من منّا لم يسمع بقصّة جوردان بيلفورت (Jordan Belfort)، أو كما يعرفه الكثيرون “ذئب وول ستريت”، أحد ألمع الأسماء وأبرزها في عالم المال وريادة الأعمال. يصعب تقدير ثروة جوردان بيلفورت بشكلٍ دقيق، إلّا أن موقع Business 2 Community أجرى بعض الأبحاث وتوصّل إلى أرقامٍ من شأنها أن تحدّد ثروته الحقيقيّة.

ولا تزال صافي ثروة جوردان بيلفورت موضعاً للنقاش حتى آذار/مارس 2023، حيث تتراوح التقديرات بين 100 مليون دولار و115 مليون دولار، بينما خلصت حسابات وتخمينات موقع Business 2 Community -والمشروحة أدناه- إلى أن صافي ثروته يقرب من 134 مليون دولار.

وعلى الرغم من المشاكل القانونيّة والتحديات الماليّة المختلفة التي واجهها، تمكّن بيلفورت من النهوض مجدّداً وبناء مسارٍ مهنيٍّ جديد كمتحدثٍ تحفيزيٍّ وكاتب.

توزيع صافي ثروة جوردان بيلفورت

مصدر الثروة المبلغ التقريبي
الدخل السنوي 18 مليون دولار
منزلٌ فاخرٌ في ولاية نيويورك 27 مليون دولار
سياراتٌ فاخرة 4 مليون دولار
المخزون النقديّ 32 مليون دولار
محفظةٌ استثمارية 15 مليون دولار
حقوق الفيلم 50 مليون دولار
NFT رقم #6033 من مجموعة CryptoPunk 178,400$
التعويضات التي يجب عليه دفعها -98.4 مليون دولار
الإجمالي 134 مليون دولار (منقوصٌ منه 11.6 مليون دولار من التعويضات التي تمّ دفعها)

وقد تأثّرت ثروة جوردان بيلفورت بعدد من النقاط ومنها أرباحه من كتبه ومشاركاته في المؤتمرات، فضلاً عن مهنته كوسيطٍ في البورصة ومشاركته في الخطب التحفيزيّة ومشاكله القانونيّة الناتجة عن أفعاله السابقة، وإليكم التفاصيل:

الدخل السنوي – 18 مليون دولار

بعد أن أمضى فترةً في السجن (يُرجى استكمال القراءة لمعرفة المزيد من التفاصيل)، قام بيلفورت بكتابة مذكراته بعنوان ذئب وول ستريت “The Wolf of Wall Street” استعرض فيها تجارُبه في مجال الأسواق المالية والسقوط الذي تلا ذلك؛ لتحقّق مذكراته نجاحاً فورياً ويتبعها كتابٌ آخر بعنوان صيد ذئب وول ستريت “Catching the Wolf of Wall Street”، ما جعلَ مبيعات الكتب تُشكّل إحدى مصادر دخله الرئيسيّة.

وبالإضافة إلى مبيعات الكتب، نجَحَ بيلفورت ببناء مسارٍ مهنيٍّ ناجحٍ كمتحدّثٍ تحفيزي، ويُقال بأنّه يكسب حوالي 9 مليون دولار سنوياً لقاء مشاركاته في الفعاليات والمُناسبات، حيث يشارك قصّته المُلهمَة عن نجاحاته والصعوبات التي واجهها، وكيفيّة تلافيه لهذه الصعوبات مع الجماهير في جميع أنحاء العالم. ويبلغ دخل بيلفورت السنويّ حوالي 18 مليون دولار حالياً.

منزلٌ فاخرٌ في نيويورك – 27 مليون دولار

رُغم الحديث الذي تتناوله العديد من المصادر بأن الديون التي ينبغي على بيلفورت دفعها تفوق الأموال التي يمتلكها، إلا أنّه لا يزال يعيش حياةً مُترفةً، حيث يقيم في منزلٍ فاخرٍ اشتراه بمبلغ 27 مليون دولار ويمتد على مساحة 10,000 قدمٍ مربع في ولاية نيويورك، وبما أن سوق العقارات يشهد بعض التقلبات، فمن الصعب تحديد قيمة المنزل بشكلٍ دقيقٍ في الوقت الحالي.

السيارات الفاخرة – 4 مليون دولار

يُعرف بيلفورت أيضاُ بشغفه بالسيارات ويظهر ذلك جلياُ في تشكيلة السيارات التي يمتلكها في مرآبه، والتي تشمل:

  • بوغاتي تشيرون (Bugatti Chiron) بقيمة 3 مليون دولار.
  • فيراري بورتوفينو (Ferrari Portofino) بقيمة 700 ألف دولار.
  • لكزس إي إس (Lexus ES) بقيمة 135 ألف دولار.
  • جاكوار إكس إي (Jaguar XE) بقيمة 125 ألف دولار.
  • ألفا روميو جوليا (Alfa Romeo Giulia) بقيمة 90 ألف دولار.

المخزون النقدي – 32 مليون دولار

وفقاً لبعض المصادر غير المؤكّدة، يحتفظ بيلفورت بمخزونٍ نقديٍّ يتجاوز 32 مليون دولار من مشاريعه المتنوعة.

محفظة استثمارية – 15 مليون دولار

يمتلك بيلفورت محفظةً استثمارية تضمّ ما لا يقلُّ عن ثماني أسهم تقدّر قيمتها بـ 15 مليون دولار، وتضمّ هذه المحفظة أسهمَ شركاتٍ مشهورةً مثل فيزا (Visa)، وولمارت (Walmart)، أبل (Apple)، فيديكس (FedEx) وجنرال موتورز (General Motors)؛ ويُقال أيضاً بأنه يمتلك كميةً غير مُعلنةٍ من العملات الرقمية.

حقوق الفيلم – 50 مليون دولار

باع بيلفورت حقوق فيلم سيرته الذاتية مقابل 50 مليون دولار، حيث تم إصدار فيلم “ذئب وول ستريت” في عام 2013، وهو من إخراج مارتن سكورسيزي (Martin Scorsese) وبطولة ليوناردو ديكابريو (Leonardo DiCaprio). وقد حقق الفيلم نجاحاً واسعاً، إذ بلغت إيراداته أكثرَ من 390 مليون دولار عالمياً.

وبعد التحقيق الذي أجرته وزارة العدل الأمريكية في عام 2015، والذي أكّد أن الفيلم تم تمويله بأموالٍ مسروقةٍ من الحكومة الماليزية، قرّر بيلفورت اتخاذ إجراءاتٍ قانونيةٍ، حيث قام برفع دعوى قضائية ضد شركة Red Granite Productions في كانون الثاني/يناير 2020؛ واتهم بيلفورت الشركة بالاحتيال والتمثيل السيّء وانتهاك قانون مُكافحة الجريمة المنظّمة (RICO) وانتهاك العقد وخرق العهد بحُسن النيّة والنزاهة.

كما سعى بيلفورت لإلغاء العقد الذي باع بموجبه حقوق مذكراته وطالبَ بـ 300 مليون دولار كتعويض، مؤكداً أنّه لم يكن ليوافق على الصفقة فيما لو علم بتمويلها غير المشروع.

NFT رقم #6033 من مجموعة CryptoPunk – 178 ألف دولار

أصبحَ بيلفورت شخصيةً بارزةً في عالم الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs) في السنوات الأخيرة، فقد نجح بجمع 422,000$ للأعمال الخيرية من خلال مزادٍ لإحدى الرموز وأبدى اهتماماً ومشاركةً فعَّالةً في هذا المجتمع الرقمي، كما أكّد التزامه بمجال الـ NFTs في تشرين الأول/أكتوبر 2021، مغرّداً على منصّة تويتر: “يا له من أمرٍ رائع! أشعر بإعجابٍ شديدٍ تجاه المحتوى المرتبط بالرموز غير القابلة للاستبدال على تويتر! والآن وبمجرّد وجودي هنا، فلن أُغادر هذا المجتمع أبداً!”.

وقد كشف بيلفورت لجمهوره -البالغ عددهم 600,000 متابع- عن قيامه بشراء رمزٍ غير قابلٍ للاستبدال رقمه #6033 من مجموعة CryptoPunk عبرَ متجر OpenSea بقيمة 102 عملة إيثيريوم (ETH)، أي بقيمةٍ تُقارب 178,393$ وفقاً لأحدث الأسعار. بالإضافة إلى ذلك، أعلن بيلفورت عن إطلاق مجموعة رموزٍ غير قابلةٍ للاستبدال في عام 2021، حيث ستتضمّن تلك الرموز أعمالاً فنيّةً مستوحاةً من فيلم “ذئب وول ستريت” وحياته الشخصيّة.

وفي أواخر الثمانينيات، أسّس بيلفورت شركة ستراتون أوكمونت (Stratton Oakmont)، وهي شركة وساطةٍ تُعنى بالتداول خارج البورصة انضمَّ إليها ما يزيد على 1,000 وسيط ووصلت قيمتها السوقيةّ إلى مليار دولار في أوج نشاطها، حيث تمكّن بيلفورت وزملاؤه من خداع المساهمين والحصول على أكثرَ من 200 مليون دولار من خلال تنفيذ أنشطةٍ احتياليةٍ متنوّعةٍ مثل رفع السعر المتبوع بالتخلّي عن السهم (pump-and-dump).

التعويضات المُستحَقة – ولكن هل سيتم دفعها بالكامل؟

ساهمت الفترة المبكّرة من حياة جوردان بيلفورت وتعليمه في وضع حجر الأساس لدخوله في عالم الأسواق المالية بوصفه وسيطاً، لينجحَ في النهاية بإنشاء شركته الخاصّة تحت اسم Stratton Oakmont، والتي أصبحت نقطة بدايةٍ لنجاحِهِ في هذا المجال.

وفي أوج الأنشطة غير القانونيّة للشركة في عام 1998، نجَحَ بيلفورت بجني 50 مليون دولار في عامٍ واحد فقط، ووصلت ثروته إلى 400 مليون دولار (تمّ تعديل الرقم ليُؤخذ التضخّم في الاعتبار). ومع ذلك، بدأت ثروته تتناقص بسرعةٍ في العام التالي عندما اعترف بذنبه في الاحتيال وارتكاب جرائم مرتبطةٍ بالتلاعب في سوق الأسهم، ليتمَّ الحُكم عليه بالسجن لمدّة أربع سنوات ودفع أكثرَ من 110 مليون دولار كتعويضٍ لأولئك الذين تضرّروا جرّاء مخطّطاته الاحتيالية.

ومن الجدير بالذكر أن بيلفورت لم يُمضِ سوى 22 شهراً في السجن، وذلك كجزءٍ من صفقة تسويةٍ أبرمها مع مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI). وحتى الآن، هناك 98.4 مليون دولار من التعويضات التي لم تُدفع بعد، حيث أشارت بعض التقارير إلى دفعه 11.6 مليون دولار فقط في عام 2021، ولا يزال من غير الواضح إذا كان سيتمّ دفع المبلغ المستردّ بالكامل أو ماهيّة الجدول الزمني الذي سيتم الاسترداد من خلاله.

في الختام

تُمثّل رحلة جوردان بيلفورت حكايةً تحذيريةً عن عواقب الجشع والمطاردة المستميتة لعوامل الثراء بأيّ طريقةٍ وأيِّ ثمن، بدءاً من صعوده السريع نحو الشهرة والثروة وصولاً إلى سقوطه المدوّي، ما يمكن اعتباره دَرساً حيّاً حول أهميّة الالتزام بالمعايير الأخلاقية في العمل والحياة الشخصيّة.