تستمرّ تقنية الذكاء الاصطناعي (AI) بالتغلغل في مختلف قطاعات الأعمال، ليغيّرَ استخدام الذكاء الاصطناعي من الأنشطة التسويقية وجه هذا القطاع؛ وبالرغم من أن الشركات لطالما استخدمت تقنيات الذكاء الاصطناعيّ من أجل تعزيز الإنتاجية، إلا أن هذه التقنيات تمرّ حالياً بفترة محوريةٍ نظراً لتزايد عدد الشركات التي تتبناها.

ويوفر استخدام الذكاء الاصطناعيّ في مجال التسويق مساعدةً هائلةً من خلال تعزيز الإستراتيجيات الحالية والتكامل معها، حيث أصبح بالإمكان استخدام العديد من تقنيات الذكاء الاصطناعيّ في الأنشطة التسويقية بما في ذلك تقنية الذكاء الاصطناعيّ التوليديّ.

ويمكن استخدام الذكاء الاصطناعيّ في المهام التسويقية مثل تحليلات البيانات وإنشاء المحتوى وتخصيصه والحملات التسويق المؤتمتة وروبوتات المحادثات الثنائية، بالإضافة إلى المساعدة في انتقاء أنسب المنصّات للقيام بالحملات الدعائية.

ما هي أنواع تقنيات الذكاء الاصطناعيّ المستخدمة في التسويق؟

وفقاً لمنصّة McKinsey فإن “الذكاء الاصطناعيّ هو قدرة الآلة على أداء الوظائف الفكرية التي ترتبط عادةً بالعقول البشرية”، ويعتقد سام ألتمان -المدير التنفيذي لشركة OpenAI التي طوّرت برنامج تشات جي بي تي (ChatGPT)- أن الشركة ستصل في النهاية إلى “ذكاءٍ اصطناعيٍّ عام”، والذي يعني نموذجاً للذكاء الاصطناعيّ “أفضل فكرياً من القدرات البشرية ويمتلك القدرة على التحسين الذاتيّ”.

ويُشار إلى أن استخدامات الذكاء الاصطناعيّ ستزداد في الأنشطة التسويقية تزامناً مع استمرار تطوّر نماذج الذكاء الاصطناعيّ، والتي يمكن استخدام مختلف تقنياتها في مجال التسويق بما في ذلك تقنيات الذكاء الاصطناعيّ التوليديّ والبحث الدلاليّ وتعلم الآلة (ML) إضافةً إلى معالجة اللغة الطبيعية (NLP).

إحصائيات موقع Statista، للقيمة السوقية الإجمالية لقطاع الذكاء الاصطناعيّ في الأنشطة التسويقية بين عامي 2020 - 2028

المصدر: Statista

فتبعاً لإحصائيات موقع Statista، بلغت القيمة السوقية الإجمالية لقطاع الذكاء الاصطناعيّ في الأنشطة التسويقية 15.84 مليار دولار عام 2021، ومن المتوقع بلوغها 107.5 مليار دولار بحلول عام 2028.

معالجة اللغة الطبيعية

تساعد تقنية معالجة اللغة الطبيعية الشركات على تتبع البيانات لحظياً، ما يساعدها على التجاوب سريعاً مع تعليقات العملاء ومتطلباتهم، وبالتالي يساهم في تحسين تجربة العملاء بشكلٍ عام ويؤدي -بالنهاية- إلى تحسين معدل الاحتفاظ بهم.

ويتم استخدام تقنية معالجة اللغة الطبيعية في العديد من المهام التسويقية الأخرى، وعند استخدامها مع الذكاء الاصطناعيّ في مجال التسويق، فإنه يمكنها المساعدة في كتابة مواصفات المنتجات ومنشورات المدوّنات بشكلٍ أفضل، كما يمكن استخدامها أيضاً لتقديم محتوى مخصّص؛ فعلى سبيل المثال، يمكن للشركات استخدام التحليلات الصوتية على الهواتف المحمولة لتحديد نبرة صوت المستخدم بهدف تزويده بالمعلومات، فمثلاً إذا حدّدت أن المستخدم يبحث عن بعض المعلومات العاجلة، فيمكنها تقديم محتوى قصيرٍ له؛ والعكس صحيحٌ أيضاً، حيث يمكنها تقديم محتوى أطولَ وأكثرَ شمولاً للمستخدم الذي يُفترض بحثه عن معلوماتٍ مفصّلةٍ.

البحث الدلاليّ

يساعد البحث الدلاليّ بتطبيق علم الدلالات اللغوية (المعاني) للكلمات من أجل إيجاد المحتوى المناسب، وخلافاً لمطابقة الكلمات الرئيسية المعتادة، فإنه يعمل على المساعدة في العثور على ما يريده الباحث تحديداً؛ بعبارة أخرى يمكنه تحديد مقصد المستخدم دون الاعتماد على الكلمة الأساسيّة المستخدمة، والذي “يلغي إمكانية تقديم نسخ مكرّرة عند البحث عن النصوص، خاصّةً عندما يتعلق الأمر بتحليل المشاعر، ما يؤدي إلى الحصول على تقييم دقيقٍ لتجربة العملاء أو أداء العلامة التجارية”، وفقاً لموقع Sprout Social.

وتُعدّ خوارزميّات (برمجيات) البحث الدلاليّ ضروريةً لمعالجة اللغة الطبيعية نظراً لإمكانية مساعدتها في تحديد مقصد المستخدم والمعنى السياقيّ للاستفسار، ما يؤدي -في النهاية- إلى نتائجَ أكثرَ صلة.

 

تعلم الآلة

يساعد الذكاء الاصطناعيّ في التسويق أيضاً عبر تقنيات تعلم الآلة، والتي تُستخدم لتحليل سلوك المستهلك والتنبؤ به، ويمكن بعد ذلك استخدام البيانات الناتجة للخروج بحملاتٍ إعلانيةٍ أكثرَ تخصيصاً، كما يمكن استخدامها أيضاً لتحسين إستراتيجيات التسعير واتخاذ قراراتٍ مستنيرة مستمدّة من البيانات، حيث قد يسهم استخدام تقنيات تعلم الآلة للأنشطة التسويقية بخفض التكاليف عبر الأتمتة؛ وهذه ميزةٌ أخرى لاستخدام الذكاء الاصطناعيّ في مجال التسويق نظراً لقدرتها على المساعدة في توفير الوقت لمديري التسويق التنفيذيين، حيث يمكن استخدام هذا الوقت في مبادراتٍ أخرى قيمة؛ كما يمكن أن تساعد تقنيات تعلم الآلة أيضاً في تقسيم العملاء إلى فئات، والذي يمكنه المساهمة بتصميم حملاتٍ تسويقيةٍ مخصّصة.

الذكاء الاصطناعيّ التوليديّ

وَجَدَت تقنية الذكاء الاصطناعيّ التوليديّ طريقها بالفعل إلى مجال التسويق، وقد يزداد استخدامها خلال السنوات القادمة، فقد أثبتت إمكانياتها برفع كفاءة المسوّقين مع الحفاظ على أعلى مستويات الجودة عند استخدامها بشكلٍ صحيح. وكان استطلاعٌ أجرته مجموعة Boston Consulting Group (BCG) في شهر نيسان/أبريل الماضي لعام 2023 -والذي ضمّ أكثرَ من 200 مديرٍ تسويقيٍّ من قطاعات متعدّدة عبر ثمانية بلدان في قارات أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا- قد أظهرَ أن 70% من الشركات تستخدم تقنية الذكاء الاصطناعيّ التوليديّ، بينما تقوم 19% منها باختباره حالياً.

استطلاعٌ أجرته مجموعة Boston Consulting Group (BCG) عن استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي

المصدر: BCG

وأدناه تجدون ثلاث مجالاتٍ رئيسيةٍ يستخدم فيها مدراء التسويق تقنية الذكاء الاصطناعيّ التوليديّ:

  • التخصيص: أفاد 67% من المشاركين في البحث بأنهم يستخدمون تقنية الذكاء الاصطناعيّ التوليديّ لأغراض التخصيص، حيث أشارت مجموعة BCG في بحثها إلى أن “أهداف وفوائد هذه الاستخدامات تتراوح بين التفاعل الأفضل، ومعدلات التحويل المحسّنة من المشاهدات إلى زيارات المواقع الإلكترونية، وصولاً إلى زيادة ولاء العملاء”.
  • إنشاء المحتوى: صرَّحَ 49% من المشاركين بأنهم يستخدمون تقنية الذكاء الاصطناعيّ التوليديّ لإنشاء المحتوى.
  • تقسيم السوق إلى شرائح: أظهر استطلاع مجموعة BCG أن 41% من المشاركين يستخدمون تقنية الذكاء الاصطناعيّ التوليديّ لتقسيم السوق إلى شرائح، وأضاف التقرير أن استخدام تقنية الذكاء الاصطناعيّ التوليديّ في مجال التسويق “يمكن أن يعزّز أيضاً إستراتيجيات المستهلك والمنتج من خلال تغيير آلية -وسرعة- إجراء الشركات لأبحاثٍ موثوقةٍ حول السوق المُستهدف ومُستهلكيه، ومن ثمّ استخدام نتائج هذه الأبحاث في تحسين منتجاتها وخدماتها”.

كيف يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في التسويق؟

أشارَ تقريرٌ صادرٌ عن مجلة Harward Business Review أنه “من بين جميع وظائف الشركات، قد يكون مجال التسويق هو الأكثرَ استفادةً من تقنيات الذكاء الاصطناعيّ، حيث تتمثل المهام الأساسيّة للتسويق في فهم احتياجات العملاء ومطابقتها مع المنتجات والخدمات، وإقناع الناس بالشراء؛ وهذه هي الكفاءات التي يمكن للذكاء الاصطناعيّ تعزيزها بشكلٍ كبير”.

استخدام الذكاء الاصطناعيّ في مجال التسويق

المصدر: Drift

وفقاً لتقرير Drift عن أهمية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعيّ في مجال التسويق والمبيعات لعام 2022، أفاد 51% من المشاركين بأن تقنيات الذكاء الاصطناعيّ هي مهمّةٌ للغاية أو حتى مهمّةٌ جداً لنجاح الأنشطة التسويقية خلال الـ 12 شهراً القادمة، بينما ذكر 33% منهم أنه مهمٌّ إلى حدٍّ ما، و6% فقط رأوه غيرَ مهمٍّ على الإطلاق.

جديرٌ بالذكر أن استخدام الذكاء الاصطناعيّ يتم في مهامَّ تسويقيةٍ متعدّدة تشمل إنشاء المحتوى، وتقسيم السوق إلى شرائح، والإعلانات المخصّصة، وتسعير المنتجات، بالإضافة إلى إنشاء روبوتات المحادثات الثنائية.

فلطالما استخدم العديد من المسوقين تقنيات الذكاء الاصطناعيّ لإنشاء المحتوى، والتي يتزايد استخدامها مع تزايد تبنّي تقنية الذكاء الاصطناعيّ التوليديّ. وبالمثل، تستخدم الشركات الذكاء الاصطناعيّ لفهم احتياجات العملاء بشكلٍ أفضل، ومن ثمّ ابتكار منتجاتٍ وخدماتٍ أفضل.

إنشاء محتوى مخصّص

يساعد استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعيّ في مجال التسويق بإنشاء محتوى مخصّصٍ أكثرَ فعاليةً من الإعلانات العامة، إذ يمكن أن يساعد في فهم احتياجات العميل بشكلٍ أفضل، وعليه يمكن للشركات بعد ذلك تقسيم العملاء إلى فئاتٍ للتوصّل إلى محتوى مخصّصٍ أفضلَ لكلٍّ منهم، ما ينتج عنه فرعٌ آخر للتسويق وهو الحملات الإعلانية المخصّصة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعيّ، حيث يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعيّ المساعدة أيضاً بتحديد الكلمات الرئيسيّة التي تمكّن الشركات من كتابة محتوى مُقنعٍ، فضلاً عن مساعدتها على الاستجابة بشكلٍ أفضلَ لتعليقات العملاء وتقييماتهم.

إنشاء محتوى مخصص بمساعدة تقنيات الذكاء الاصطناعي في التسويق

المصدر: Statista

وتجدر الإشارة إلى أن العديد من المستخدمين في الولايات المتحدة يفضّلون الإعلانات المخصّصة، حيث أظهرَ استطلاعٌ جرى في عام 2022 أنّ 81% من المستخدمين من الجيل زد (جيل ما بعد الألفية) يحبون الإعلانات المخصّصة، وتنخفض هذه النسبة مع زيادة عمر المستخدمين، غيرَ 57% من جيل الألفية يحبون الإعلانات المخصّصة كذلك.

تحليلات البيانات

يُعدّ تحليل البيانات وجه استخدام رئيسيٍّ آخرَ لتقنيات الذكاء الاصطناعيّ في مجال التسويق، حيث تساهم تحليلات البيانات باستخدام الذكاء الاصطناعيّ في اتخاذ قراراتٍ تسويقيةٍ إستراتيجيةٍ أفضل بما في ذلك مخصّصات الأنشطة التسويقية واختيار المنصّات المناسبة لرفع الإعلانات.

كما يساعد الذكاء الاصطناعيّ أيضاً المسوّقين للقيام باستجابةٍ سريعةٍ تجاه تغيّرات اتجاهات السوق وتعديل إستراتيجيتهم بما يتناسب معها، ويمكن للشركات أيضاً استخدام التحليلات المستمدّة من البيانات لتحديد إستراتيجية التسعير المثلى.

الأتمتة

يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعيّ في أتمتة العديد من وظائف التسويق، وتُعدّ الحملات التسويقية المؤتمتة بما في ذلك حملات البريد الإلكتروني طريقة أخرى تمكّن الشركات من استخدام الذكاء الاصطناعيّ في مجال التسويق. وتمتاز الأتمتة بفعاليتها من حيث التكلفة، وعند استخدامها مع تقنيات الذكاء الاصطناعيّ في الأنشطة التسويقية، تستطيع تقديم نهج محدّد الأهداف يؤدي إلى تحقيق نتائجَ أفضل.

كما تمثل روبوتات المحادثات الثنائية وجهاً آخرَ لاستخدامات الذكاء الاصطناعيّ في مجال التسويق، وبالرغم من تواجد مثل هذه الروبوتات منذ فترة طويلة، إلا أنها ستتحسّن بفضل تقنية الذكاء الاصطناعيّ التوليديّ.

ما هو تأثير الذكاء الاصطناعيّ في التسويق؟

تؤثر تقنيات الذكاء الاصطناعيّ بالفعل على المناحي التسويقية، حيث تستخدمها الشركات لفهم المستهلك بشكلٍ أفضلَ واستخدامها -ليس فقط لتعزيز عروضها الحالية- وإنما لابتكار منتجاتٍ وخدماتٍ جديدة أيضاً.

كما تعمل الشركات أيضاً على الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعيّ لفهم عملائها بشكلٍ أفضل، ما يساعد في زيادة ولاء العملاء تجاه علامتها التجارية وزيادة معدل الاحتفاظ بالعملاء وولائهم، كما يساعد الذكاء الاصطناعيّ الشركات على خفض المصروفات في كافة المجالات؛ وبينما تستخدم غالبية الشركات الذكاء الاصطناعيّ لتحسين تكاليف الخدمات اللوجستية وسلسلة التوريد الخاصّة بها، فإن استخدام الذكاء الاصطناعيّ في مجال التسويق يساهم أيضاً في خفض التكاليف.

ومن الجدير بالذكر أن استطلاع القوى العاملة الذي أجرته محطة CNBC على SurveyMonkey أظهرَ أن 46% من الموظفين في قطاعات التسويق والإعلان يخشون أن تؤدي تقنيات الذكاء الاصطناعيّ إلى جعل وظائفهم عديمة الجدوى، وهذه النسبة تُعدّ ضعف نسبة الموظفين من كافة القطاعات الأخرى القلقين بشأن مدى تأثير الذكاء الاصطناعيّ على ظروفهم الوظيفية.

كيف يمكن استخدام الذكاء الاصطناعيّ في مجال التسويق مستقبلاً؟

بينما لم يحقق الذكاء الاصطناعيّ بعد نجاحاتٍ كبيرةً في مجال التسويق، لكن وفقاً لتحليلٍ أجراه موقع McKinsey عام 2017 فإن التسويق هو أحد المجالات التي يمكن للذكاء الاصطناعيّ أن يضيف فيها أكبرَ قيمةٍ ممكنة.

يأتي هذا في الوقت الذي تتردّد فيه بعض الشركات باستخدام الذكاء الاصطناعيّ في مجال التسويق باعتباره وظيفةً تتطلب درجةً عاليةً من المشاعر الإنسانية وبالتالي يتطلب المشاركة البشرية، كما تخشى بعض الشركات من أن يقوم الذكاء الاصطناعيّ بإنشاء محتوى مُسيء أو غير مناسب قد يضرّ بعلامتها التجارية.

وفي الوقت نفسه، يبدو أن استخدام الذكاء الاصطناعيّ في مجال التسويق سيزداد مستقبلاً، وتشمل هذه الاستخدامات:

استخدام تقنية الذكاء الاصطناعيّ التوليديّ في مجال التسويق

نظراً لأن تقنية الذكاء الاصطناعيّ التوليديّ لا تزال في بداياتها، فقد تلجأ الكثير من الشركات إلى تجربتها أولاً قبل تبنيها، فحتى أفضل أنظمة الذكاء الاصطناعيّ التوليديّ ما تزال بحاجةٍ للتحقّق من صحّتها ومراقبتها من قبل أحدهم للتأكد من عدم ارتكابها لأخطاءَ فادحةٍ؛ وقد تتبخّر الحاجة إلى الإشراف البشريّ مع تطوّر تقنية الذكاء الاصطناعيّ التوليديّ حيث ينتظر ارتفاع كفاءتها بشكلٍ كبير، وتوفر شركاتٌ مثل Amazon AWS أدواتٍ قد تساعد الشركات على استخدام تقنية الذكاء الاصطناعيّ التوليديّ في الأنشطة التسويقية لزيادة فعاليته قدرَ الإمكان، وترى شركة أمازون الإمكانيات الكبيرة للذكاء الاصطناعيّ وتستخدمها في مختلف مجالاتِ عملها.

الجمع بين تقنيات الذكاء الاصطناعيّ والواقع المعزّز

في وقتٍ سابق من هذا العام، أطلقت شركة Snap خدمتها الجديدة المتعلقة بالواقع المعزّز (AR) والتي تتيح للمستخدمين تجربة الملابس والأجهزة القابلة للارتداء من منازلهم، كما يتم استخدام الذكاء الاصطناعيّ بالفعل في تقنية الواقع المعزّز من أجل تأمين حلولٍ تتعلق برفع الدقة للمهامّ المعقدة، ويمكن أن يؤدي الجمع بين تقنيات الذكاء الاصطناعيّ والواقع المعزّز إلى إنشاء مجموعةٍ متكاملةٍ من الميّزات المفيدة للمسوّقين.

على سبيل المثال، ومع قيام المزيد من الشركات بدمج روبوتات المحادثات الثنائية القائمة على الذكاء الصنعيّ في منصّات التجارة الإلكترونية الخاصّة بها لمساعدة المشترين على اختيار المنتج والخدمة بما يناسب المستهلكين، فقد تعمد أيضاً للجمع بين تقنيات الذكاء الاصطناعيّ والواقع المعزّز من أجل تحسين عروضها أيضاً.

اتخاذ القرارات بشكلٍ فوريّ بناءً على تقنيات الذكاء الاصطناعيّ

يتم حالياً استخدام الذكاء الاصطناعيّ لاتخاذ القرارات في العديد من المجالات بما في ذلك التسويق، إلا أن تقنية الذكاء الاصطناعيّ التوليديّ ستساعد الشركات على اتخاذ القرارات لحظياً، مثل تغيير أسعار المنتج وفقاً للسوق، بالإضافة إلى قياس العرض والطلب في الوقت الفعليّ.

كيفية البدء باستخدام الذكاء الاصطناعيّ في إستراتيجيات التسويق الخاصّة بكم الآن

توجد عدة طرقٍ لاستخدام الذكاء الاصطناعيّ في إستراتيجيات التسويق بشكلٍ فوريّ، حيث توفر خدمات أمازون السحابية Amazon AWS)) على سبيل المثال أدواتٍ متعدّدة لدمج تقنية الذكاء الاصطناعيّ التوليديّ في الأنشطة التسويقية، كما تساعد شركات مثل Affectiva في إنشاء نماذج تعلم الآلة لفهم المشاعر البشرية، كما أن أكثرَ من ربع شركات Fortune 500 تستخدم حلول الذكاء الاصطناعيّ لتحليل بيانات منصّات التواصل الاجتماعيّ.

كما يمكن لمنصّات المحادثات الجانبية باستخدام الذكاء الاصطناعيّ مثل Ada أن تساعد الشركات في التعامل الأفضل مع استفسارات العملاء، مع بدء شركاتٍ رائدة مثل Zoom باستخدام هذه الحلول بالفعل.

وإجمالاً، يُعدّ تطبيق ChatGPT أداةً رائعةً لإنشاء محتوى جيد نسبياً، بالإضافة إلى برنامج Jasper الذي يُعدّ أداةً منخفضة التكلفة للتسويق باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعيّ، حيث يساعد في كتابة محتوى جيد بسرعة، كما يمكن أن تساعد أدوات مثل Verloop بإضافة روبوتات المحادثات الثنائية بسهولةٍ إلى موقع الويب أو التطبيق أو حساب واتساب للشركة.

بشكلٍ عام، ومع تزايد استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعيّ في مجال التسويق يوماً بعد يوم، قد تتخلف الشركات التي لا تستخدم هذه التقنيات المستحدثة عن السباق مع ازدياد توجّه منافسيها إليها، ما يجعل من مواكبة هذه التطوّرات أمراً بغاية الأهميّة.