك في مدة 50 يوماً و200 يوم. عند تجاوز المتوسط المتحرك 50 يوماً للمتوسط المتحرك ل200 يوم حدث التقاطع الذهبي. ذلك كان بمثابة إشارة شراء قوية للمتداولين.
الأخطاء الشائعة في التحليل الفني
عالم التحليل الفني يقدم بالتأكيد العديد من الفرص المميزة، والتي تسهل الأمر على المستثمرين بشكل كبير. في الوقت نفسه، هناك بعض الأخطاء التي يمكن أن يقع فيها المتداولون، خصوصاً المبدعين منهم، في أثناء استخدام التحليل الفني. ولذلك يعد فهم الأخطاء الشائعة التي قد تحدث عند استخدام التحليل الفني أمر مهماً للغاية، وقد يكون حاسماً في النجاح التجاري. فيما يلي بعض من تلك الأخطاء الشائعة التي تحدث ويجب مراعاتها.
الاعتماد الزائد على مؤشر واحد
ذلك الأمر يعد من أهم الأخطاء الشائعة التي تحدث في أثناء استخدام التحليل الفني، فمن السهل للغاية الوقوع في فخ الاعتماد المفرط على مؤشر تقني واحد. قد يؤدي إظهار أحد المؤشرات نتائج معينة إيجابية متكررة إلى ثقة متزايدة عند المتداول، ولكن الاعتماد على مؤشر واحد فقط قد يكون أمراً مضللاً.
من الأفضل دائماً أن يقوم المتداول باستخدام مجموعة مختلفة من المؤشرات من أجل أن يكون لديه تصور أكثر قوة وشمولاً للسوق، وذلك لأن الاعتماد أحياناً على مؤشر واحد قد يكون به بعض التفاصيل المخفية والمؤثرات الخفية.
تجاهل الأخبار والأحداث الكبرى
بينما يعتمد التحليل الفني بشكل أساسي على الرسوم البيانية والأنماط في التداول، فهناك التحليل الأساسي الذي يعتمد إلى حد بعيد على الأخبار والأحداث الكبرى. تجاهل الأخبار الاقتصادية الرئيسية والأحداث العالمية يمكن أن يكون نتائجه كارثية في التداول.
السوق لا يعد منعزلاً عما يحدث خارجه، لذلك فالأحداث الخارجية تؤدي دوراً كبيراً للغاية في تحريك الأسعار في السوق. يجب على المتداولين مراقبة الأخبار بصورة مستمرة، خصوصاً الأخبار السياسية الكبرى والأخبار الاقتصادية أيضاً.
محاولة تعويض الخسائر
تلك نقطة حيوية للغاية أثناء التداول باستخدام التحليل الفني، فقبول الخسائر قد يكون أمراً صعباً للغاية، ولكن محاولة التمسك بصفقة خاسرة في محاولة للتعويض قد يكلف أكثر كثيراً. من الضروري أن يكون هناك دائما استراتيجية واضحة لتجنب الخسائر والخروج من الصفقات الخاسرة عندما تحدث.
يجب التذكر دائماً أن الأسواق لا تتحرك بطريقة متوقعة دائماً أو حسب التحليلات التي نقوم بها. ولذلك تعد المرونة في الاستراتيجية من أهم مفاتيح النجاح في التداول ولتجنب الخسائر الكبيرة.
الثقة الزائدة
خطأ آخر شائع قد يحدث أحيانا هو الحصول على ثقة زائدة بعد تحقيق سلسلة من الصفقات الناجحة. لذلك من الضروري الحفاظ على التواضع وتذكر تقلبات السوق، والالتزام باستراتيجية التداول التي يتم تتبعها. الانجراف وراء الثقة الزائدة قد تؤدي إلى مشاكل كبيرة.
التداول بثقة زائدة قد يؤدي إلى المخاطرة بأموال أكبر أو تجاهل الإشارات التحذيرية في المعاملات. التوازن بين الثقة والحذر هو من أهم الاستراتيجيات وهو ما يفرق بين المتداول الناجح والمتداول الذي يخسر بشكل متكرر.
ختام واستنتاج
في هذا المقال، قمنا بتناول موضوع التحليل الفني كواحد من الأدوات الرئيسية التي يتم استخدامها عند تداول العملات الرقمية. يجب أولاً إدراك الفرق في التحليل الفني بين العملات الرقمية وتداول الأسهم، مثل تقلبات السوق، وساعات التداول وتكنولوجيا الأمان. أيضا يجب التركيز على تعلم المتداول للأمور التقنية والاقتصادية التي قد يكون لديها تأثير كبير على السوق.
أيضاً يجب تعلم كيفية استخدام التحليل الفني بشكل واضح في توقع حركة الأسعار، وفهم نماذجه المختلفة التي يتم استخدامها. الشموع اليابانية ومستويات الدعم والمقاومة على سبيل المثال يعدون من أهم نماذج التحليل الفني المستخدم. تلك الأمثلة توضح للمتداولين كيفية استخدام التحليل الفني للعملات الرقمية لتحقيق أفضل النتائج، مع ضرورة توخي الحذر من الأخطاء الشائعة التي قد تحدث مثل الثقة الزائدة والاعتماد الزائد على نوع واحد من المؤشرات.
في الختام، يظل التحليل الفني أداة قوية لا تقل أهمية عن التحليل الأساسي، خصوصاً في عالم تداول العملات الرقمية الذي يتسم بالتقلب الشديد. ولكن، يجب على المتداولين أن يتحلوا بالحذر والدراية الكافية لتجنب الوقوع في الأخطاء الشائعة التي قد تكلفهم الكثير. الفهم الجيد للأدوات والمؤشرات، إلى جانب استراتيجية تداول جيدة، يمكن أن يسهم في تحقيق النجاح على المدى الطويل.