أعلنت منصّة لينكد إن (LinkedIn) -كبرى منصات التواصل الاجتماعي المهنيّ عالمياً- أن قاعدة مستخدميها تجاوزت المليار مستخدم حول العالم، ما يمثّل إنجازاً هائلاً لموقعها الإلكترونيّ المملوك لشركة مايكروسوفت (Microsoft). واحتفالاً بهذه المناسبة، كشفت المنصة عن ميزاتٍ جديدةٍ مدعومةٍ بالذكاء الصنعيّ تهدف إلى تعزيز الآفاق المهنية للمستخدمين وتحسين آليات البحث عن فرص العمل على المنصة.
يُذكر أن منصّة LinkedIn كانت قد تأسست عام 2003، واحتاجت قرابة العقدين من الزمن للوصول إلى مليار مستخدم، لتصبحَ اليوم منصة التواصل الاجتماعي المخصّصة للمحترفين في شتى قطاعات الأعمال لأغراض التواصل والبحث عن فرص العمل ومشاركة المحتوى وإطلاق علاماتهم التجارية الخاصّة.
وبفضل هذا النجاح، باتت منصّة لينكد إن تحتل الآن مكانها بين نخبة المنصّات التي تضمّ أكثرَ من مليار مستخدم نشطٍ شهرياً مثل فيسبوك (Facebook) وإنستغرام (Instagram) ويوتيوب (YouTube) وتيك توك (TikTok)؛ فقد نمت المنصة بشكلٍ مُطّرد من خلال ما تقدّمه من قيمةٍ فريدة لربط ذوي الكفاءات بأصحاب العمل والفرص الوظيفية.
وكشفت المنصّة أن 80% من أعضائها الجدد يقيمون خارج الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يعكس الطلب العالميّ المتزايد على التواصل المهنيّ رقمياً، فهذا المجتمع الهائل يجعل من منصة LinkedIn وجهةً رئيسيةً للتوظيف كونها باتت تمثّل أكبر مجتمعٍ رقميٍّ للباحثين عن فرص العمل وروّاد الأعمال على حدٍّ سواء.
منصّة LinkedIn تُدخل ميزاتٍ جديدةً قائمة على الذكاء الصنعيّ لتحسين تجربة المستخدمين
في خطوةٍ تعكس حرصها على الاستفادة من شبكتها الواسعة، وبالاستعانة بتجربة شركتها الأم -مايكروسوفت- في مجال الذكاء الصنعيّ، كشفت منصة LinkedIn النّقاب عن عزمها طرح ميزاتٍ جديدةٍ مدعومةٍ بالذكاء الصنعي لتعزيز تجربة المستخدمين، على أن تكون هذه الميزات متاحةً -في البداية- للمستخدمين من ذوي الاشتراك المدفوع (LinkedIn Premium) فقط، والذين يدفعون رسوماً شهرية مقابل ميزاتٍ إضافيةٍ تقدمها المنصّة، حيث توفر هذه الميزات طرقاً أكثر مرونةً لتلبية احتياجات المستخدمين، وتساعد أعضاءها على إحراز ازدهارهم المهنيّ.
وعلى سبيل المثال، ستوفر المنصة ميزة الأداة التحليلية المدعومة بتقنيات الذكاء الصنعيّ، والتي تقوم بتحليل مُدخلات المستخدمين وتقدم مقترحاتٍ بالفرص الأنسب لسيرتهم الذاتية واهتماماتهم، وهكذا فإن هذه الميزة تزوّد المستخدمين بفرص عملٍ ملائمةٍ لكفاءاتهم، بحيث تساعدهم على الترقي في حياتهم المهنية. وبالإضافة إلى ذلك، سيساعدهم ذلك على اكتساب جهات اتصالٍ يصعب الوصول إليها لولا هذه الميزة، نظراً لضخامة المحتوى الذي باتت تتمتع به المنصّة.
كذلك تستخدم منصة LinkedIn أيضاً الذكاء الصنعيّ لتحسين تجارب المستخدمين الباحثين عن عملٍ من خلال تقييمها للفرص، وما إذا كان المستخدم مناسباً لفرصة عملٍ معينةٍ بناءً على تفاصيل ملفه الشخصيّ، لتقومَ بناءً على ذلك باقتراح طرقٍ لتعزيز القدرة التنافسية للمستخدم على الفوز بهذا المنصب.
علاوةً على ذلك، ستتوفّر المنصة على باقةٍ من الميزات الأخرى التي يمكنها مساعدة الأعضاء على القيام باستخلاصٍ سريع لنقاط الحوار المخصّصة من المنشورات المطوّلة، وصياغة رسائلَ مميّزة لمديري التوظيف أو غيرهم من جهات الاتصال التي قد توفر فرصَ عملٍ محتملة.
ووفقاً لمطوّري منصة لينكد إن، فهذه الميزات الجديدة تُعَد جزءاً من رؤيتهم لمنصّةٍ تعمل بالذكاء الصنعيّ وتلعب دوراً مشابهاً للمدرب المهنيّ؛ فالميزات الجديدة تؤكد على دور الذكاء الصنعي الداعم -وليس البديل- للاجتهاد والخبرة البشرية.
جهود منصة LinkedIn لتحقيق النموّ المستمر وزيادة الإيرادات
تواصل منصة لينكد إن زيادة قاعدة مستخدميها وتقديم ميزاتٍ فريدةٍ بعد استحواذ شركة مايكروسوفت عليها مقابل 26 مليار دولار عام 2016. فمنذ ذلك الحين، تسارعت وتيرة تنامي قاعدة مستخدمي المنصّة من 600 مليون مستخدم عام 2019 لتبلغ أكثرَ من 800 مليون مستخدم عام 2022، وصولاً إلى ما يزيد عن المليار مستخدم هذا العام.
وجاءَ جزءٌ من هذا النموّ نتيجةً لجهود LinkedIn في طرح ميزة جديدة للترويج لفعاليات المنصة ولمُنشئي المحتوى من خلال النشرة الإخبارية التي ساهمت في زيادة التفاعل مع الجمهور أثناء فترة العمل عن بعد، والتي صاحبت جائحة كوفيد 19.
وفي العام الماضي، استحوذت لينكد إن على نظيرتها EduBrite، وهي شركةٌ متخصّصةٌ بإنشاء وتوزيع الشهادات المهنية، كما أصدرت أيضاً فئةً جديدةً للاشتراك الممتاز تسمى LinkedIn Career Coach بهدف مساعدة الباحثين عن عملٍ في العثور على أفضل الفرص الوظيفية المتاحة.
ومع ذلك، أثّرت ظروف الاقتصاد الكليّ السلبية على أداء الشركة خلال الآونة الأخيرة؛ ففي منتصف تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أعلنت الشركة عن نيتها الاستغناء عن 668 موظفاً. وسبق ذلك تقليصٌ آخر للقوة العاملة للشركة إثرَ تسريحها لـ 716 موظفاً في شهر أيار/مايو من العام الجاري.
وبالرغم من تلك الظروف، نجحت الشركة في زيادة إيراداتها بنسبة 8% على أساس سنويٍّ خلال الربع الأول من العام المالي 2023 -وذلك للعام المالي الخاصّ بشركة مايكروسوفت- وهو ما يؤكد نجاح الشركة في رفع إيراداتها بالاستفادة من قاعدة مستخدميها المتناميةِ باطراد.
وتهدف أدوات الذكاء الصنعيّ الجديدة التي أدخلتها منصة LinkedIn اليوم إلى توسيع وتعزيز مزايا اشتراكاتها المدفوعة، حيث تبلغ رسوم الاشتراك في خدماتها مقدار 39.99$ شهرياً، وذلك لدعم المستخدمين ممّن يبحثون عن أسبقية التواصل أو التوظيف.
وختاماً، فإن نجاح منصّة لينكد إن في تحقيق هذا الإنجاز بالغ الأهمية يُثبت أنها ما تزال الشركة الرائدة بلا منازع في مجال التواصل الاجتماعيّ المهنيّ؛ فمن خلال تعاونها الوثيق مع باقة Microsoft المتنامية من الأدوات والبرمجيات المدعومة بتقنية الذكاء الصنعيّ، فإن المنصة تهدف إلى مواصلة تعزيز حضورها وهيمنتها في قطاع العمل والتوظيف عالمياً.