يسعى معظمنا إلى تحقيق النجاح في حياته المهنية، إلا أن معنى النجاح وحجمه يختلفان باختلاف تصوّرات كلٍّ منّا، وبغضّ النظر عما يمكن أن يعنيه النجاح بالنسبة لكم، فمن المرجّح أن يكون العمل الجادّ والتفاني وأهمّ من ذلك المثابرة سبيلَ النجاح الحقيقيّ؛ فلا أسهلَ من الاستسلام عندما تسوء الأمور وتبدأ بالانهيار ويصبح الفشل وشيكاً، لذا تُعَد المثابرة السمة الوحيدة التي تسمح لنا بنفض الغبار عن أنفسنا والنهوض مجدّداً.
وبالرغم من أن كلمة الفشل عادةً ما ترافقها دلالاتٌ سلبيّة، إلا أنها -في الأغلب- تشكّل مقدمة النجاح لمن لا يخشى المحاولة مراراً وتكراراً، لذا سنقدّم لكم اليوم أمثلةً لعشرة أشخاصٍ ناجحين ومؤثرين للغاية عبر التاريخ ممّن يتوجّب علينا الاستلهام من قصصهم لتحقيق أهدافنا حتى في مواجهة أحلك الاحتمالات وفي ظلّ تسيّد الآفاق القاتمة.
هنري فورد: ابتكر فورد الإنتاج الصناعيّ من خلال خط التجميع، لكنه وقبل تأسيسه لشركة Ford Motor الناجحة للغاية كان قد أفلسَ بالفعل وخسرَ كلَّ شيء نتيجة 5 مشاريعَ فاشلة.
هارلاند ديفيس ساندرز: قبل أن يكتسب لقب كولونيل ساندرز، عرض هارلاند وصفته المشهورة عالمياً للدجاج المقليّ على 1,009 مطعماً قبل أن يتمكّن من إيجاد مشترٍ لها.
وولت ديزني: يستمر وولت ديزني بتقديم خدمات الترفيه للأطفال في جميع أنحاء العالم منذ ما يقارب القرن من الزمن، حيث أنشأ إمبراطوريةً تجاريةً تبلغ قيمتها مليار دولار، إلا أن ديزني كان قد تمَّ طرده من وظيفته الأولى في كنساس سيتي ستار لأنه “كان يفتقر إلى الخيال الإبداعيّ ولم تكن لديه أفكارٌ جيّدة”، وبعد عدّة سنوات -ولسخرية القدر- استحوذت شركة والت ديزني على كنساس سيتي ستار عبرَ شراء شركتها الأم ABC.
ألبرت أينشتاين: بالرغم من ارتباط اسم أينشتاين بالعبقرية بشكلٍ حصريٍّ تقريباً، لكنَّ أحداً لم يتوقع أن يصبح ألبرت الطفل عالماً يوماً ما، حيث اعتقد والداه ومعلّموه بأنه معاقٌ ذهنياً ويُعاني من الانطوائية، وبدأ أينشتاين الكلامَ في سن الرابعة والقراءة عندما بلغ السابعة من عمره، كما أنه طُرِد من المدرسة وتمّ رفض طلبه للالتحاق بمدرسة زيورِخ للفنون التطبيقية.
سقراط: يُعتبر سقراط أحد أعظم المفكّرين بشكلٍ عام، لكنَّ أفكار فيلسوف العصر الكلاسيكي سقراط لم تحظ دوماً بهذا الصخب الإيجابيّ، إذ حُكم عليه بالإعدام لأن “أفكار العصر الجديد” التي تبنّاها وسَمَته بكونه “مفسداً للشباب وعديم الأخلاق”، وبالرغم من وفاته قبل الانتهاء من عمله، إلا أن اسمه ما يزال خالداً في سطور التاريخ.
توماس إديسون: كان إديسون -في صغره- يُعتبر غيرَ قابل للتعليم، ليصبحَ مخترعاً مغيّراً للعالم بفضل اختراعه للمصباح الكهربائي؛ وقبل الوصول إلى هذا الإنجاز العظيم، اكتشفَ إديسون أكثرَ من 1,000 طريقةٍ غير مجديةٍ لاختراع المصباح الكهربائيّ.
فنسنت فان جوخ: تُعَد لوحة Starry Night لفان جوخ إحدى أكثر اللوحات شهرةً في العالم، لكنه لم يتمكن طوال حياته الفنية سوى من بيع لوحةٍ واحدة فقط لصديقٍ مقرّب، ولم يقف ذلك عائقاً أمامه لرسم أكثرَ من 800 لوحةٍ أخرى بينما كان مُعدَماً ويتضوّر جوعاً في كثيرٍ من الأحيان. واليوم، تُباع أعماله “التي لم تحظ بالتقدير وقتها” بمئات الملايين من الدولارات.
جاك لندن: تُعَد روايتاه “الناب الأبيض” و”نداء البرية” من الكلاسيكيات الأدبية المبجّلة، لكنه في بداية حياته المهنية، قدّم قصته الأولى أكثرَ من 600 مرّة قبل أن يجد ناشراً لأيٍّ منها.
إلفيس بريسلي: قبل أن يصبح اسماً معروفاً، تعرّض إلفيس للطرد من قبل جيمي ديني -مدير قناة Grand Ole Opry في ناشفيل حينها- حيث قال له بعد أحد العروض: “لن تصل إلى أيِّ مكانةٍ يا بنيّ، ينبغي عليك العودة إلى قيادة الشاحنات”.
ستيفن سبيلبرج: بعد إتمامه للمرحلة الثانوية، تم رفض ستيفن سبيلبرغ ثلاث مرّات من قبل كلية المسرح والسينما والتلفزيون بجامعة جنوب كاليفورنيا، ليلتحق بعدها بجامعة ولاية كاليفورنيا في لونج بيتش، وليترك دراسته بعدها ويبدأ مزاولة الإخراج دون شهادة جامعيّة.
وأخيراً، تثبت الأمثلة العشرة هذه أنه بغضّ النظر عن الظروف الحياتية المحيطة بنا، فإن النجاح يُعتبر قابَ قوسين أو أدنى لمن يمتلك الشجاعة الكافية للمثابرة والاستمرار بالمحاولة.