ارتفعت قيمة العقود المفتوحة لبيتكوين إلى مستوًى قياسيٍّ جديد محققةً تعافياً قوياً من شتاء الكريبتو، إلا أنها قد تُعاني أيضاً حدوث تقلباتٍ كبيرة قريباً؛ وستؤثر عودة تسلا (Tesla) المحتملة للاستثمار في عملة بيتكوين على حركة السوق دون أن ننسى الأثرَ الكبيرَ للعقود المفتوحة وتراكمها. وتبشّر كلّ هذه العوامل بفترةٍ من ارتفاع النشاط في السوق -كما حدثَ في الدورات الماضية- ولكنها ستكون فريدةً من نوعها بطريقتها الخاصّة.

العقود المفتوحة تشير إلى تقلّبٍ وشيكٍ في أسواق بيتكوين

يُعتبر ارتفاع قيمة العقود المفتوحة لبيتكوين إلى مستوًى قياسيّ جديد مؤشراً مهمّاً يُذكّرنا بما حدث في السوق الصاعدة خلال عام 2021، ولكنّه يشير أيضاً إلى تصحيحاتٍ محتملةٍ قد تخضع لها السوق.

المخطط السعري لزوج BTC/USD

ويدلّ هذا الارتفاع في نشاط التداول بالترافق مع ارتفاع سعر بيتكوين الكبير على سوقٍ مفعمٍ بالتفاؤل، ولكنّه على وشك البدء بالتقلّب، ويعلم المستثمرون والمتداولون الطبيعة الدورية لسوق الكريبتو حيث تلي فترة الأرباح السريعة والمتواصلة عادةً تقلباتٌ كبيرةٌ في السوق.

محفظة بيتكوين الخاصة بتسلا: محفّزٌ لسوق الكريبتو؟

يسود الحماس لدى محللي الكريبتو لاحتمالية حدوث تقلّباتٍ شديدة إثرَ ارتفاع قيمة العقود المفتوحة، غير أن أنظار مجتمع الكريبتو تبدو متجهةً نحو تسلا والتوقعات المنتشرة حول زيادتها لرصيدها من عملات بيتكوين، ما قد يؤثر على سوق الكريبتو كاملاً وعلى تحركاته التالية أيضاً. وأشار المحللون إلى أن محفظة تسلا تحتوي الآن على 11,509 عملة BTC بزيادة تبلغ 1,789 عملة BTC إضافيةً عمّا أعلنته الشركة في تقرير الأرباح الماضي.

وقد أثبتت استثمارات تسلا السابقة في بيتكوين –التي بلغت 1.5 مليار دولار عام 2021– الأثرَ الكبيرَ للتبني المؤسساتيّ وحماس صغار المستثمرين على سعر العملة والمزاج العام للسوق.

وفي حال تكرّر هذا السيناريو، فقد يتسبّب اهتمام تسلا مجدداً ببيتكوين برفع سعرها وزيادة التبني المؤسساتي للأصول الرقمية وسط النموّ الكبير لصناديق التداول الفوريّ لبيتكوين في البورصة (Bitcoin Spot ETFs).

موسم العملات البديلة: ظاهرةٌ وشيكة؟

تتصدّر بيتكوين العناوين بفضلِ حركتها الصاعدة، ولكنّ الحركة المتنامية في سوق العملات البديلة -وخاصّةً صعود عملات الميم- تُشير إلى احتمالية بدء موسم “العملات البديلة”، وتُراقِب السوق عن كثب حركة سعر إيثيريوم (ETH) وغيرها من العملات البديلة بحثاً عن علاماتٍ تؤكد انحياز السوق نحوَها.

ويتوقّع بعض المتداولين أن تتسبّب موافقة لجنة الأوراق المالية والبورصات (SEC) على صناديق إيثيريوم المتداولة في البورصة -والمتوقّعةِ خلال 70 يوماً تقريباً- بنموٍّ كبيرٍ في أسواق العملات البديلة خاصّةً منها المُرتبطة بمعيار ERC-20.

وسيكون التداخل بين هيمنة بيتكوين والتوقعات الإيجابية لحركة العملات البديلة محطَّ الأنظار في الأسابيع السابقة لحدث تنصيف بيتكوين، ويعتقد بعض المحللين مثل بينجامين كوين (Benjamin Cowen) أن هيمنة بيتكوين سترتفع مجدّداً لتبلغ 60% قبل التفكير حتى بإمكانية انطلاق موسم العملات البديلة، ولكنّ مجتمع الكريبتو غير مُجمعٍ على هذه الفكرة.

الخلاصة: عليكم بالتخطيط والحذر

ترتسمُ أمام المستثمرين صورةٌ معقدةٌ بفضل اجتماع العديد من العوامل من بينها تراكم العقود المفتوحة وزيادة التأثير المؤسساتيّ -بفضل شركاتٍ مثل تسلا- إلى جانب الإمكانيات الكامنة لسوق العملات البديلة؛ ويعني هذا الكلام ضرورة اليقظة والتخطيط والتزام التفاؤل الحَذِر، إذ إن الأثرَ الكبيرَ لارتفاع قيمة العقود المفتوحة يمكن أن يُشكّل بدايةً لما هو أعظم.

ونُشجّع المشاركين في السوق على مراقبة التطوّرات عن كثب والحذر من إمكانية التصحيح السعريّ، إذ تترافق الفرص الكبيرة في سوق الكريبتو دائماً مع درجةٍ من المخاطرة، ولا نعلم اتجاه هذه الحركة إن كان نحو التصحيح أم نحو الوصول إلى مستوياتٍ عليا جديدة. لكنّ قصة بيتكوين وسوق الكريبتو تستمرّ بجذب وتحدّي المستثمرين المبتدئين والخبراء على حدٍّ سواء في هذا العام المتميّز بالتبني المؤسساتيّ.