مقدمة
الذكاء الاصطناعي هو فرع مستحدث من علوم الكمبيوتر يهتم ببناء آلات ذكية قادرة على أداء المهام التي تتطلب عادةً ذكاءً بشريًا بشكل ناجع. وعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي علم متعدد التخصصات والمناهج، فإن التقدم الذي شهده التعلم الآلي والتعلم العميق على وجه الخصوص يخلق نقلة نوعية في كل قطاع تقريبًا من صناعة التكنولوجيا. فلم يعد الذكاء الاصطناعي ضربا من الخيال العلمي بل أصبح بالفعل قوة مشكّلة لعالمنا بشكل عميق من المساعدين الافتراضيين إلى السيارات ذاتية القيادة.
إذا يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في الصناعات ويغير الطريقة التي نعيش ونعمل بها.
وفي هذا المقال، سوف نلقي نظرة فاحصة على آخر التطورات في الذكاء الاصطناعي ونستكشف بعض الفرص والتحديات المثيرة التي تطرحها هذه التكنولوجيا.
إن الذكاء الاصطناعي في جوهره هو قدرة الآلات على التعلم والعقل واتخاذ القرارات. فمن خلال معالجة وتحليل كميات كبيرة من البيانات، يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي تحديد الأنماط وإجراء التنبؤات بدقة ملحوظة. ويجعلها هذا أداة قوية لحل المشاكل المعقدة وتحسين عمليات صنع القرار. إذ تتمثل إحدى الفوائد الرئيسية للذكاء الاصطناعي في قدرته على إتمام المهام المملة أو المتكررة، مما يمكن العاملين البشريين من التركيز على مهام أكثر إبداعًا واستراتيجية. فعلى سبيل المثال، يمكن لبرامج الدردشة المدعومة بمختلف أنواع الذكاء الاصطناعي التعامل مع طلبات خدمة العملاء بينما يمكن للسيارات ذاتية القيادة نقل الأشخاص والبضائع بأمان وكفاءة أكبر من السائقين البشر.
ثورة الذكاء الاصطناعي:
تعمل ثورة الذكاء الاصطناعي على تغيير طريقة عيشنا وعملنا بنسق سريع. ويعتبر تأثيرها محسوسا في كل الصناعات اليوم. ويعدُّ أحد الدوافع الرئيسية لهذه الثورة هو التقدم المطّرد لخوارزميات التعلم الآلي التي تسمح لأنظمة الذكاء الاصطناعي بالتعلم من البيانات وتحسين أدائها بمرور الوقت. فمع انفجار البيانات الناتجة عن الأجهزة الرقمية والخدمات عبر الأنترنات، أصبحت خوارزميات التعلم الآلي متطورة بشكل متزايد مما يمكّن أنظمة كل أنواع الذكاء الاصطناعي من أداء المهام المعقدة التي كانت ذات يوم من اختصاص البشر حصريا.
ويتم استخدام كل أنواع الذكاء الاصطناعي لإحداث ثورة في كل شيء من الرعاية الصحية والنقل إلى التصنيع والتمويل. أما في قطاع الرعاية الصحية، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل الصور الطبية وتحديد المخاطر الصحية المحتملة مما يجعل التشخيص أكثر دقة وكفاءة. ففي مجال النقل، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين حركة المرور وتقليل الحوادث وتحسين كفاءة أنظمة النقل العام. أما في قطاع الصناعات التحويلية، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لإتمام المهام الروتينية مثل عمل خط التجميع ومراقبة الجودة مما يساعد على زيادة الكفاءة وتقليل التكاليف.
وقد تكون إحدى أهم نتائج ثورة الذكاء الاصطناعي هي إمكانية تحسين فهمنا للعالم من حولنا. فمن خلال تحليل كميات كبيرة من البيانات، يمكن أن تساعدنا أنظمة الذكاء الاصطناعي على فهم الأنظمة والظواهر المعقدة بشكل أفضل والتي كان من المستحيل فهمها سابقًا. ففي مجال علم المناخ على سبيل المثال، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل أنماط المناخ والتنبؤ بأنماط المناخ المستقبلية مما يساعدنا على فهم تأثير النشاط البشري على البيئة بشكل أفضل. وفي مجال علم الفلك، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل كميات كبيرة من البيانات المتأتية من التلسكوبات والأقمار الصناعية مما يساعدنا على فهم بنية الكون وتطوره بشكل أفضل.
ومع استمرار تسارع ثورة الذكاء الاصطناعي، أصبح من الواضح بشكل متزايد أنه سيكون لها تأثير عميق على طريقة عيشنا وعملنا. فعلى الرغم من أن صعود مختلف أنواع الذكاء الاصطناعي يطرح تحديات متشعبة مثل مخاطر الاستغناء عن الوظائف والحاجة إلى معالجة قضايا الإنصاف والشفافية في اتخاذ القرارات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، فإن الفوائد المحتملة لهذا الاختراع هائلة . وسواء كانت تهدف إلى تحسين نتائج الرعاية الصحية أو تقليل الازدحام المروري أو زيادة الإنتاجية أو فهم عالمنا بشكل أفضل، فإن ثورة الذكاء الاصطناعي ستغير حياتنا بطرق لا يمكننا تخيلها.
مميزات الذكاء الاصطناعي:
تتمثل إحدى الفوائد الرئيسية لجمبع أنواع الذكاء الاصطناعي في قدرته على إتمام المهام المتكررة. ويسمح هذا للبشر بالتركيز على مهام أكثر إبداعًا واستراتيجية تتطلب التفكير النقدي وحل المشكلات ومهارات اتخاذ القرار.
ففي صناعات مثل التصنيع واللوجستيات والنقل، تتولى الروبوتات والآلات التي تستعمل تقنيات الذكاء الاصطناعي المهام المتكررة مثل أعمال خط التجميع ونقل البضائع ومناولة المواد. ويزيد هذا من الكفاءة والإنتاجية ويقلل من تكاليف اليد العاملة وبالتالي يزيد من هامش الربح. وفي صناعات الرعاية الصحية، تُستخدم الأنظمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي لتحليل الصور الطبية وتقديم تشخيصات أكثر دقة وتقليل الأخطاء وتحسين نتائج المرضى. كما يستخدم الذكاء الاصطناعي أيضًا لإتمام خدمة العملاء ، واكتشاف الاحتيال وتقديم توصيات الاستثمار في القطاع المالي.
علاوة على ذلك، تتمثل في فائدة أخرى مهمة للذكاء الاصطناعي هي قدرته على معالجة كميات كبيرة من البيانات وتقديم رؤى كان من المستحيل الحصول عليها في السابق. فمع ظهور قطاع التصرف في البيانات الضخمة، تسعى الشركات جاهدة لفهم الكميات الهائلة من المعلومات التي يتم إنشاؤها كل يوم. فيمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي تحليل مجموعات البيانات الكبيرة وتحديد الأنماط والاتجاهات والارتباطات التي قد يصعب على البشر اكتشافها.
ويتيح ذلك للشركات اتخاذ قرارات أكثر استنارة وتطوير منتجات وخدمات جديدة واكتساب ميزة تنافسية. ففي قطاع النقل، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين تدفق حركة المرور والتنبؤ باحتياجات الصيانة وتقليل الحوادث. أما في القطاع الزراعي، يستخدم الذكاء الاصطناعي لرصد غلة المحاصيل والتنبؤ بالظروف الجوية وتحسين جداول الري مما يؤدي إلى زيادة غلات المحاصيل وتقليل استخدام المياه وترشيد استخدام الأسمدة.
وبالتالي،نستطيع القول أن التطبيقات المحتملة للذكاء الاصطناعي لا حصر لها، خاصة مع استمرار تطور التكنولوجيات يوميا. وبالتالي، يمكننا أن نتوقع ظهور المزيد من الاستخدامات المبتكرة. فغالبًا ما يُنظر إلى النية على أنها السمات التقنية والأنطولوجية لبرامج الكمبيوتر المشتقة من الخوارزميات وهندسة المعرفة. ويمكن تفسير هذه السمة على أنها قدرة الذكاء الاصطناعي على توفير معلومات في الوقت الفعلي والتفاعل بنفس طريقة تفاعل منشئيها ومستخدميها.
وتعكس الردود بشكل عام وقوي السياق الاجتماعي الذي يجد منشئ المحتوى والمستخدمون أنفسهم فيه. علاوة على ذلك، مع تطوير استيعاب البيانات وسعة التخزين وسرعة المعالجة وتقنيات التحليل. وبالتالي، أصبح الذكاء الاصطناعي أكثر قدرة على الاستجابة للمشكلات بطرق أكثر وأكثر تعقيدًا. ويميّز هذا بشدة الوظيفة الأساسية للذكاء الاصطناعي عن الآلات التي تقوم فقط بتنفيذ إجراءات محددة مسبقًا.
أنواع الذكاء الاصطناعي:
توضح فئات الذكاء الاصطناعي المختلفة أثناء مراحل تطوره كيفية أداء مجموعات محددة من المهام، وأداء نفس القدرات التفكيرية مثل البشر، وأداء ذهني يتجاوز القدرات البشرية المعتادة. وتبعا لهذا النسق، توجد أربعة أنواع رئيسية من الذكاء الاصطناعي على النحو التالي:
آلات رد الفعل:
الآلات التفاعلية هي أنظمة ذكاء اصطناعي لا تحتوي على ذاكرة طويلة المدى وتكون عادة ذات مهمة محددة مما يعني أن نفس المُدخلات تؤدي دائمًا للحصول على نفس المخرجات. وتميل نماذج التعلم الآلي إلى أن تكون آلات تفاعلية لأنها تستخدم بيانات العملاء كسجلات الشراء أو البحث وتستخدمها لتقديم توصيات شراء أو استثمار لهم حسب خياراتهم المفضّلة.
ويعتبر هذا النوع من الذكاء الاصطناعي قائما على رد الفعل ويؤدي الذكاء الاصطناعي “الفائق” لأن الإنسان العادي لن يكون قادرًا على معالجة سجل Netflix للعميل بالكامل وتقديم التوصيات المخصصة بشكل ناجع جرّاء ضخامة قاعدة المعلومات.ويعتبر الذكاء الاصطناعي التفاعلي في الغالب موثوقًا ويعمل بشكل جيد في اختراعات مثل السيارات ذاتية القيادة. فليس لديها القدرة على التنبؤ بالنتائج المستقبلية ما لم يتم تزويدها بالمعلومات المناسبة.
ومن حيث المقارنة بحياتنا البشرية ، لا تٌعتبر معظم أفعالنا اليومية تفاعلية لأننا لا نملك كل المعلومات التي نحتاج إلى الرد عليها بشكل مباشر. ولكن، لدينا القدرة على التذكر والتعلم في الوقت الحقيقي. وبناءً على تلك النجاحات أو الإخفاقات في تجاربنا اليومية، قد نتصرف بشكل مختلف في المستقبل إذا واجهنا موقفًا مشابهًا بناء على ما تعملناه.
التغلب على الشطرنج بواسطة كمبيوتر IBM الفائق:
بٌعدّ أحد أفضل الأمثلة على الذكاء الاصطناعي التفاعلي هو عندما تغلب Deep Blue ، نظام الذكاء الاصطناعي للعب الشطرنج من IBM ، على المصنف أولا عالميا آنذاك في اتحاد محترفي الشطرنج Garry Kasparov في أواخر التسعينيات. إذ كان هذا الحاسوب الفائق يستطيع التعرف على قطعه وقطع خصومه على رقعة الشطرنج لعمل تنبؤات منطقية لكل التحركات الممكنة، لكنه لا يمتلك القدرة على الذاكرة لاستخدام أخطاء الماضي في اتخاذ قرارات مستقبلية. بل يقوم فقط بالتنبؤات بناءً على الحركات التالية لكل من اللاعبين ثم يختار أفضل حركة ممكنة من حيث حسابات الربح والخسارة.
توصيات Netflix:
يتم تشغيل محرك توصيات Netflix من خلال نماذج التعلم الآلي التي تعالج البيانات التي تم جمعها من سجل مشاهدة العميل لتحديد أفلام وعروض تلفزيونية معينة سيستمتعون بها. ولإن البشر مخلوقات تلتزم بعاداتها المتواترة إلى حد بعيد – فإذا كان شخص ما يميل إلى مشاهدة الكثير من الأعمال الدرامية الكورية على سبيل المثال، فستعرض منصة Netflix على حرفائها معاينة للإصدارات الجديدة من هذا الصنف من الأعمال على الصفحة الرئيسية لهذه المنصة.
– الذاكرة المحدودة:
النوع التالي من الذكاء الاصطناعي في تطوره هو الذاكرة المحدودة. وتحاكي هذه الخوارزمية الطريقة التي تعمل بها الخلايا العصبية في أدمغتنا معًا ، مما يعني أنها تصبح أكثر ذكاءً لأنها تتلقى المزيد من البيانات للتدريب عليها. ويُحسن التعلم العميق التعرّف على الصور وأنواع أخرى من آليات التعلم المعزّز. ويمكن للذكاء الاصطناعي ذي الذاكرة المحدودة،على عكس الآلات التفاعلية، أن ينظر إلى الماضي ويراقب أنساقا أو مواقفا معينة بمرور الوقت. بعد ذلك، تتم برمجة هذه الملاحظات من قبل برمجيات الذكاء الاصطناعي بحيث يمكنها أن تؤدي مهامها بناءًا على بيانات المراحل الماضية والحالية.
ولكن، في الذاكرة المحدودة، لا يتمّ حفظ هذه البيانات في ذاكرة الذكاء الاصطناعي كتجربة للتعلم منها. وتتمثل هذه في الطريقة التي قد يستمدّ بها البشر المعنى من نجاحاتهم وإخفاقاتهم. وبالتالي، يتحسن الذكاء الاصطناعي بمرور الوقت حيث يتم تدريبه على معالجة المزيد من البيانات بقدر أكبر من الكفاءة.
السيارات ذاتية القيادة:
من الأمثلة الجيدة على الذاكرة المحدودة للذكاء الاصطناعي هي الطريقة التي تراقب بها السيارات ذاتية القيادة السيارات الأخرى على الطريق من حيث سرعتها واتجاهها وقربها ونسق حركتها. كما تمت برمجة هذه المعلومات على أنّها تمثيل السيارة للعالم مثل معرفة إشارات المرور والعلامات والمنحنيات والمطبات على الطريق. وتساعد هذه البيانات السيارة في تحديد أحسن القرارات الممكنة بحيث لا تصطدم أو تقطع سائقًا آخر أو تعاني أي شكل من الحوادث.
نظرية العقل:
تعتبر الآلات العاقلة من أنواع الذكاء الاصطناعي التي سيتم بناؤها في المستقبل. على هذا النحو، لا توجد أية أمثلة على هذا النمط من الذكاء الاصطناعي من العالم الحقيقي حتى الآن. أما إذا تم تطويرها، فإن نظرية العقل يمكن أن تمكّن الذكاء الاصطناعي من القدرة على فهم الوجود في العالم وكيف تمتلك الكيانات الأخرى أفكارًا وعواطفا معقدة. وهذا بدوره يؤثر على كيفية تصرف هذه الحواسيب مع من حولها من الآلات والبشر.
ويفهم البشر كيف تؤثر أفكارنا وعواطفنا على الآخرين ، وكيف يؤثر الآخرون علينا – وهذا هو أساس العلاقات الإنسانية في مجتمعنا. وفي المستقبل، يمكن أن تكون آلات الذكاء الاصطناعي في نظرية العقل قادرة على فهم النوايا والتنبؤ بالسلوكات، كما لو كانت تحاكي آليات العلاقات البشرية بشكل فطري وطبيعي.
الوعي الذاتي:
ستكون النهاية الكبرى لتطور الذكاء الاصطناعي هي تصميم أنظمة لديها إحساس بالذات وفهم واع لوجودها. لكن هذا النوع من الذكاء الاصطناعي غير موجود بعد. ويذهب هذا إلى أبعد من نظرية العقل والذكاء الاصطناعي وفهم العواطف ، إذ يمكّن الآلات من إدراك أنفسها وحالتها الشخصية والقدرة على الإحساس أو التنبؤ بمشاعر الآخرين. على سبيل المثال ، “أنا جائع” تصبح “أعلم أنني جائع” أو “أريد أن أتناول اللازانيا لأنها طعامي المفضل”.
نحن حاليا بعيدون جدًا عن الذكاء الاصطناعي المدرك لذاته لأنه لا يزال هناك الكثير للكشف عن ذكاء الدماغ البشري وكيفية عمل الذاكرة والتعلم واتخاذ القرار.
الذكاء الاصطناعي والتجارة:
تاريخ استعمال الذكاء الاصطناعي في التسويق
كانت بداية استخدام تقنيات الذكاء الصناعي في التسويق سنة 1998 وذلك بالترويج للكتب من خلال بحث علمي أجري عن مفهوم تجميع سلوكيات المستهلك للتنبؤ بالسلوكيات المستقبلية وقد نٌشر عن طريق جامعة كولومبيا في تقرير عن “أرفف الكتب الرقمية” بقلم جوسي كارلغرين ، عالم لغوي حسابي سويدي. وقد بدأت شركة “أمازون” في استخدام “التصفية التعاونية” لتمكين ملايين العملاء من تلقي طلباتهم بشكل آمن وناجع. وقد شكّل هذا بداية ناجحة لتقنيات الذكاء الاصطناعي في عالم التسوق التقليدي ويعد حوالي ريع قرن، أصبح تطبيق Spotify اليوم هاتفك الذكب بمقاطع محددة من الموسيقى التي قد تعجبك بناء على بحث في سجل اختياراتك السابقة بغرض تحديد ذوقك. وفي نقس الإطار، تقترح منصة Netflix عليك قائمة من الأفلام والبرامج التلفزيونية التي قد تعجبك بناء على نفس آليات البحث، ويقترح Facebook أصدقاء قد تعرفهم. يأتي كل هذا من التجميع القائم على كل أنواع الذكاء الاصطناعي وتفسير بيانات المستهلك المقترنة بمعلومات الملف الشخصي والتركيبة السكانية. تتكيف هذه الأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي باستمرار مع إبداءات الإعجاب وعدم الإعجاب وتتفاعل مع التوصيات الجديدة المصممة في الوقت الفعلي.
الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الجديد
يقصد بـ”الاقتصاد الجديد” دراسة جميع الأقكار الجديدة المتعلقة بالاقتصاد بداية من النفقات التي تمول أبحاث الذكاء الاصطناعي مرورًا بالآثار الاقتصادية لظهور الذكاء الاصطناعي مثل تأثيره على الأسعار والأجور وتسريع الإنتاجية والتأثير المحتمل للروبوتات على معدل البطالة وانتهاءً بإجراء الأبحاث الاقتصادية التطبيقية من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ويمثل الاقتصاد الرقمي أهمية إستراتيجية لكل العالم إذ تم اعتبار التحول الرقمي مصدر للنمو الاقتصادي والرفاهية الاجتماعية في كل البلدان مع وجود توافق دولي منزايد على ضرورة تسخير كل إمكانات البيانات المتاحة والاقتصاد الرقمي لتعزيز الابتكار وتعزيز التجارة الإلكترونية وأهمية مرونة وأمن شبكات الجيل الخامس.
ولا غراية إذا أن تحتل استثمارات الذكاء الصناعي مراتب كبيرة فى ميزانيات الدول والشركات الكبرى، وتشير بعض الدراسات إلى أنه من المتوقع أن يضيف الذكاء الاصطناعي للناتج المحلي الإجمالي أكثر من 15 تريليون دولار بحلول عام 2030، وهو ما يجعله نفط المستقبل، أي الوجهة الاستثمارية المفضلة لكل الشرائح السنية والاجتماعية.
الذكاء الاصطناعي والعمل المستقل
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد رواد العمل المستقل في التعامل مع المهام المعقدة والروتينية والمستهلكة للوقت عبر تأديتها بشكل آلي تماما. فعلى سبيل المثال، يعمل العديد من العاملين لحسابهم الخاص بكميات كبيرة من البيانات مثل مقاييس وسائل التواصل الاجتماعي أو رؤى العملاء المحتملين. ويمكن للأدوات التي تعمل عبر كل أنواع الذكاء الاصطناعي تحليل هذه البيانات وتفسيرها مما يوفر رؤى وتوصيات قيمة لاتخاذ قرارات مهنية سليمة. وبدلاً من ذلك، يمكن أن تعمل الأدوات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي كمساعدين في إنشاء محتوى عالي الجودة. فعلى سبيل المثال، يمكن لمولد اللغة المدعوم بالذكاء الاصطناعي أن يساعد الكاتب المستقل على تبادل الأفكار وكتابة مقالات عالية الجودة بشكل أسرع أو إدارة عبء العمل عن طريق الدفع الآلي للفواتير وتتبع الوقت وإدارة المشاريع. وبالتالي، سيمكن لأصحاب الأعمال الحرة التركيز على عمل أكثر إبداعًا عن طريق تقليل الجهد المطلوب لإدارة هذه المهام الجانبية
كما يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي أن تلهم المستقلين من خلال توفير طرق جديدة ومبتكرة للتعامل مع عملهم إذ يمكن لمقاطع المحتوى التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي تعزيز عملهم وحتى دمجها في كتاباتهم لزيادة الإنتاجية. ويمكن لأدوات البحث المرئي المدعومة بالذكاء الاصطناعي أن تلهم المستقلين من خلال تزويدهم بتمثيل مرئي لأفكارهم ومفاهيمهم. على سبيل المثال ، يمكن لأداة البحث عن الصور التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أن تساعد المصممين في العثور على مصدر إلهام لمشروعهم التالي من خلال توفير صور ومراجع مرئية متنوعة.
الذكاء الاصطناعي والتسويق الرقمي
يوفر الذكاء الاصطناعي رؤى سريعة ودقيقة لمستخدميه في مجال التسويق الرقمي. إذ يمكن للذكاء الاصطناعي التسويقي تحليل تفضيلات المستخدم والاتصالات، مما يسمح للمديرين التنفيذيين بتوجيههم نحو المنتجات والخدمات الأكثر صلة من أذواقهم. ويصعب على البشر تحقيق هذا النوع من البصيرة المباشرة، ويمكن أن يوفر ذلك وقت عملكم وأموالكم. كما يتيح لك الذكاء الاصطناعي تخصيص الإعلانات وفقًا لتفضيلات المستخدم. ويُعد استهداف الإعلانات أحد المزايا الرئيسية للتسويق الرقمي. فباستخدام مختلف أنواع الذكاء الاصطناعي، يمكنك توجيه الإعلانات مباشرة إلى تفضيلات المستخدمين، مما يوفر لكم الوقت والمال مع ضمان أن تكون إعلاناتك أكثر فعالية. وبالتالي، يساعدكم الذكاء الاصطناعي على فهم عملائكم بشكل أفضل من أي وقت مضى.
فبفضل قدرته على جمع البيانات وتحليلها، يمكن للذكاء الاصطناعي التسويقي توفير رؤى أعمق لسلوك العملاء أكثر من أي وقت مضى. ويمكن أن تساعدكم هذه المعلومات في تصميم منتجات وخدمات أفضل، فضلاً عن اتخاذ قرارات مدروسة بشأن الحملات التسويقية مما سيؤدي إلى أكبر تحسن في تجربة العملاء لأنه يتيح محتوى شديد التخصيص. تزيد معدلات رضا العملاء بنسبة 36 بالمائة عندما يقوم المسوقون بتخصيص المحتوى. وكعمل تجاري، من الضروري فهم عملائكم وما يريدون. ويمكنكم القيام بذلك من خلال الذكاء الاصطناعي الذي يستخدم البيانات الضخمة لفهم سلوك العميل. ومن خلال فهم عملائك، يمكنك خدمتهم بشكل أفضل من خلال الرسائل ذات الصلة والمخصصة.
علاوة على ذلك، يجعل الذكاء الاصطناعي اكتشاف الاحتيال التسويقي أسهل إذ يُعد التسويق الرقمي عملية معقدة، وهذا هو سبب أهمية التحقق من دقة بياناتك. ويمكن أن تساعدك مكونات كل أنواع الذكاء الاصطناعي في تحديد النشاط الاحتيالي بشكل أسرع من أي وقت مضى، مما يمنحك راحة البال أثناء إدارة عملك. ويمكن أن يساعدك الذكاء الاصطناعي في تحقيق عوائد أعلى على استثمارك من خلال السماح لك باستخراج رؤى قيمة والعمل عليها بشكل أسرع. على سبيل المثال ، قد تنبهك أدوات الذكاء الاصطناعي في الوقت الفعلي لفرصة تسويق جديدة على وسائل التواصل الاجتماعي مرتبطة بعلامة التصنيف الشائعة. من خلال التصرف السريع ، يمكنك الحصول على نتائج أفضل باستثمار أقل للموارد.
ويساعد التسويق باستخدام مختلف أنواع الذكاء الاصطناعي المسوقين على فهم الحملات وأساليب التسويق الأكثر فاعلية في الوقت الحالي ، حتى يتمكنوا من تكرار هذه التكتيكات على الفور عبر حملات أو قنوات مختلفة. على سبيل المثال ، قد تكتشف من أدوات الذكاء الاصطناعي أن الخطاف التسويقي الذي تستخدمه في حملات البريد الإلكتروني الخاصة بك يولد عددًا كبيرًا من العملاء المحتملين. ستعرف أنه يجب عليك توسيع هذا الخطاف ليشمل حملات الشبكات الاجتماعية. وبمساعدة الذكاء الاصطناعي، لا يتعين على المسوقين الانتظار حتى “نهاية” الحملة لاتخاذ قرارات أو الاعتماد على المراجعات ربع السنوية لتشكيل المرحلة التالية من استراتيجيات التسويق الخاصة بهم. تعني التحليلات في الوقت الفعلي أنه يمكنهم اتخاذ القرار الصحيح في الوقت الحالي. باختصار، يضع الذكاء الاصطناعي المسوقين في وضع يسمح لهم باتخاذ قرارات مستنيرة وفعالة من حيث التكلفة بشكل أسرع.
ويعنبر التسويق المعتمد على كل أنواع الذكاء الاصطناعي، هو الذي يستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لمعالجة عمليات الإدارة والتشغيل واتخاذ القرارات بناءً على جمع المعلومات بشكل ألي مع تحليل البيانات بالإضافة إلى الملاحظة المستمرة للموضوعات الاقتصادية الشائعة التي يمكن أن تؤثر على نتائج وآثار التسويق. كما يعتمد على بيانات المستخدمين، ليتعلم أكثر عن أفضل الطرق للتواصل معهم، وتقديم رسائل مخصصة لهم في الوقت المناسب. ويتطلب ذلك إنشاء خطة لتطبيق الاستفادة الكاملة لتقنيات الذكاء الاصطناعي في الحملات الإعلانية والأنشطة التسويقية. تتضمن الخطة تقليل المخاطر والتحديات، وتحقيق أقصى عائد من الاستثمار.
قبل استخدام أي أداة من أدوات الذكاء الاصطناعي يتعين عليك التفكير في الآتي:
تحديد الأهداف: هل الهدف تحقيق السرعة في الإنتاجية، أم تحسين رضا العملاء، أم أتمتة المهام. لذلك حدد هدفك من الاستخدام
معايير البيانات: ما هي الحدود التي ستضعها عند جمع البيانات، وكيف يمكن أن تُؤثر على الأمان والخصوصية وملكية البيانات والتي تُشكل أكبر هواجس العملاء. ما هي كمية البيانات ومصادرها وهل ستتم بطريقة مشروعة؟
كنتيجة منطقية للسابق، سيصبح بالإمكان:
توفير تجارب عالية الجودة للعملاء، عبر تقديم توصيات مخصصة للخدمات والمشتريات بناءً على مشترياتهم السابقة واهتماماتهم
توليد محتوى ذكاء اصطناعي وعناوين للمحتوى، تشمل جميع أنواع المحتوى المكتوب والمسموع والمرئي ليس عليها حقوق نشر.
إنشاء حملات تسويقية مخصصة جدًا لتلبية احتياجات معينة تميز العملاء المتكررين.
استخدام التحليلات التنبؤية في تحديد سلوكيات العملاء بناء على سجل الشراء وتفضيلات الشراء وغيرها
تحسين الحملات الإعلانية، وتحديد القنوات الأكثر فعالية
الأسئلة المتداولة:
ماهو الذكاء الاصطناعي؟
ماهي أهم مزايا الذكاء الاصطناعي؟
ماهي استعمالات الذكاء الاصطناعي في مجالات التسويق؟
خاتمة:
في الختام، تمثّل كل أنواع الذكاء الاصطناعي مجالًا متناميًا يتمتع بإمكانيات هائلة لتغيير طريقة عيشنا وعملنا. قبفضل قدرة الذكاء الاصطناعي على إتمام المهام العادية ومعالجة كميات كبيرة من البيانات بسرعة وبدقة والتفكير والتعلم مثل البشر. وبالتالي، أصبح الذكاء الاصطناعي أحد الأصول الحاسمة في مختلف الصناعات. فبفضل قدرته على التعلم والتكيف بشكل ناجع، قدم الذكاء الاصطناعي بالفعل مساهمات كبيرة في مختلف القطاعات من الرعاية الصحية والتمويل إلى النقل والتصنيع.
ومن خلال فهم أنواع الذكاء الاصطناعي وفوائده، يمكننا الاستفادة من هذه التكنولوجيا لإتمام المهام العادية واتخاذ قرارات أفضل وتحسين حياتنا. ومع استمرارنا في استكشاف إمكانيات الذكاء الاصطناعي، من الضروري مراعاة الآثار الأخلاقية والتأكد من استخدام هذه التكنولوجيا بشكل مسؤول.
وفي الخلاصة، سيمكننا الفهم الأفضل للذكاء الاصطناعي من إطلاق العنان لإمكاناته وتمهيد الطريق لمستقبل أكثر إشراقًا للجميع.