مع دخول العملات الرقمية إلى الأوساط الرئيسية إثرَ التدفق المستمر للاستثمارات المؤسساتية الضخمة الجديدة إلى منتجات صناديق التداول الفوريّ لبيتكوين المُتداولة في البورصة (spot BTC ETFs)؛ أثار النهج المعتدل لشركة بلاك روك (BlackRock) تجاه صندوق إيثيريوم المتداول في البورصة (ETH ETF) نقاشاً هاماً، حيث يشير البعض إلى أن نهج لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) المتردّد تجاه منتج ETH ETF يثير القلق بشأن اعتمادها. وفيما يتوقع بعض الخبراء موافقة اللجنة على صناديق التداول الفوريّ لإيثيريوم المتداولة في البورصة (spot ETH ETFs) في نهاية الأمر بعد أشهرٍ من التأخير، يعتقد البعض الآخر أن اللجنة لن توافق عليها أبداً هذه المرة.
وبينما تستمرّ بيتكوين (Bitcoin-BTC) بجذب الاهتمام الأكبر من قِبَل العملاء، تظل إمكانيات إيثيريوم (Ethereum-ETH) في الأسواق الرئيسية داخل الولايات المتحدة موضوعاً للنقاش، مع غياب الوضوح حول ما إذا كانت عملة إيثيريوم تُعتبر “أوراقاً ماليةً” ما قد يقلل من رغبة المستثمرين بها.
الاهتمام غير المتكافئ: أسبقية بيتكوين على عملة إيثيريوم بين عملاء بلاك روك
يكمن التناقض الواضح في اهتمام العملاء المختلف بعملتي بيتكوين وإيثيريوم في قلب السرد المتعلق بالكريبتو الخاص بشركة بلاك روك (BlackRock).
وقد قام روبرت ميتشنيك (Robert Mitchnick) -رئيس قسم الأصول الرقمية في بلاك روك- بتسليط الضوء على هذا الأمر خلال مؤتمر جرى مؤخراً، مشيراً إلى الانحياز السائد تجاه بيتكوين.
فعلى الرغم من أن عملة إيثيريوم تحظى باهتمام كبير، إلا أنه لا يُقارن بالطلب الضخم على المنتجات المرتبطة بعملة بيتكوين. وقد يُعزى ذلك ببساطةٍ إلى عدم فهم عالم الكريبتو بشكلٍ كافٍ بعيداً عن عملة بيتكوين، ولكن لا أحد يعلم بالضبط سببَ حدوث ذلك.
وقد تجلى ذلك بشكلٍ أكبرَ في نجاح صندوق بيتكوين الخاص بشركة بلاك روك (IBIT) الذي ارتفع بسرعةٍ ليحتلَّ مكانةً رائدةً في سوق صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة (ETFs)، إذ جمَعَ أصولاً تقدّر بحوالي 15 مليار دولار.
(IBIT/USD)
ويشير استثمار الشركة في التمثيل الماليّ للأصول مع صندوق BUIDL المبنيّ على بلوكتشين إيثيريوم إلى نهج استكشافيّ حذرٍ -ولكنّه إستراتيجيٌّ بالمطلق- لقدرات معيار ERC-20 (نوع عملاتٍ على بلوكتشين إيثيريوم).
مع ذلك، فإن تصريحات ميتشنيك حول توقعات شركة بلاك روك المبالغ فيها بشأن القطاع تشير إلى إستراتيجيةٍ مدروسةٍ ومحدّدة، بدلاً من التوسّع بشكلٍ عام في خدمات العملات الرقمية.
موقف لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) وطلبات صناديق إيثيريوم المتداولة في البورصة (ETH ETFs): تحدّي تنظيم قانونيّ
يعيش مجتمع العملات الرقمية حالةً من الترقب فيما تدرس لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية طلبات صناديق إيثيريوم المتداولة في البورصة (ETH ETFs).
وقد أصبحت الموافقة على صناديق بيتكوين المتداولة في البورصة (BTC ETFs) معياراً في هذه الأسواق، ما أثار توقعاتٍ بشأن إمكانية إصدار منتجات إيثيريوم. وتبدو الموافقة على صناديق التداول الفوريّ لإيثيريوم المتداولة في البورصة خطوةً تاليةً منطقيةً يجب على لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية اتخاذها، حيث إن إيثيريوم هي العملة الرقمية الوحيدة التي اعتبرتها اللجنة عملةً لا أوراقاً مالية.
تجدر الإشارة إلى أن عمالقة القطاع الماليّ -مثل بلاك روك وFidelity- من ضمن الشركات الموجودة في القائمة، والذين ينتظرون قرار لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية بشأن طلبات صناديق إيثيريوم المتداولة في البورصة.
closing words on ETH/BTC (fuck this frfrfr)
New set of "deadlines" coming up next week for ETF issuers, some ETF experts saying that the fact there are no comments or discussions happening is bearish
some are saying that It is basically copy+paste application from BTC spot ETF pic.twitter.com/sPegBhM7sF
— RunnerXBT (@RunnerXBT) March 18, 2024
نُذكّر أيضاً بأن حالةً من عدم اليقين تخيّم على آفاق صناديق إيثيريوم المتداولة في البورصة (ETH ETFs)، وذلك لكون اللجنة قد استغرقت وقتاً طويلاً في عملية إصدار قرارٍ بشأنها، دون أن ننسى تردّدها تاريخياً في الموافقة على منتجات بيتكوين المماثلة.
الآثار المحتملة والمسار المستقبلي: ديناميكيات سوق إيثيريوم
يبقى السؤال الرئيسيّ الذي يطرح نفسه هو: ما هي النتائج المترتبة على عدم موافقة لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) على صناديق إيثيريوم المتداولة في البورصة؟
ويشير الفهم السائد إلى استجابة السوق بشكلٍ سلبيّ، لكنّ بعض المحللين يقترحون تأثيراً أخفَّ مستوحًى من صمود بيتكوين في مواجهة رفض الصناديق المتداولة في البورصة في الماضي. لهذا قد يكون الأمر محسوماً بالفعل، ممّا يجعل قيام اللجنة بتأجيل صناديق التداول الفوريّ لإيثيريوم المتداولة في البورصة لفترة طويلة أمراً صعباً.
مع ذلك، تُضفي المكانة الفريدة لإيثيريوم وعلاقتها المتداخلة بمجال التمويل اللامركزي (DeFi) والعقود الذكية، طبقةً إضافيةً من التعقيد على مسارها في السوق.
لماذا يسود الحذر: تحليل إستراتيجية بلاك روك فيما يتعلق بإيثيريوم
تجدر الإشارة إلى أن سوق العملات الرقمية قد شهد انتعاشاً ملحوظاً مع بداية عام 2024، حيث تلعب إيثيريوم دوراً بارزاً إلى جانب بيتكوين.
لكن على الرغم من الاتجاه الصاعد، يواجه ترقب صندوق إيثيريوم المتداول في البورصة (ETH ETF) مزيجاً من التفاؤل والواقعية، إذ يعكس الموقف الحذر لشركة بلاك روك وجهة نظر القطاع بشكلٍ عام، والذي يدرس بعناية الإمكانات المبتكرة مقابل عدم يقين التنظيمين القانونيّ والسوقيّ.
وتؤكد تحرّكات الشركة الإستراتيجية في قطاع الأصول الرقمية، ولا سيّما مشاركتها مع إيثيريوم من خلال صندوق BUIDL، على الاعتراف بأهمية إيثيريوم. لكن ومع ذلك، تقوم الشركة بهذه التحركات بمنهجيةٍ عمليةٍ تجاه النموّ واحتياجات العملاء.