صورةٌ لأحدث طرازات تويوتا كامري
تصدّرت سيارة تويوتا كامري (Toyota Camry) قائمة سيارات الركاب الأعلى مبيعاً في الولايات المتحدة -باستثناء الشاحنات- لسنواتٍ عديدة. واليومَ تتخذ شركة تويوتا خطوةً جريئةً بالذهاب بعيداً لترسيخ هيمنة سيارة كامري على الأسواق من خلال وقف إنتاج نماذج السيارات العاملة بوقود البنزين فقط من النسخة المُنتظرَة لعام 2025.
وبالنسبة لسيارة كامري 2025 المُعدّلة، ستقدم شركة تويوتا سيارة السيدان العائلية متوسطة الحجم فقط، وستكون ذات محرّكٍ هجينٍ يعمل بالوقود الأحفوريّ (البنزين) والكهرباء معاً، حيث سيتم التخلص تدريجياً من النماذج العاملة بالبنزين فقط، وهو ما يجسّد تطلعات تويوتا لتعزيز كفاءة استهلاك الوقود ورفع مستوى الأداء في نموذجها الجديد من طراز كامري. وربّما يشعر عشاق المحرك ذي الاسطوانات الستة (V6) بقوة 301 حصانٍ من تويوتا بخيبة أملٍ عندما يسمعون خبر استبعاد هذا المحرك من الإصدارات الجديدة لسيارة كامري، لكنهم بلا شك سيشعرون بالرضا عند تجريب المحركات الهجينة الجديدة ذات القوة الأكبر. وبهذا ستكون كامري إحدى أولى السيارات ذات الشعبية الكبيرة التي تنتقل بمحركاتها إلى النظم الهجينة فقط، ولكنّها -بالتأكيد- لن تكون الأخيرة.
ويؤكد هذا القرار دور تويوتا الرياديّ في مجال تكنولوجيا المحركات الهجينة، فقد قدمت شركة صناعة السيارات اليابانية الأبرز طراز بِريوس(Prius) عام 1997 كأولى سياراتها الهجينة المُنتجَة على نطاقٍ واسعٍ، والتي أصبحت -إثرَ نماذجها المُعدّلة حديثاً- أكثرَ طلباً من أيِّ وقتٍ مضى، حيث باتت نماذجها الهجينة الأخرى مهيمنةً على القطاع بشكلٍ متزايد حالياً.
كامري بنظام المحرك الهجين الجديد بقوّة تصل إلى 232 حصاناً
يحتوي الجيل القادم من نماذج سيارة كامري على نظام Hybrid Max، وهو أحدث أنظمة المحركات الهجينة من تويوتا، ويتضمّن محركاً رباعيّ الأسطوانات (V4) بسعة 2.5 لتر مع محركين كهربائيين.
وفي طرازات الدفع الأماميّ، يوفر النظام الهجين قوة دفع تبلغ 225 حصاناً، وهو ما يزيد بكثيرٍ عن معظم المحركات الأساسية لسيارات السيدان متوسطة الحجم. وفي الوقت نفسه، يضيف خيار نظام الدفع الرباعي الاختياريّ الجديد محركاً كهربائياً ثالثاً على المحور الخلفيّ لتعزيز إجمالي قوة المحركات إلى 232 حصاناً.
وتقول تويوتا إنه تم ضبط عمل مجموعة المحركات في نظام Hybrid Max لتوفير عزم دورانٍ منخفض محسّنٍ مقارنةً بسيارة كامري الهجينة (Camry Hybrid) السابقة، وهو ما يمنح طراز 2025 إحساساً باستجابةٍ وسلاسةٍ أكبرَ أثناء القيادة.
إضافةً إلى ذلك، ستتمتّع سيارات كامري الهجينة بناقل حركةٍ متغيّرٍ باستمرار لتوفير المزيد من السلاسة. ومع أنه لم يتم إصدار تقديراتٍ لعدد الأميال المقطوعة للجالون الواحد، إلا أنه من المتوقع أن تكون الكفاءة إمّا مساويةً أو أعلى قليلاً من كفاءة محركات سيارة كامري الهجينة الحالية والبالغة 52 ميلاً للجالون بحسب تصنيف وكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة (EPA).
نظام الدفع الرباعيّ من كامري: الأول من نوعه في سيارات تويوتا الهجينة
يُعَد نظام الدفع الرباعي في نموذج كامري الهجينة لعام 2025 الأولَّ من نوعه لشركة تويوتا، حيث يمنح هذا النظام المستخدمين مرونةً أكبر في ضبط أداء وقدرات سيارة الدفع الرباعي كامري، ويُعتَبر نظام الدفع الرباعيّ AWD-i الجديد من تويوتا فريداً من نوعه من حيث استخدامِهِ محركاً كهربائياً منفصلاً لدعم عزم العجلات الخلفية بقوة الدفع حسب الحاجة، وهو ما يوفر دفعاً رباعياً عند الطلب مع تفادي مشاكل الوزن والاحتكاك التي يسبّبها نظام الدفع الرباعيّ الميكانيكيّ التقليدي.
وستتوفر كلّ المستويات من طراز Camry -بدءاً من الطراز الأساسيّ LE وحتى طراز XSE الرياضيّ- على خيار الدفع الرباعي الجديد AWD-i، ما يتيح للسائقين إمكانية اختيار الحدّ الأقصى لاستهلاك الوقود (مقاساً بالميل لكلِّ جالون) من خلال خيارات الدفع الرباعيّ.
تصميمٌ رياضيٌّ من الداخل والخارج
إلى جانب المحركات الجديدة الصديقة للبيئة، منحت شركة تويوتا سيارتَها كامري تجديداً شاملاً كانت بأمسّ الحاجة إليه من الداخل والخارج، إذ أصبح المظهر الخارجيّ لمقدمة السيارة أكثرَ سلاسةً وانسيابيةً، ومن المتوقّع أن يكون تصميم كامري الجديد أقرب إلى روح العصر، وذلك بعد الانتقادات التي وصَفت تقنيتها وتصميمها بأنهما غايةٌ في القدم، لا سيّما عند مقارنتها بمنافسين لها مثل هيونداي وكيا وهوندا.
وصرَّحَت تويوتا بأنها ركّزت على إضفاء مظهرٍ رياضيٍّ أكثرَ تطوّراً لسيارة كامري موديل (طراز) 2025. ومن ناحيةٍ أخرى، تمت إعادة تصميم المقصورة الداخلية لتوفير قدرٍ أكبرَ من الراحة واتساع الرؤية والتكامل التكنولوجيّ، مع التركيز الخاص على تحسين تجربة السائق.
جديرٌ بالذكر أن سيارات كامري الجديدة ستكون مدعومةً بمجموعة أدواتٍ رقميةٍ من مقاس 12.3 بوصة، وشاشة عرض رأسيةٍ بمقاس 10 بوصاتٍ لإبقاء المعلومات الأساسية أمام عين السائق، كما تتوفر أيضاً شاشة لمس مركزيةٌ بمقاس 12.3 بوصة مزوّدةٌ بتقنية Apple CarPlay وAndroid Auto اللاسلكية، مع تحسين واجهة المستخدم في سيارة كامري وقوائِمِها للاستمتاع بالميزاتِ أثناء القيادة.
أنظمة أمانٍ متطوّرةٌ لكافة الطرازات
ستكون كافة طرازات 2025 Camry LE -وحتى الأساسيّة منها- مزوّدةً بأحدث أنظمة استشعار الأمان من تويوتا (Toyota Safety Sense)، كنظام الكبح الذاتيّ في حالات الطوارئ ونظام ضبط السرعة التكيفيّ بجانب نظام تحذير مغادرة المسار وغيرها من الميّزات المساعدة أثناء القيادة، كما ستحتوي الطرازات المتقدمة على ميزاتٍ إضافيةٍ، كنظام كاميراتٍ خارجيةٍ بزاوية 360 درجة، حيث تعطي تويوتا الأولوية لتلبية معايير الأمان النشطة المهمّة بكافة منتجاتها، كما توفّر الشركة مركباتٍ هجينةً لكافة الطرازات، ما يعكس سعيها لإضافة القيمة لمركبتها العائلية المُعدّلة متعدّدة الاستخدامات.
لماذا تعمّدت تويوتا إتاحة إصدار هجينٍ فقط من سيارة كامري؟
يُعزى قرار تويوتا توفيرَ طرازٍ هجينٍ فقط من سيارتها كامري لعواملَ متعدّدة، منها أن طراز كامري الهجين يُشكل جزءاً مهماً من مبيعات الشركة لمستخدمي المرّة الأولى، ما يثبت وجود طلبٍ كافٍ على هذا الطراز ويتيح إجراء هذا التحوّل من محرك الوقود إلى المحرك الهجين بشكلٍ سلسٍ دون الإضرار بالمبيعات بشكلٍ كبير.
وتساعد الكفاءة المُحسَّنة لأنظمة الدفع والحركة الهجينة الشركةَ على تلبية المعايير الصارمة للانبعاثات بشكلٍ مطّرد، كما يُعتبَر تحويل المشترين للإصدارات الهجينة مهمّاً لتلبية أهداف الاستدامة الخاصّة بالشركة.
وبالنظر إلى أسعار الوقود التي يُرجَّح أن تبقى مرتفعةً في المدى المنظور، فإن الإصدارات الهجينة من شأنها أن توفّر من تكاليف الوقود المرتفعة على المستخدمين. كما يتمتع طراز كامري الهجين بميزة جذابة تميّزه عن نظيره العامل بالوقود فقط، وتتمثل في تفوقه بحوالي 10 أميالٍ لكلِّ جالونٍ أثناء القيادة المشتركة داخل المدن وعلى الطرق السريعة. ونظراً لتساوي الطرازين من حيث التكلفة في السعر الأساسيّ، فإن ميّزات هذا التحديث كفيلةٌ بتغطيةِ تكلفته.
وتُراهن تويوتا على أن كفاءة وقوّة وسلاسة القيادة المتوفرة في أحدث أنظمتها الهجينة ستُسكت أفواه المشككين، وتأمل الشركة في أن يصبح طرازها الهجين من سيارة كامري الخيارَ الأكثر رواجاً لدى العملاء، بدلاً من كونه مجرّد تحديثٍ عاديّ.
تويوتا تسعى لتوطيد مكانتها في ريادة قطاع المركبات الهجينة
يسهم التحول الإستراتيجيّ باتجاه خط إنتاج سيارة كامري بمحركاتٍ هجينةٍ بالكامل في تعزيز ميزات تويوتا التنافسية، حيث أفادت شركة تويوتا عام 2020 أنها باعت أكثرَ من 15 مليون مركبةٍ هجينةٍ على مستوى العالم منذ إطلاق طراز بريوس قبل ما يزيد على 20 عاماً.
وتُعتبَر شركة صناعة السيارات هذه رائدةً في سوق المركبات الهجينة بفارقٍ كبير عن أقرب منافسيها، وذلك بفضل تمكّنها من خفض التكاليف بزيادة حجم الإنتاج وامتلاكها للخبرات التقنية المتخصّصة بأنظمة الدفع والمحرّكات الهجينة. ويُتيح توفير النموذج الهجين فقط من طراز كامري للشركة زيادة عوائدها من استثماراتها في المركبات الهجينة.
كما أعلنت تويوتا عن نقل مركز إنتاج مركبات كامري الهجينة من اليابان إلى الولايات المتحدة، ما يوفر المرونة والتحوّط ضد تقلبات أسعار الصرف بين البلدين؛ كما قد يساعد توطين إنتاج مركبات كامري الهجينة (Camry Hybrid) في بلدٍ واحدٍ الشركة في التخفيف من المخاطر الخارجية.
وتعكِف الشركة حالياً على إعداد موزّعيها لتلبية حاجات صيانة وخدمة المركبات الهجينة المتزايدة بشكلٍ مطّرد، وقام التقنيون المعتَمَدون التابعون للشركة بالفعل بإصلاح أكثرَ من مليون مركبةٍ هجينةٍ خلال زيارات الخدمة السنوية، كما سيتعيّن عليهم التعامل مع عدد أكبرَ من هذه المركبات بالتزامن مع ازدياد رَوَاجها؛ وتدرك تويوتا أن بعض العملاء يتحفّظون على تحويل خط إنتاج كامري لخط إنتاج مركباتٍ هجينةٍ فقط، إلا أنها تأمل في أن يغيّر نظام Hybrid Max الجديد -والذي يجمَع بين سرعة الاستجابة والمرونة والكفاءة- آراء المشكّكين.
ويعكس هذا التحوّل في مركبات كامري الاتجاه الأوسع نطاقاً داخل القطاع ككلّ، إلا أن تويوتا تتصدَّر طليعة هذا التوجّه؛ ومن المرجَّح أن تزداد حصة المركبات الهجينة من مبيعات السيارات في القطاع برمّته، وبشكلٍ مطّرد خلال السنوات العشر القادمة، وتسعى تويوتا لريادة هذا التوجّه من خلال الشروع بتحويلِ مركبتها الأكثر مبيعاً نحوَ الطرازات الهجينة فقط.