صورةٌ لأحد مستودعات أمازون

توصلت شركة أمازون (Amazon) إلى اتفاقٍ مع معظم عمّالها في إسبانيا، الأمر الذي ساعَدَها بتجنّب التأثير الكامل للإضراب المقرّر في يوم “الإثنين الإلكتروني” (Cyber Monday)، وهوَ أكثر الأيام ازدحاماً على صعيد التسوّق عبرَ الإنترنت.

وذكرت وكالة رويترز (Reuters) أنه تم تأكيد التوصّل لهذه الاتفاقية من قبل اتحاد اللجان العمالية في إسبانيا (CCOO) وأمازون.

وقبل إبرام الاتفاقية، قرَّرَ حوالي 20,000 عاملٍ في مستودعات التخزين وخدمة تسليم الطرود الخاصّة بأمازون في إسبانيا تنفيذ إضراب لمدة ساعةٍ من كلِّ نوبة عملٍ للمطالبة بزيادة الأجور وتحسين ظروف العمل.

وبعد التوصل للاتفاق، سيقوم 5,000 عاملٍ فقط من عمّال التوصيل التابعين لأمازون بالإضراب لآخر ساعةٍ من أيام عملهم؛ وقال دوغلاس هاربر (Douglas Harper) رئيس اتحاد اللجان العمالية في إسبانيا -وهو أكبر تجمّع نقابيٍّ لعمّال أمازون في البلاد: “ما زال هؤلاء العمال ينظرون إلى عرض أمازون على أنه لا يحقق مطالبهم”.

وذكرت أمازون في رسالة بريد إلكتروني أن معظم عمّالها سيواصلون عملهم بشكلٍ طبيعيّ، لذا لن يواجه العملاء أيَّ مشاكلَ على الإطلاق؛ وأضافت الشركة أنها تفخر بالأجور والميزات وظروف العمل الآمنة التي ستقدّمها لموظفيها في إسبانيا.

حل أزمة الإضرابات في إسبانيا

بعد 14 ساعةً من المفاوضات، أوضح اتحاد اللجان العمالية في إسبانيا الخطوات القادمة التي تعقب هذه الاتفاقية، وهيَ بالترتيب:

  • بدء التفاوض بشأن إجراءاتٍ جديدة لإدارة حوادث العمل مع فريق الصحة والسلامة المهنية في كافة مراكز أمازون.
  • الالتزام بتنفيذ الإجراءات وتوفير الموارد اللازمة لتحسين مستوى الدعم والاستجابة في خدمة إدارة الرواتب.
  • تطبيق سلسلة إجراءاتٍ للحدِّ من أخطاء كشوف المرتبات.
  • اتخاذ نهج استثنائيٍّ لتوفير حلولٍ للحالات الخطيرة من أخطاء كشوف المرتبات، وتسليم الدفعات المالية بسرعةٍ خلال مدة أقصاها 5 أيام عمل.

بيان اتحاد اللجان العمالية في إسبانيا

وأوضح البيان -الذي تمَّ نشره في إنستغرام- أن اتحاد اللجان العمالية في إسبانيا اضطرَّ إلى عدم التفاوض بشأن الرواتب المنخفضة، إذ رفضت أمازون -بشكلٍ قطعيٍّ- الدخولَ بأيِّ نقاش في هذا الصدد مع ممثلي الاتحاد. وبالرغم من ذلك، أوضح الاتحاد أنه يواصل مناقشة هذه المسألة مع أمازون.

حركات إضراب عالميّة

عبّر عمال أمازون في بلدانٍ مختلفةٍ عن عدم موافقتهم على ظروف العمل، وحاول العديد من العمال والمجموعات في عدة بلدانٍ أوروبيةٍ مؤخراً تعطيل أعمال أمازون في يوم الجمعة السوداء (Black Friday).

وقام الاتحاد العالمي لنقابات العمال (UNI Global Union) بتنظيم إضراباتٍ واحتجاجاتٍ في أكثرَ من 30 دولةً ضمن حملة “لنجعل أمازون تدفع الثمن” (Make Amazon Pay).

وتمثل يوم الجمعة السوداء -في بداية الأمر- بحشود ضخمةٍ من المتسوّقين في متاجر الولايات المتحدة، إلا أنه انتقل -وبشكلٍ متزايد- إلى المتاجر الالكترونية وانتشرَ عالمياً، ويرجع الفضل في ذلك لأمازون بشكلٍ جزئيّ. وقامت أمازون هذا العام بإطلاق خصوماتٍ بمناسبة الأعياد بدءاً من 17 وحتى 27 من تشرين الثاني/نوفمبر الحالي.

وأفاد اتحاد “فيردي” (Verdi) النقابيّ في ألمانيا -والتي تُعَد ثاني أكبر أسواق أمازون في العالم- بإضراب حوالي 2,000 عاملٍ في ستة مراكز تابعةٍ للشركة، حيث قام ما يقارب 500 عاملٍ إلى 250 عاملاً في كلٍّ من مدينتي راينبرغ (Rheinberg) ولايبزيغ (Leipzig) على الترتيب بالإضراب عن العمل؛ ويمثل العمال المضربون جزءاً كبيراً من قوة العمل التابعة للشركة في المدينتين.

وفي المقابل، ذكر المتحدث الرسميّ باسم أمازون في ألمانيا أن قلةً من عمال الشركة فقط شاركوا في هذا الإضراب، وأضاف بأن رواتب الشركة جيدةٌ، إذ تبدأ بأكثر من 14 يورو -ما يعادل 15$ تقريباً- في الساعة، كما أكد أن عمليات توصيل طرود الجمعة السوداء ستتم في مواعيدها.

وفي سياقٍ متصلٍ، أضربَ أكثر من 200 عاملٍ في إنجلترا عن العمل في مستودع أمازون في كوفنتري للمطالبة بزيادة الأجور وتحسين ظروف العمل؛ وقال نيك هيندرسون وهو أحد العاملين هناك: “نطالب الشركة بزيادة الأجور إلى 15 جنيهاً -أي 18$ تقريباً- للساعة”.

وردَّ المتحدث باسم أمازون في المملكة المتحدة قائلاً: “تتراوح أجور الشركة بين 11.80 و13 جنيهاً للساعة الواحدة -أي بين 15$ و16$ تقريباً- وفقاً للموقع الجغرافيّ؛ وسيتم رفع الأجور لتتراوح بين 12.30 و13 جنيهاً -أي بين 16$ و17$ تقريباً- في الساعة بدءاً من شهر نيسان/أبريل في عام 2024”.

وبالرغم من هذه الاحتجاجات، فقد أكدت الشركة أنه سيتم توصيل طلبات العملاء خلال “الجمعة السوداء” في موعدها دون أيِّ مشاكلَ تُذكر.