بدأت فعاليات حدث Google Cloud Next 2024 أمس في لاس فيغاس وستستمر حتى 11 أبريل، حيث أصدرت الشركة العديد من الإعلانات الرئيسية في هذا الحدث، بما في ذلك الإعلان عن شريحة الذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تنافس تلك الخاصة بنفيديا، وإليكم بعض النقاط الرئيسية التي يمكن استخلاصها من الحدث.

أعلنت جوجل عن شريحة خادم قائمة على Arm مُصمَّمةٌ خصّيصًا وقالت إن وحدة المعالج المركزية الجديدة – التي ستجعل الحوسبة السحابية ميسورة التكلفة – ستكون متاحةً في وقت لاحق من عام 2024. سيُعلن هذا المعالج، الذي يطلق عليه اسم Axion، دخول Google إلى سوق مغرية للغاية، حيث ستنضم إلى شركات أخرى بارزة مثل مايكروسوفت و أمازون.

قالت جوجل إن Axion سيقدم أداءً أفضل بنسبة 30% مقارنةً بالمعالجات الأخرى المنافسة والقائمة على Arm. وقالت الشركة أيضًا (رغم عدم وجود أدلة تدعم ادعاءاتها) أن Axion سيقدم أداءً أفضل بنسبة تصل إلى 50% مقارنةً بالمعالجات المستندة إلى X86.

جوجل تسعى إلى منافسة نيفيديا برقائق الذكاء الاصطناعي

أطلقت جوجل رقاقة الذكاء الاصطناعي، Cloud TPU v5p، العام الماضي في ديسمبر، وتقول إن وحدة معالجة Tensor مجهزة الآن لتدريب النماذج اللغوية الكبيرة (LLMs) بسرعة تتجاوز سرعة النسخة السابقة TPU v4 من جوجل بثلاث مرات تقريبًا.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة ألفابت، سندر بيتشاي، “لقد ساعدت هذه التطورات [في وحدات TPU من جوجل]، والتي هي الآن في جيلها الخامس، العملاء على تدريب وتقديم نماذج لغوية متطورة.”

وتجدر الإشارة إلى أن الطلب على رقائق الذكاء الاصطناعي قد ارتفع بشكل كبير، وكذلك إيرادات نفيديا كونها المورد الرئيسي لهذه الرقائق. لقد دخلت شركة نفيديا اللعبة مبكرا بمنتجات متقدمة تجعلها تقف منفردة في عالم صناعة التكنولوجيا، مستندة في ذلك على انتشار تقنية وحدة معالجة الرسومات (GPU) الحالية بين المستهلكين. ومن المتوقع أن تعلن الشركة عن إيرادات تزيد عن 100 مليار دولار في هذه السنة المالية مما يعني زيادة قدرها 10 أضعاف عن السنة المالية 2020.

وأحد العوامل المهمة هنا هو أن أكبر شركة لتصنيع رقائق أشباه الموصلات في العالم، TSMC، قد حُجزِت مصانعها لسنوات مقدَّمًا من قبل نفيديا وإنتل وغيرها. ونظرًا لكون TSMC هي في الأساس الشركة الوحيدة القادرة على تصنيع الرقائق المتقدمة المطلوبة لأجهزة الذكاء الاصطناعي الرائدة، فسيكون من الصعب للغاية تحدي هيمنة نفيديا. لكن إجابة جوجل تستند إلى بنية مختلفة يمكن صنعها في مكان آخر، مما قد يجعلها تتفوق على المنافسين الآخرين باستثناء نفيديا.

الاعتماد الآن على الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي

فيما يتعلق بشركة ألفابت، فإنها تعتمد الآن على قطاعات أخرى وخاصة الحوسبة السحابية لإنعاش حظوظها. وفي حين أن قطاع الحوسبة السحابية يمثل حوالي 11% فقط من إجمالي إيرادات ألفابت، فإن مبيعات هذا القطاع ترتفع بأرقام مزدوجة، بينما تراجع نشاط الشركة الرئيسي في مجال الإعلانات.

إضافة إلى ذلك، فإن التفوق السابق لجوجل في البحث عبر الإنترنت مُهدَّدٌ الآن مع انتقال المزيد من المستخدمين إلى ChatGPT الذي يعتبره الكثيرون خطرًا كبيرًا على جوجل.

وقد شهد Bard الذي أطلقته جوجل للمرة الأولى العام الماضي بداية مأساوية بعد أن قدّم إجابةً غير صحيحة على السؤال التالي: “ما هي اكتشافات تلسكوب جيمس ويب الفضائي الجديدة التي يمكنني إخبار طفلي البالغ من العمر 9 سنوات عنها؟” وبالرغم من إعادة تسميته ليصبح Gemini، فإن ذلك لم يُغيِّر في واقع الأمر شيئًا فهو لا يزال بعيدًا كل البعد عن الكمال وغالبًا ما كانت إجاباته غريبة وعنصرية أو غير دقيقة تاريخيًا وحتى رفَضَ توليد صورٍ أو محتوى يتعلق بالأشخاص البيض.

في الوقت نفسه، تُعزّز جوجل من جهودها في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث صدر عنها العديد من الإعلانات الرئيسية في هذا الصدد. قامت جوجل بتحديث Gemini 1.5 Pro مزوِّدةً إياه بقدرات على معالجة الصوت وقالت إنه “يوفر للمستخدمين تحليلًا سلسًا متعدد الوسائط، قادر على تحليل النصوص والصور ومقاطع الفيديو والصوت”.

وبحسب تصريحات جوجل، فإن Gemini 1.5، المتاح أمام الجميع للاطلاع عليه، يوفّر “نسخًا كتابية عالية الجودة ويمكن استخدامه للبحث في محتوى الصوت والفيديو، مثل استخدامه للبحث والتحليل والإجابة على الأسئلة في نتائج التقارير المالية أو اجتماعات المستثمرين.”

إعلان جوجل عن تطبيق Workspace جديد

أعلنت جوجل عن تطبيق Workspace جديد يسمى Vids وهو تطبيق لإنشاء مقاطع فيديو مدعوم بالذكاء الاصطناعي وسيكون متاحًا في يونيو. في مدونتها، قالت جوجل إن Vids “يمكنه إنشاء لوحة عمل يمكنك تحريرها بسهولة، وبعد اختيار النمط، تقوم بتجميع مسودتك الأولى مع مشاهد مقترحة من مقاطع الفيديو والصور والموسيقى الخلفية.”

أصدرت الشركة العديد من الإعلانات الأخرى حول مجموعة منتجات Workspace الخاصة بها. وتشمل:

  • خيار الترجمة في Meet الذي يقوم بالتقاط الكلام وترجمته تلقائيًا إلى اللغة المطلوبة.
  • إضافة أمان مدعومة بالذكاء الاصطناعي تسمح لفرق تكنولوجيا المعلومات بتحديد الملفات الحساسة وتصنيفها وحمايتها تلقائيا على مستوى المؤسسة في Google Drive. الخطة متاحة لعملاء Workspace محددين وتكلفتها 10 دولارات شهريًا.
  • ميزات محسنة في Gmail تتيح استخدام صوت الشخص لإرسال رسائل البريد الإلكتروني من تطبيق Gmail. ستكون الميزة الجديدة متاحة فقط لمشتركي Google One AI Premium وعملاء Gemini Enterprise وGemini Business.
  • ميزات جديدة في Google Sheets وGoogle Docs من شأنها أن تساعد في تنظيم البيانات في تصميم أنيق ومُحدَّث.

إعلانات رئيسية أخرى في الحدث

في هذا الحدث، أعلنت جوجل عن العديد من الأدوات مفتوحة المصدر، يستهدف معظمها مشاريع الذكاء الاصطناعي التوليدية. كما أعلنت عن الترقية إلى Imagen 2، الذي فشل الإصدار السابق منه في الارتقاء إلى مستوى التوقعات. يوفر التحديث وظيفة “تحويل النص إلى صور متحركة” ويمكن لـ Imagen 2 الآن إنشاء مقاطع فيديو صغيرة اعتمادًا على أوامر نصيّة.

أعلنت جوجل أيضا عن Gemini لـ Google Cloud والتي ستكون “جيلًا جديدًا من مساعدي الذكاء الاصطناعي للمطورين وخدمات Google Cloud والتطبيقات.” كما أعلنت عن Gemini Code Assist وهو مساعد مدعوم بالذكاء الاصطناعي يتيح للمطورين إنشاء التطبيقات بسرعة وبجودة أفضل فيما يتعلق ببرامج تحرير التعليمات البرمجية الشائعة.

ارتفاع سهم ألفابت إلى مستويات قياسية أمس

يبدو أن حدث Cloud Next 2024 من جوجل قد نال إعجاب الأسواق، حيث وصل سهم ألفابت إلى أعلى مستوى له على الإطلاق يوم أمس. والجدير بالذكر أن عائدات ألفابت كانت الأقل مقارنة بعائدات شركات التكنولوجيا السبع الرائعة وكانت الأسوأ أداءً بينهم على مدار العقد الماضي.

وكان قسم من السوق قد أعرب عن قلقه من أن تخسر ألفابت أمام مايكروسفت في سباق الذكاء الاصطناعي وأن روبوتات الدردشة مثل ChatGPT تُشكِّل تهديدًا وجوديًّا لأعمال ألفابت في مجال البحث، لكن الإعلانات التي تم الكشف عنها في الحدث تُظهر أن جوجل حاضرةٌ بقوة في هذا السباق وتتطلّع أيضا إلى تعزيز إيراداتها من الذكاء الاصطناعي من خلال تقديم منتجات مدفوعة متميّزة قائمة على الذكاء الاصطناعي. تُعدُّ شريحة الذكاء الاصطناعي الجديدة فرصة رئيسية أخرى بالنسبة لجوجل.

والجدير بالذكر أنه مع مضاعف PE للأشهر الـ 12 القادمة البالغ 23x، بدأت ألفابت بالتخلف عن أقرانها، وخاصة مايكروسوفت وآبل ونفيديا، ولا تزال قيمتها السوقية أقل من 2 تريليون دولار بالرغم من أن نفيديا، التي انضمت إلى نادي التريليون دولار العام الماضي فقط، وصلت الآن إلى سقف سوقي يزيد عن 2 تريليون دولار.

نظرًا لأن الذكاء الاصطناعي أصبح أكثر شيوعًا وبدأت جوجل بتحقيق العوائد من هذه الفرصة، فيجب أن تحصل أيضا على المزيد من التقدير فيما يتعلق بتطوير الذكاء الاصطناعي الخاص بها، حتى وإن لم يكن بالقدر نفسه الذي تلقّته نفيديا وسط ارتفاع مبيعاتها من رقائق الذكاء الاصطناعي.

هناك أمور عدّة تعتمد على هذا الحدث فيما يتعلق بسهم ألفابت، فكما قال المحلل في Bank of America، جاستن بوست، “قد تؤدي التعليقات الإيجابية حول التطورات في بنية الذكاء الاصطناعي، وقدرات Gemini مقارنةً بالنماذج اللغوية الكبيرة الأخرى، أو كسب اهتمام عملاء الذكاء الاصطناعي (بعد النتائج القوية في الربع الرابع مقارنة بالتقديرات) إلى معالجة بعض الآثار السلبية للذكاء الاصطناعي على السهم.” وقد كّررت شركة الوساطة توصيتها بشأن تصنيف سهم GOOG كسهم شراء في ظل هذه الموجة من الإعلانات المشجعة.