تعتبر السياسة الاقتصادية والنقدية من أهم المؤشرات الحيوية لتحقيق الاستقرار المالي والنمو الاقتصادي المستدام. في هذا السياق يظهر البنك الفيدرالي الأمريكي كعنصرًا أساسيا وحيويّاً في منظومة الاقتصاد الأمريكي.
تأسس البنك الفيدرالي الأمريكي استجابةً للتقلبات المالية والاقتصادية التي شهدتها البلاد في القرنين التاسع عشر والعشرين، ومنذ إنشائه تطور ونما ليُصبح عمودًا أساسيًا في البنية المالية والاقتصادية الأمريكية.
يُعرف البنك الفيدرالي الأمريكي أيضًا باسم ” الاحتياطي الفيدرالي”، إذ يعد المَصرِف المركزي للولايات المتحدة الأمريكية. حيث يلعب الفيدرالي دورًا بارزًا في العديد من المهام في النظام المالي والاقتصاد الأمريكي. كما ويعتبر المسؤول عن تنفيذ السياسات النقدية وإدارة النقد في البلاد. إضافة إلى اعتبار البنك الفيدرالي “المقرض للبنوك”، حيث يمكن للبنوك الحصول على القروض منه في حالات الحاجة للسيولة.
إن دور البنك الفيدرالي الأمريكي لا يقتصر فقط على السياسة النقدية والمالية، بل يمتد أيضًا إلى توجيه السياسات الاقتصادية العامة من خلال تقديم توقعاته وتحليلاته للوضع الاقتصادي والتطورات المحتملة. فمن خلال تنفيذ البنك الفيدرالي لسياساته واتخاذ قراراته، فإنه يؤثر بشكل كبير على مجموعة متنوعة من الجوانب الاقتصادية، بدءًا من معدلات أسعار الفائدة وصولًا إلى التضخم واستقرار النظام المالي.
يعكف البنك الفيدرالي أيضًا على تشجيع التمويل العام والخاص لتحفيز الاستثمار ودعم نمو القطاعات المختلفة في مجال الاقتصاد. إضافةً إلى ذلك، فإن الفيدرالي يلعب دورًا هامًا في تنظيم القطاع المالي من خلال مراقبة البنوك وضبطها، مما يُعزّز صحة وشفافية النظام المصرفي الأمريكي.
في هذا المقال، سنتناول بفَيض كل ما يخص البنك الفيدرالي الأمريكي، حيث سنستعرض معًا تاريخه، هيكليته، دوره في الاقتصاد، من يملك البنك الفيدرالي الأمريكي، إضافة إلى التحديات والانتقادات الموجهة للبنك، وصولًا لأثره على الاقتصاد العالمي.
تاريخ البنك الفيدرالي الأمريكي
تأسس البنك الفيدرالي الأمريكي رسميًا في 23 ديسمبر عام 1913 عندما وقّع الرئيس الأمريكي “وودرو ويلسون” قانون الاحتياطي الفيدرالي. حيث جاء هذا القانون استجابةً للاضطرابات المالية والاقتصادية التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية خلال القرنين التاسع عشر والعشرين. كما تم إنشاء البنك الفيدرالي ليكون أساسًا مركزيًا قويًا يسهم في تحقيق استقرار النظام المالي والنمو الاقتصادي المستدام.
قبل تأسيس البنك الفيدرالي، كان هناك تقلبًا كبيرًا في الأسواق المالية وتكدّس مشكلات البنوك ونقص في السيولة المالية. بموجب قانون الاحتياطي الفيدرالي، تم تقسيم البلاد إلى 12 منطقة مصرفية، وأُنشئ بنك فيدرالي احتياطي في كل منطقة لتنفيذ السياسة النقدية وتوفير الاحتياطيات النقدية.
منذ ذلك الحين، نما البنك الفيدرالي وتوسع نطاق عمله ليشمل مهام إضافية مثل التنظيم المصرفي وتوجيه السياسة النقدية الوطنية. يُعتبر البنك الفيدرالي الأمريكي الآن واحدًا من أهم وأقوى البنوك المركزية في العالم ويؤدي دورًا حيويًا في الاقتصاد الأمريكي والعالمي.
عند تأسيس البنك الفيدرالي الأمريكي عام 1913، كانت مهامه تتمحور حول تحقيق الاستقرار المالي والنمو الاقتصادي، حيث تم تحديد مجموعة من الأهداف والمهام الأساسية له بهدف تحقيق استقرار النظام المالي وتعزيز النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى مراقبة النظام المالي لحَد ومنع الأزمات المالية.
أهم الأهداف والمهام الأساسية للبنك الفيدرالي عند تأسيسه:
1. تنفيذ السياسة النقدية: كانت واحدة من أبرز مهام البنك الفيدرالي هي تنفيذ سياسة نقدية واضحة من شأنها تحقيق استقرار الأسعار وتعزيز النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال ضبط معدلات الفائدة وسائر الأمور النقدية، إذ يهدف البنك بشكل رئيسي إلى تحقيق التوازن في الاقتصاد وتجنب التضخم المفرط أو التضخم الانكماشي.
2. ضمان استقرار النظام المالي: يهدف البنك الفيدرالي بشكل أساسي إلى ضمان استقرار النظام المالي ومنع حدوث أزمات مالية كبيرة. حيث يتخذ البنك إجراءات دورية لمراقبة ومراجعة البنوك والمؤسسات المالية الكبيرة للتأكد من امتثالها والتزامها بالقوانين واللوائح المالية، مما يساعد في تقليل مخاطر الأزمات المالية.
3. توفير الاستدانة والسيولة: يعمل البنك الفيدرالي الأمريكي على تقديم فرص الاقتراض والاستدانة وتوفير السيولة للبنوك والمؤسسات المالية عند الحاجة. مما يتيح ويُسهّل للبنوك الحصول على قروض من البنك الفيدرالي لمواجهة ضغوط السيولة والتحديات المالية التي تتعرض لها.
4. تقديم الدعم للسياسة النقدية: يشارك البنك الفيدرالي بفعالية في تحقيق أهداف السياسة النقدية للحكومة الأمريكية. إذ يقدم توجيهات واستشارات تتعلق بالنمو الاقتصادي ومعدلات التوظيف والاستقرار النقدي.
5. تحقيق التوازن بين الولايات: بفضل نظام فروع البنك الفيدرالي المنتشرة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، يسعى البنك الفيدرالي إلى تحقيق التوازن الاقتصادي بين الولايات المختلفة من خلال توجيه السياسات واتخاذ التدابير الاقتصادية المناسبة.
التطور التاريخي للبنك الفيدرالي
على مر العقود، ومنذ تأسيس البنك الفيدرالي عام 1913، استمر البنك الفيدرالي في التطور والتكيّف مع التغيرات في الاقتصاد والمجتمع الأمريكي، وظل يلعب دورًا حيويًا بارزًا في تحقيق استقرار النظام المالي وتعزيز النمو الاقتصادي.
شهِد الفيدرالي العديد من التطورات والتعديلات في هياكله ووظائفه. إذ تم تعزيز دوره عبر مرور السنوات ليصبح المصدر الرئيسي للسياسة النقدية وإدارة النقد في الولايات المتحدة. كما تم إضافة المزيد من الفروع والهياكل المرتبطة به، مما أعطى البنك الفيدرالي مرونة أكبر للتعامل مع التحديات الاقتصادية المتغيرة.
إضافة إلى ذلك، قام البنك الفيدرالي بالعديد من الإجراءات الهامة على مر العقود، بما في ذلك تنفيذ سياسات نقدية مختلفة للتعامل مع الكساد والاضطرابات الاقتصادية في مختلف الفترات. كما قام بمساهمة فعالة في التعامل مع الأزمات المالية الكبيرة، مثل أزمة عام 2008.
إليك نظرة عامة حول بعض المحطات الرئيسية في تطور البنك الفيدرالي:
1. الفترة الأولى (1913-1930) تأسس البنك الفيدرالي بموجب قانون الاحتياطي الفيدرالي في عام 1913. خلال هذه الفترة، تم تطوير هياكله الأساسية وإنشاء الفروع المنتشرة في مختلف مناطق الولايات المتحدة. إذ كان الهدف الرئيسي هو ضمان استقرار النظام المالي والحد من الاضطرابات المالية.
2. فترة الكساد والحرب العالمية الثانية (1930-1940): خلال فترة الكساد في ثلاثينيات القرن العشرين وأثناء الحرب العالمية الثانية، تحول التركيز إلى تعزيز النمو الاقتصادي ودعم الاقتصاد في وقت الأزمات.
3. ما بعد الحرب وفترة ما بين الحروب (1950-1960): بعد انتهاء الحرب، تم توجيه جهود البنك الفيدرالي نحو تعزيز الاستقرار المالي ومراقبة معدلات التضخم التوظيف، كما تم تطوير أدوات جديدة للسياسة النقدية.
4. تطور أدوات السياسة النقدية (1970-1980): خلال هذه الفترة، واجه البنك الفيدرالي تحديات جديدة مثل ارتفاع معدلات التضخم والبطالة المرتفعة، فتم تطوير أدوات السياسة النقدية وجعلها أكثر تعقيدًا لتتمكن من التعامل مع التحديات الصعبة والمتغيرة.
5. معايير الرقابة والتوجيه (1990-2000): تم وضع معايير جديدة للرقابة والتوجيه للبنوك والمؤسسات المالية الكبيرة، وذلك بناءً على الخبرات المستفادة من الأزمات المالية مثل أزمة الائتمان العالمية عام 2008.
6. التطورات المعاصرة (2010 وما بعدها): بعد أزمة الائتمان، زادت أهمية البنك الفيدرالي ودوره المحوري في الحفاظ على استقرار النظام المالي. حيث قام البنك باستخدام أدوات غير تقليدية مثل السياسة الكمية وإجراءات تيسير كمي لتعزيز النمو الاقتصادي ودعم الأسواق المالية.
هيكل البنك الفيدرالي الأمريكي
كما ذكرنا أن البنك الفيدرالي الأمريكي هو البنك المركزي للولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى أنه المسؤول عن السياسة النقدية وإدارة النظام المالي في الولايات المتحدة. فبالتأكيد أن البنك الفيدرالي يملك هيكلية خاصة تتألف من عدة عناصر، وهي:
● مجلس الاحتياطي الفيدرالي Federal Reserve Board)): هو هيئة تنظيمية تتألف من سبعة أعضاء يعيّنهم الرئيس الأمريكي ويقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي بوضع السياسات النقدية واتخاذ القرارات المتعلقة بالسياسة النقدية والرقابة على النظام المالي. كما ويتولى رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي أيضًا منصب رئيس البنك الفيدرالي.
● البنوك المركزية الإقليمية Federal Reserve Banks)): هناك اثني عشر بنكًا مركزيًا إقليميًا يتبعون للبنك الفيدرالي الأمريكي. حيث أن كل بنك مركزي يتبع منطقة جغرافية معينة في الولايات المتحدة. كما وتقدم هذه البنوك خدمات مصرفية للبنوك التجارية في مناطقها وتشارك في تنفيذ سياسات البنك الفيدرالي.
● اللجنة الاستشارية للنظام المالي Federal Advisory Council)): تتكون من اثني عشر عضوًا من القطاع المصرفي الخاص يُمثِّلون مجموعة متنوعة من المصارف والمؤسسات المالية. تقوم هذه اللجنة بتقديم المشورة والتوجيه لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن الشؤون المالية والاقتصادية.
● اللجان الاستشارية الإقليمية Advisory Committees)): تتألف من أعضاء يُمثِّلون مجتمعات محلية ومختلفة لتقديم التوجيه والمشورة للبنوك المركزية الإقليمية حول قضايا محددة.
تعتبر اللجان الاستشارية الإقليمية جزءًا من هيكل البنك الفيدرالي الأمريكي، وتهدف إلى تعزيز التواصل وتعزيز التوجيه من قبل مجتمعات مختلفة وقطاعات الاقتصاد. كما تشتمل هذه اللجان على ممثلين من القطاعات المالية والاقتصادية في المناطق التي تخدمها البنوك المركزية الإقليمية للبنك الفيدرالي.
● مجلس الاحتياطي الفيدرالي المفتوح Federal Open Market Committee – FOMC)): يُعدّ جزءًا مهمًا من الهيكل وهو المسؤول عن وضع السياسة النقدية من خلال تحديد معدلات الفائدة وتوجيهات شراء أو بيع الأوراق المالية للتأثير على السيولة في الاقتصاد.
تعمل هذه العناصر سويًا لضمان الاستقرار المالي والنقدي في الولايات المتحدة من خلال تنفيذ السياسات الاقتصادية والنقدية الملائمة. حيث يهدف البنك الفيدرالي إلى تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والتضخم وسوق العمل من خلال تنظيم السيولة وتوجيه السياسات النقدية.
كيفية توزيع السلطات والمسؤوليات في البنك الفيدرالي الأمريكي
يتم توزيع السلطات والمسؤوليات في البنك الفيدرالي الأمريكي من خلال هيكله المؤسسي، حيث يتم توزيعها بين مجموعة من الهيئات والمؤسسات لضمان فعالية وشفافية العمل المصرفي والنقدي. وهنا سأقدم لك نظرة عامة على كيفية توزيع هذه السلطات والمسؤوليات:
1. مجلس الاحتياطي الفيدرالي Federal Reserve Board))
○ يعتبر قمة الهرم الإداري للبنك الفيدرالي وهيئة التوجيه واتخاذ القرار العليا في البنك الفيدرالي.
○ يضم مجلس الاحتياطي الفيدرالي رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي ونائب الرئيس وأعضاء آخرين.
○ يتألف من سبعة أعضاء يتم تعيينهم من قبل الرئيس الأمريكي والموافقة عليهم من قبل مجلس الشيوخ.
○ يلعب دورًا رئيسيًا في تحديد معدلات الفائدة وتوجيه السياسات النقدية العامة.
○ مسؤول عن وضع السياسات النقدية واتخاذ القرارات المتعلقة بالنقد والرقابة المالية والاستقرار المالي.
2. البنوك المركزية الإقليمية Federal Reserve Banks))
○ تعمل على مستوى إقليمي وتقدم خدمات مصرفية للبنوك التجارية في المناطق التي تخدمها.
○ تنفذ سياسات البنك الفيدرالي وتشارك في تنفيذ السياسات النقدية.
○ تساهم في مراقبة الوضع الاقتصادي وتقديم تقارير وتوصيات إلى مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
3. اللجنة الاستشارية للنظام المالي (Federal Advisory Council)
○ تتألف من أعضاء يُمثِّلون القطاع المصرفي الخاص.
○ تقوم هذه اللجنة بتقديم التوجيهات والمشورة للبنك الفيدرالي بشأن القضايا المتعلقة بالشؤون المالية.
4. اللجان الاستشارية الإقليمية (Advisory Committees)
○ تمثل مجموعات مختلفة من القطاعات الاقتصادية والمالية، مثل قطاعات الزراعة والصناعة والمجتمعات المحلية.
○ تقدم توجيهات واقتراحات للبنوك المركزية حول القضايا ذات الصلة بمجالاتها المختصة.
5. مجلس الاحتياطي الفيدرالي المفتوح Federal Open Market Committee – FOMC))
○ يتولى وضع سياسات السيولة والفائدة من خلال تحديد معدلات الفائدة وتوجيهات شراء وبيع الأوراق المالية.
○ يتكون من أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي وبعض رؤساء البنوك المركزية الإقليمية، ولكن للأعضاء الأساسيين في مجلس الاحتياطي الفيدرالي تأثير أكبر في عملية اتخاذ القرار.
○ يعقد اجتماعات بشكل منتظم لتقييم الظروف الاقتصادية واتخاذ قرارات السياسة النقدية الملائمة
بشكل عام، تعمل هذه الهياكل والهيئات سويًا لتحقيق أهداف البنك الفيدرالي. كما وتهدف تلك الهيكلية إلى ضمان توازن السلطات وتحقيق أهداف البنك الفيدرالي المتعلقة في الاستقرار النقدي والمالي ودعم النمو الاقتصادي المستدام. إذ يعكس هذا الهيكل توازنًا بين الاستقلالية والمساءلة لضمان تحقيق أهداف البنك الفيدرالي بشكل فعال.
دور البنك الفيدرالي الأمريكي في الاقتصاد الأمريكي
يلعب البنك الفيدرالي الأمريكي دورًا مهمًا وحاسمًا في الاقتصاد الأمريكي، حيث يهدف إلى الحفاظ على استقرار النظام المالي وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام، كما يمتد إلى عدة جوانب مهمة في تشكيل وإدارة الاقتصاد. فيما يلي بعض الأدوار الرئيسية التي يقوم بها البنك الفيدرالي في الاقتصاد:
1. التحكم في تضخم الأموال والاستقرار المالي:
○ يسعى البنك الفيدرالي إلى مكافحة التضخم الزائد أو الانكماش من خلال تنفيذ سياساته النقدية ومراقبة النمو النقدي.
○ يعمل البنك الفيدرالي على الحفاظ على استقرار الأسعار والحد من التقلبات الاقتصادية غير المرغوب فيها.
2. سياسة النقد ومراقبة معدلات الفائدة:
○ يتحكم البنك الفيدرالي في معدلات الفائدة من خلال سياسة الفائدة، وهي واحدة من أهم الأدوات الأساسية التي يستخدمها الفيدرالي للتأثير على النمو الاقتصادي ومستويات التضخم.
○ يقوم البنك الفيدرالي برفع معدلات الفائدة للحد من التمويل وتقليل التضخم، بينما يقوم بتخفيضها لتشجيع الإنفاق وتعزيز النمو الاقتصادي.
3. إدارة السيولة والنقد:
○ يدير البنك الفيدرالي السيولة في النظام المالي من خلال توفير الأموال والقروض للبنوك التجارية.
○ يعمل على ضمان توفير السيولة الكافية للبنوك والأسواق المالية بهدف الحفاظ على استقرار النظام المالي.
4. الإشراف والرقابة على المصارف والمؤسسات المالية:
○ يقوم البنك الفيدرالي بالمراقبة والرقابة على البنوك والمؤسسات المالية لضمان التزامها بالمعايير والقوانين المالية.
○ يهدف الفيدرالي إلى تقديم بيئة مالية آمنة ومستدامة من خلال مراقبة الأنشطة المالية والتصدي للمخاطر.
5. تعزيز الاستقرار المالي:
○ يلعب الفيدرالي دورًا مهمًا في الحفاظ على استقرار النظام المالي وتقديم التوجيهات والإشراف على السياسات التي تساهم في تجنب الأزمات المالية.
6. تقديم بيانات وتحليلات اقتصادية:
○ يقدم البنك الفيدرالي بيانات اقتصادية مهمة وتحليلات للسياسيين والجمهور لمساعدتهم في فهم حالة الاقتصاد واتخاذ القرارات المناسبة.
7. دعم سوق العمل والتوظيف:
○ من خلال سياسته النقدية والاقتصادية، يهدف البنك الفيدرالي إلى تعزيز نمو الوظائف وخفض معدلات البطالة.
8. توجيه السياسات الاقتصادية:
○ يقدم البنك الفيدرالي توجيهات للحكومة والجهات المعنية بشأن السياسات الاقتصادية والنقدية لتحقيق أهداف النمو والاستقرار.
دور البنك الفيدرالي الأمريكي في التضخم
يلعب البنك الفيدرالي الأمريكي دورًا مهمًا في مكافحة التضخم والحفاظ على استقرار الأسعار. حيث يشير التضخم إلى زيادة عامة ومستدامة في أسعار السلع والخدمات عبر مرور الوقت، مما قد يؤثر سلبًا على الاقتصاد وقدرة الأفراد على شراء السلع والخدمات.
يأتي دور البنك الفيدرالي في التضخم من خلال سياسته النقدية والإجراءات التي يتخذها للتحكم في معدلات التضخم والحفاظ على استقرار الأسعار. إليك كيف يؤدي البنك الفيدرالي هذا الدور:
1. مراقبة معدلات التضخم:
○ يراقب البنك الفيدرالي عن كثب معدلات التضخم من خلال مختلف المؤشرات مثل مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) ومؤشر أسعار المنتجين (PPI).
○ يستخدم الفيدرالي هذه المؤشرات لتقييم تطور التضخم ومدى تأثيره على الاقتصاد.
2. تحديد سياسة الفائدة:
○ يعتبر معدل الفائدة واحدًا من أهم الأدوات التي يستخدمها البنك الفيدرالي للتحكم في التضخم.
○ عندما يلاحظ البنك ارتفاعًا في معدلات التضخم، قد يقوم برفع معدلات الفائدة للحد من الإنفاق وتقليل الضغوط التضخمية.
3. توجيهات السياسة النقدية:
○ يقوم البنك الفيدرالي بإصدار توجيهات وبيانات تشير إلى اتجاهات السياسة النقدية المستقبلية.
○ يستخدم هذه التوجيهات للتأكيد على التزامه بالحفاظ على استقرار الأسعار ومكافحة التضخم.
4. مراقبة نمو النقد:
○ يتابع البنك الفيدرالي نمو النقد والائتمان في الاقتصاد.
○ يمكن أن يتخذ إجراءات للحد من نمو النقد إذا توقع أن زيادة الإنفاق قد تؤدي إلى تصاعد التضخم.
5. تقديم توجيهات للجهات الأخرى:
○ يلعب البنك الفيدرالي دورًا في توجيه الجهات الأخرى، بما في ذلك الحكومة الأمريكية، حول أهمية مكافحة التضخم والحفاظ على استقرار الأسعار.
بشكل عام، يسعى البنك الفيدرالي إلى تحقيق توازن بين دعم النمو الاقتصادي ومكافحة التضخم، وذلك من خلال تنفيذ سياسات نقدية ملائمة تعكس الظروف الاقتصادية الحالية وتوقعات المستقبل.
دور البنك الفيدرالي الأمريكي في مجال الفائدة
يلعب البنك الفيدرالي الأمريكي دورًا أساسيًا في تحديد وتوجيه سياسات الفائدة وتأثيرها على الاقتصاد. حيث تعتبر معدلات الفائدة أحد أهم الأدوات التي يستخدمها البنك الفيدرالي للتحكم في النمو الاقتصادي. سنستعرض هنا كيف يؤدي البنك الفيدرالي دوره في مجال الفائدة:
1. تحديد معدلات الفائدة الرئيسية:
○ البنك الفيدرالي يحدد معدلات الفائدة الرئيسية، والتي تُعرف أيضًا بسعر الفائدة على الأموال المقترضة بين البنوك المركزية الإقليمية والبنك الفيدرالي.
○ تعتبر هذه المعدلات معيارًا أساسيًا لتحديد تكلفة الاقتراض والاستدانة بين البنوك.
2. تأثير معدلات الفائدة على الإنفاق والاقتصاد:
○ تؤثر معدلات الفائدة على قرارات الاستثمار والاقتراض من قبل الشركات والأفراد.
○ انخفاض معدلات الفائدة يجعل الاستدانة أكثر جاذبية، مما يشجع على زيادة الاستثمار والإنفاق الاستهلاكي.
3. مكافحة التضخم ودعم الاستقرار المالي:
○ يستخدم البنك الفيدرالي معدلات الفائدة للمساهمة في مكافحة التضخم، حيث يمكنه رفع معدلات الفائدة للحد من زيادة أسعار السلع والخدمات.
○ كما يمكن أن يستخدم خفض معدلات الفائدة لتعزيز الإنفاق والنمو الاقتصادي في حالة تراجع النشاط الاقتصادي.
4. تأثير معدلات الفائدة على سوق العقارات:
○ معدلات الفائدة تؤثر بشكل كبير على أسواق العقارات وقرارات الشراء والبيع للمنازل.
○ انخفاض معدلات الفائدة يزيد من جاذبية التمويل العقاري ويحفز السوق العقارية.
5. تأثير معدلات الفائدة على سوق الأسهم:
○ معدلات الفائدة تؤثر أيضًا على سوق الأسهم، حيث يمكن أن تؤثر على قرارات المستثمرين وتقييم الشركات.
○ انخفاض معدلات الفائدة قد يزيد من جاذبية الأسهم كبديل استثماري.
6. توجيه السياسة النقدية:
○ من خلال تعديل معدلات الفائدة، يقوم البنك الفيدرالي بتوجيه السياسة النقدية لتحقيق أهدافه المالية والاقتصادية.
بشكل عام، معدلات الفائدة تلعب دورًا حاسمًا في توجيه الاقتصاد وتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي ومكافحة التضخم، والبنك الفيدرالي يستخدم سياسته النقدية لتحقيق هذه الأهداف.
دور البنك الفيدرالي الأمريكي في النقد الأجنبي
يشكّل البنك الفيدرالي الأمريكي دورًا مهمًا في إدارة ورصد النقد الأجنبي بالإضافة إلى السياسات المالية الدولية المتعلقة بالعملات والتبادل. إليك دور البنك الفيدرالي في النقد الأجنبي:
1. الرصد والتحليل:
○ يراقب البنك الفيدرالي تطورات سوق العملات الأجنبية ويحلل تأثيرها على الاقتصاد الأمريكي.
○ يتابع تقلبات أسعار الصرف والتغيرات الاقتصادية في الدول الأخرى لفهم تأثيرها المحتمل على النمو والتضخم داخل الولايات المتحدة.
2. التدخل في سوق الصرف:
○ في بعض الأحيان، يمكن للبنك الفيدرالي أن يتدخل في سوق الصرف للتأثير على قيمة الدولار الأمريكي.
○ قد يقوم بشراء أو بيع الدولار لتعزيز استقرار العملة أو لتحسين توازن المدفوعات.
3. التعاون مع الجهات الأخرى:
○ يتعاون البنك الفيدرالي مع مؤسسات مالية دولية أخرى وبنوك مركزية لتبادل المعلومات وتنسيق السياسات المالية الدولية.
○ يشارك في منتديات دولية مثل مجموعة العشرين (G20) لمناقشة قضايا النقد الدولي والاستقرار المالي العالمي.
4. السياسات النقدية الدولية:
○ يسعى البنك الفيدرالي إلى تحقيق التعاون الدولي في مجال النقد والسياسات النقدية.
○ يساهم في الجهود الدولية للتحكم في التقلبات النقدية وتعزيز استقرار العملات والاقتصادات.
5. تأثير على سياسات الفائدة الأجنبية:
○ سياسات الفائدة في الولايات المتحدة يمكن أن تؤثر على معدلات الصرف والنمو الاقتصادي في دول أخرى.
○ يتعاون البنك الفيدرالي مع بنوك مركزية أخرى لتفادي تداول سياسات نقدية تؤثر بشكل سلبي على الاقتصاد العالمي.
بشكل عام، يهدف البنك الفيدرالي إلى الحفاظ على استقرار الأسواق المالية والعملات الأجنبية، ويستخدم أدواته وسياسته النقدية لدعم النمو المستدام والاستقرار المالي داخل الولايات المتحدة وفي السياق الدولي.
من يملك البنك الفيدرالي الأمريكي ؟
إن البنك الفيدرالي الأمريكي ليس “مملوكاً” لأي شخص. إذ تم إنشاء الاحتياطي الفيدرالي في عام 1913 بموجب قانون الاحتياطي الفيدرالي ليكون بمثابة البنك المركزي للبلاد.
يُعد البنك الفيدرالي الأمريكي مؤسسة حكومية ذاتية الإدارة، إذ تأسس بموجب قوانين الولايات المتحدة الأمريكية، كما تتبع سلطته للحكومة الفيدرالية. إذ يعمل البنك الفيدرالي كمؤسسة مستقلة تسعى لتنفيذ السياسة النقدية والرقابة المالية إضافة إلى إدارة السيولة في النظام الأمريكي بهدف تحقيق استقرار النظام المالي والاقتصاد الوطني.
تشمل إدارة البنك الفيدرالي الأمريكي مجلس الاحتياط الفيدرالي الذي يتكون من سبعة أعضاء يُعيّنون من قبل الرئيس الأمريكي ويصادق عليهم من قبل مجلس الشيوخ. إذ يعد مجلس الاحتياط الفيدرالي في واشنطن العاصمة وكالة تابعة للحكومة الفيدرالية ويقدّم تقاريره إلى الكونجرس وهو مسؤول مباشرة أمامه.
وفيما يتعلق بموضوع الملكية أيضًا، فالبنك الفيدرالي الأمريكي يتبع نموذج تمويل حكومي ولا يتعامل مع مساهمين خاصين. إذ يتم تشغيله وإدارته بموجب القوانين الفيدرالية وتحت إشراف الحكومة الفيدرالية، وهو مؤسسة ذاتية الإدارة تهدف إلى تحقيق أهداف اقتصادية ومالية معينة تتعلق بسياسته النقدية والاستقرار المالي.
يعد البنك الفيدرالي الأمريكي نظام مركزي للبنوك المركزية، وهو مملوك للحكومة الفيدرالية الأمريكية أي ليس له ملكية خاصة، وبالتالي فهو ليس في يد أفراد أو كيانات خاصة.
يتألف البنك الفيدرالي الأمريكي من 12 فرعًا إقليميًا تُعرف بـ “البنوك الفيدرالية الإقليمية” (Federal Reserve Banks)، وهذه البنوك الإقليمية تمتلكها البنوك المصرفية الخاصة في مناطقها. ولكن من الجدير بالذكر أيضًا أن هذه البنوك الإقليمية ليست مملوكة للأفراد أو للشركات، بل هي هيئات غير ربحية تتعامل بشكل أساسي مع البنوك المصرفية وتؤدي دورًا مهمًا في نظام الاحتياطي الفيدرالي.
بالإضافة إلى البنوك الإقليمية، هناك الاحتياطي الفيدرالي للولايات المتحدة، والذي يعرف أيضًا بـ “الاحتياطي الفيدرالي” (Federal Reserve Board)، وهو هيئة حكومية تتخذ قرارات سياستها وتشرف على عمل البنوك الإقليمية. الاحتياطي الفيدرالي ليس مملوكًا للجمهور أو لجهات خاصة، وهو يعمل بموجب التشريعات الفيدرالية والرقابة الحكومية.
بالمجمل، يضم البنك الفيدرالي الأمريكي هياكل حكومية وأنظمة تشريعية تضمن استقلاليته عن القطاع الخاص وتحقق مهامه كبنك مركزي وسلطة نقدية في الولايات المتحدة.
التمويل
أما فيما يتعلق بالتمويل، فيعد المصدر الرئيسي لتمويل البنك الفيدرالي هو العائدات التي يحققها الفيدرالي من سياسته النقدية والأنشطة المالية الأخرى. على سبيل المثال، يحصل البنك على دخل من فائدة الأموال التي يقرضها للبنوك التجارية ومن الاستثمارات الأخرى التي يقوم بها.
أيضًا، ينبع تمويل البنك الفيدرالي الأمريكي إلى مصادر أخرى متعددة، وتتضمن هذه المصادر:
1. احتياطيات البنوك المصرفية: وتمثل المصدر الأساسي لتمويل البنك الفيدرالي. حيث يُطلب من البنوك المصرفية الاحتفاظ بجزء من أموالها في حسابات احتياطي في البنك الفيدرالي. إذ تُستخدم هذه الأموال لتلبية احتياجات البنك الفيدرالي للتمويل وضبط السيولة في الاقتصاد.
2. بيع السندات: يعتمد البنك الفيدرالي أيضًا على بيع سندات حكومية أمريكية وأخرى ذات عائد ثابت لجمع الأموال. تعتبر هذه السندات وسيلة إضافية للحصول على التمويل اللازم لتمويل نشاطاته وسياسته النقدية.
3. الفوائد والأرباح: يحقق البنك الفيدرالي دخلاً من الفوائد على السندات والأموال التي يمتلكها، بالإضافة إلى الأرباح التي يحققها من استثماراته وأنشطته المالية الأخرى.
4. قروض للبنوك المصرفية: في بعض الحالات، يمكن للبنوك المصرفية الاقتراض من البنك الفيدرالي عند الحاجة لسيولة إضافية. هذا يعمل كوسيلة لزيادة تمويل البنك الفيدرالي.
هذه المصادر تساهم في توفير التمويل اللازم للبنك الفيدرالي لأداء مهامه وتحقيق أهدافه، بما في ذلك تنفيذ السياسة النقدية والمحافظة على استقرار الاقتصاد الأمريكي.
التحديات والانتقادات التي يواجهها البنك الفيدرالي الأمريكي
يواجه البنك الفيدرالي الأمريكي العديد من التحديات، ومن بين هذه التحديات والانتقادات الأكثر شيوعًا:
1. سياسة الفائدة والتضخم: يواجه البنك الفيدرالي تحديات كبيرة في تحديد السياسة النقدية المناسبة فيما يتعلق بمعدلات الفائدة والتضخم. فعلى الرغم من أهمية تحقيق التوازن في هذين الجانبين، إلا أن تحقيق هذا التوازن قد يكون مهمة صعبة.
فعلى سبيل المثال، إذا ارتفعت معدلات التضخم بشكل مفرط، فإن ذلك قد يؤدي إلى زيادة كبيرة في تكاليف المعيشة للمواطنين والأسر. ومن ناحية أخرى، إذا تم خفض معدلات الفائدة بشكل زائد، فإن ذلك يمكن أن يشجع على تضخم غير مرغوب فيه وقد يؤثر على استقرار الأسواق المالية.
بالتالي، تكمن تحديات كبيرة أمام البنك الفيدرالي في تحقيق التوازن الأمثل بين السياسة النقدية ومكافحة التضخم.
2. السياسة النقدية والسياسة الضريبية: يتعين على البنك الفيدرالي تنسيق جهوده مع السياسة الضريبية والسياسة النقدية للحكومة الفيدرالية. حيث أن تأثير هذا التنسيق يمكن أن يكون تحديًا واضحًا في بعض الأحيان، خاصةً عندما تكون هناك اختلافات في الأهداف والأساليب.
3. الانتقادات السياسية: يتعرض البنك الفيدرالي لانتقادات سياسية من وقت لآخر، حيث يُتّهم بالتأثير على السياسة النقدية بمصلحة الحكومة أو مصالح البنوك الكبرى على حساب مصلحة الجمهور.
4. الشفافية: يثير بعض النقاد قضايا حول مدى شفافية البنك الفيدرالي، حيث يعتقدون أن هناك حاجة إلى زيادة مستوى الشفافية فيما يتعلق بقراراته وإجراءاته.
5. الاقتصاد العالمي: تعتبر تأثير الأحداث الاقتصادية والسياسية العالمية على الاقتصاد الأمريكي تحديًا، ويتوجب على البنك الفيدرالي مراعاة هذه العوامل في صياغة سياسته النقدية.
6. المخاطر المالية: يعبر بعض الأشخاص عن قلقهم بشأن سياسات الفائدة المنخفضة لفترات طويلة والتي قد تؤدي إلى تكديس المخاطر المالية وتشكيل فقاعات في الأسواق المالية.
7. التوترات الدولية: يمكن أن تلقي التوترات الدولية والنزاعات التجارية بظلالها على السياسة النقدية والاقتصاد الأمريكي، مما يزيد من تعقيدات الوضع الاقتصادي.
8. التوزيع غير المتساوي للثروة: تتوجه للبنك الفيدرالي العديد من الانتقادات حول سياسته النقدية بسبب تأثيرها على تكديس الثروة وزيادة التفاوت بين الطبقات الاجتماعية.
9. الاعتماد على الأدوات التقليدية: يُطلب من البنك الفيدرالي أحيانًا التفكير بأدوات جديدة للتعامل مع التحديات الاقتصادية الحالية، بما في ذلك تأثير التكنولوجيا على الاقتصاد والتغيرات البيئية.
10.الديون الوطنية: ازدياد الديون الوطنية يمكن أن يشكّل ضغطًا على الاقتصاد ويَحد من مرونة البنك الفيدرالي في تنفيذ سياسته النقدية.
وعلى الرغم من تلك التحديات والانتقادات التي يواجهها البنك الفيدرالي والتي تشكّل ضغطًا على عاتقه، فمن الجدير بالذكر أن البنك الفيدرالي يتعامل مع تلك التحديات بحذر ويتخذ قراراته بناءً على تحليلاته وأهدافه النقدية، ويحاول دائمًا تحقيق استقرار الأسعار والنمو الاقتصادي.
ومن المهم أن نلاحظ أن البنك الفيدرالي يعمل في بيئة معقدة ومتغيرة باستمرار، ومن المتوقع أن تستمر هذه الانتقادات والتحديات في التطور مع تغير الظروف الاقتصادية والسياسية، وستبقى هذه الانتقادات جزءًا من النقاش العام حول سياسته وأدائه.
تأثير البنك الفيدرالي الأمريكي على الاقتصاد العالمي
بلا شك، أن الولايات المتحدة الأمريكية تعد صاحبة أكبر اقتصاد في العالم، إذ يعتبر الاقتصاد الأمريكي لاعباً رئيسياً في ساحة الاقتصاد العالمي. فمنذ سبعينيات القرن العشرين، تزايد اندماج الولايات المتحدة الأمريكية في الأسواق العالمية بمقدار ثلاثة أضعاف. وهذا يعني أن الاقتصاد الأمريكي يساهم في الوقت الحالي بنحو 30% من الاقتصاد العالمي.
وبما أن البنك الفيدرالي الأمريكي هو البنك المركزي للولايات المتحدة الأمريكية والتي تهيمن على أكبر اقتصاد في العالم، والتي تملك عملة الدولار التي تعد واحدة من أهم العملات الرئيسية في العالم، لذا فإن البنك الفيدرالي له تأثير كبير على الاقتصاد الأمريكي وبالتالي على الاقتصاد العالمي إليك بعض الأثار الرئيسية للبنك الفيدرالي على الاقتصاد العالمي:
1. سعر الفائدة: يحدد البنك الفيدرالي سعر الفائدة الرئيسي في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي يعرف بمعدل الفائدة الفيدرالي. يلعب تحديد وتغيير هذا المعدل دورًا كبيرًا وواضحًا في التأثير بشكل مباشر سوق الفائدة وأسعار الفائدة في العالم.
عندما يرتفع معدل الفائدة الفيدرالي، يصبح الدولار الأمريكي أكثر جاذبية للمستثمرين، مما يساهم في زيادة تدفق رؤوس الأموال إلى الولايات المتحدة، والذي يؤدي إلى تقوية الدولار وزيادة تكلفة الاقتراض في الدول الأخرى، مما يؤثر سلبًا على الاقتصاد العالمي بشكل عام.
2. الاستقرار المالي العالمي: يلعب البنك الفيدرالي دورًا هامًا في الحفاظ على توازن واستقرار النظام المالي العالمي من خلال رصد ومراقبة الأزمات المحتملة واتخاذ إجراءات لمنعها أو التعامل معها عند حدوثها.
3. سوق الأسهم: يمكن أن تؤثر قرارات البنك الفيدرالي وتوجيهاته بشأن السياسة النقدية بشكل كبير على سوق الأسهم الأمريكي. إذ أن التقلبات في الأسواق الأمريكية يمكن أن تنتقل إلى الأسواق العالمية وبدورها تؤثر على الاستثمارات الدولية.
4. تأثير الدولار: التغيرات التي تحدث في الأسواق الأمريكية، وقرارات البنك الفيدرالي التي تؤثر على قيمة الدولار الأمريكي، يؤثران بشكل كبير على ارتفاع معدل الفائدة الفيدرالي مما يجذب المستثمرين للدولار الأمريكي لتحقيق عوائد أعلى على استثماراتهم، مما يؤدي إلى تعزيز قيمته. وهذا يؤدي إلى انخفاض قيم العملات الأخرى مقابل الدولار والذي يودي بتأثيرات اقتصادية كبيرة على الدول الأخرى.
5. التأثير على التضخم: سياسة البنك الفيدرالي تؤثر أيضًا على معدل التضخم في الولايات المتحدة وعلى الساحة العالمية. فقد يتخذ الفيدرالي إجراءات للحد من التضخم أو لتعزيز النمو الاقتصادي، وهذا يمكن أن يؤثر على أسعار السلع والخدمات في العالم.
6. الاستثمار الأجنبي: سياسته تؤثر على قرارات المستثمرين الأجانب بشأن استثمار أموالهم في الولايات المتحدة. فكما ذكرنا أن التغييرات في معدل الفائدة والتضخم يمكن أن تؤثر على جاذبية الاستثمار في الاقتصاد الأمريكي.
7. التأثير على التجارة الدولية: تقوم السياسة النقدية للبنك الفيدرالي بتحديد قيمة الدولار الأمريكي مقارنة بالعملات الأخرى. ارتفاع قيمة الدولار يمكن أن يجعل المنتجات الأمريكية أقل تنافسية على السوق العالمية، مما يؤثر على صادرات الولايات المتحدة وقد يؤثر على التوازن التجاري العالمي.
في المجمل، يمكننا الجزم بأن البنك الفيدرالي يملك تأثيرًا كبيرًا على الاقتصاد العالمي نتيجة للدور الذي يلعبه كبنكًا مركزيًا للولايات المتحدة الأمريكية صاحبة أكبر نفوذ اقتصادي في الأسواق المالية والاقتصاد العالمي، والتي تملك عملة الدولار الأمريكي التي يعتبر عملة عالمية أساسية، بالإضافة إلى قرارات البنك الفيدرالي بشأن معدلات الفائدة والتضخم والنمو الاقتصادي التي تتداول عبر الحدود وتؤثر على الاقتصادات العالمية بشكل مباشر وغير مباشر.
دور البنك الفيدرالي في الأزمات المالية
يلعب البنك الفيدرالي الأمريكي دورًا حاسمًا في التعامل مع الأزمات المالية والاقتصادية في الولايات المتحدة. إليك الدور الرئيسي الذي يلعبه البنك الفيدرالي في هذه الأزمات:
● توفير السيولة: في مواجهة الأزمات المالية، يتدخل البنك الفيدرالي لتوفير السيولة للأسواق المالية. يمكن أن يكون ذلك عبر عمليات الإقراض للبنوك التجارية بسعر فائدة منخفض، مما يساعد على منع انهيار النظام المالي.
● تخفيض سعر الفائدة: يمكن أن يخفض البنك الفيدرالي سعر الفائدة الرئيسي لتحفيز النمو الاقتصادي وتخفيف الضغوطات الاقتصادية في حالة الأزمات. مما يمكّن من تحفيز الاستثمار ويسهم في استعادة الثقة في الأسواق المالية.
● إجراءات غير تقليدية: يستخدم البنك الفيدرالي أيضًا أدوات غير تقليدية للتصدي للأزمات. فعلى سبيل المثال، في الأزمة المالية العالمية عام 2008، قام البنك الفيدرالي بشراء الأصول المالية المعدومة (مثل السندات الرهنية) من البنوك لتخفيف الضغط على أصولهم وتحسين مركزهم المالي.
● الإعلانات والتوجيهات: إلى جانب التدابير النقدية والمالية، يمكن أن يكون للتصريحات والتوجيهات الصادرة عن مسؤولي البنك الفيدرالي تأثيرًا كبيرًا على الثقة في الأسواق المالية. على سبيل المثال، تصريحات رئيس البنك الفيدرالي يمكن أن تعكس التوجهات المستقبلية للسياسة النقدية وتؤثر على أسعار الفائدة والاستثمار.
● مراقبة ورصد النظام المالي: يلعب البنك الفيدرالي دورًا حيويًا في مراقبة ورصد النظام المالي للكشف عن أي علامات مبكرة للأزمات المالية. كما ويتعاون مع الجهات الرقابية الأخرى لمراقبة البنوك والمؤسسات المالية والأسواق المالية.
بشكل عام، يلعب البنك الفيدرالي دورًا بارزًا في الاستجابة للأزمات المالية والاقتصادية، ويسعى إلى الحفاظ على استقرار النظام المالي ودعم النمو الاقتصادي.
علاقات البنك الفيدرالي مع البنوك المركزية الأخرى
يحافظ البنك الفيدرالي الأمريكي على علاقات وثيقة مع البنوك المركزية الأخرى حول العالم. تهدف هذه العلاقات إلى تعزيز التعاون الدولي في مجالات متعددة وضمان استقرار الأسواق المالية العالمية. إليك بعض الجوانب الرئيسية لعلاقات البنك الفيدرالي مع البنوك المركزية الأخرى:
● تبادل المعلومات والبيانات: يتشارك البنك الفيدرالي مع البنوك المركزية بانتظام المعلومات والبيانات المتعلقة بالسياسة النقدية والاقتصاد والأسواق المالية. مما يساعد في فهم أفضل للأوضاع الاقتصادية والمالية في العالم.
● تعزيز الاستقرار المالي: يعمل البنك الفيدرالي والبنوك المركزية معًا على تعزيز الاستقرار المالي العالمي من خلال التعاون في العديد من المجالات مثل رصد الأزمات المالية المحتملة وتنسيق الاستجابة لها. وبالتأكيد يمكن أن تكون هذه الجهود حيوية لمنع انتشار الأزمات عبر الحدود.
● تبادل الخدمات المالية: بعض البنوك المركزية تتبادل الخدمات المالية مع البنك الفيدرالي، مثل إقامة عقود أو مشاركة في العمليات المالية. مما يساعد في توفير السيولة ودعم النظام المالي العالمي.
● توجيهات السياسة النقدية: يناقش البنك الفيدرالي مع البنوك المركزية السياسات النقدية والمالية وتأثيرها على الاقتصادات الوطنية والعالمية. تلك النقاشات تمكّن من تحقيق تنسيق أفضل بين البنوك المركزية لدعم الاستقرار الاقتصادي العالمي.
● تبادل الخبرات والأفكار: يجري البنك الفيدرالي مع البنوك المركزية مناقشات واجتماعات دورية لتبادل الخبرات والأفكار حول كيفية التعامل مع التحديات الاقتصادية والمالية. هذه المناقشات بشأنها تساهم في تطوير استراتيجيات للتعامل مع الأزمات ودعم الاستقرار المالي العالمي.
● تعزيز الثقة: توجيه الرسائل المشتركة والتصريحات من قبل البنك الفيدرالي إلى البنوك المركزية يمكن أن يساهم في بناء الثقة في الأسواق المالية وتهدئة الأوضاع عندما تنشب أزمات.
بشكل عام، تهدف علاقات البنك الفيدرالي مع البنوك المركزية الأخرى إلى تعزيز التعاون والتنسيق الدولي لمواجهة التحديات الاقتصادية والمالية ودعم استقرار النظام المالي العالمي، مما يعود أثره بشكل واضح على الاقتصاد العالمي.
في الختام، يُعتبر البنك الفيدرالي الأمريكي ركيزة أساسية في النظام المالي والاقتصاد الوطني والعالمي. حيث يلعب دورًا حيويًا بارزًا في تنظيم السياسة النقدية ومراقبة النظام المالي، ويتفاعل بشكل وثيق مع الحكومة الفيدرالية والقطاع المصرفي الخاص لضمان استقرار الاقتصاد الأمريكي. كما يعكس البنك الفيدرالي الأمريكي التزامًا راسخًا بضمان استدامة النمو والاستقرار الاقتصادي.
وبفضل قوة البنك الفيدرالي ومرونته، فيمكن للفيدرالي التصدي للتحديات الاقتصادية والمالية المتغيرة والتأثير على السياسة النقدية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي. كما يلعب الفيدرالي دورًا مهمًا في دعم الاقتصاد العالمي من خلال تعزيز التعاون مع البنوك المركزية الأخرى حول العالم.
ومع تغيير الزمن وتطور الأوضاع الاقتصادية، يبذل البنك الفيدرالي قصارى جهوده في تكييف وتطوير سياسته لمواجهة التحديات الجديدة وتحقيق استدامة النمو الاقتصادي والاستقرار المالي في الولايات المتحدة الأمريكية.
وعلى الرغم من تحقيق البنك الفيدرالي الأمريكي للعديد من الإنجازات، إلا أنه يبقى محط اهتمام دائم وموضوعًا للنقاش والتحليل. لذا فعليه تحسين أداءه بشكل مستمر ومواكبة تطور وتغيّر الظروف الاقتصادية لضمان استقرار الأسواق المالية واستدامة النمو الاقتصادي على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية ومستوى الاقتصاد العالمي أيضًا.
الأسئلة الأكثر شيوعًا
ما هو البنك الفيدرالي الأمريكي؟
ما هي وظائف البنك الفيدرالي؟
من يملك البنك الفيدرالي الأمريكي؟
ما هي التحديات التي يواجهها البنك؟
هل يؤثر البنك الفيدرالي على الاقتصاد العالمي؟
eToro: أفضل وسيطٍ لشراء العملات الرقمية
- توفّر أكثرَ من 75 عملة رقمية.
- تقدّم ميّزاتٍ مبتكرةً لنسخ التداول.
- تقتطع رسوماً ثابتةً بنسبة 1% إضافةً إلى فروقاتِ سعري العرض والطلب.
- تدعم وسائل الدفع المناسبة.
- توفّر تطبيق eToro Money كمحفظة كريبتو آمنةٍ لتخزين العملات الرقمية.
Impact-Site-Verification: 14258946-0fc1-4532-b5e8-9a531e17f3e9