شهدت شعبيّة سوق العملات الرقميّة العالميّ ازدهاراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة خصوصاً بعد فقدان عملاء البنوك التقليدية ثقتهم بالمؤسّسات المالية بسبب الأزمة المالية الأمريكية، وشهدت أكبر عملةٍ رقميةٍ في العالم -بيتكوين (BTC)- نموّاً كبيراً خلال الشهر الماضي.

وقد لعبت الأزمة المصرفية الأمريكية دوراً مهماً في دفع العملاء نحو تداول العملات الرقميّة بغرض إيجاد أصولٍ استثماريّةٍ آمنةٍ مثل عملة بيتكوين، الأمر الذي يتضح من تزايد عدد المستثمرين الأمريكيين، بما في ذلك الاستثمار المؤسسيّ الذي يقوم بشراء عملات بيتكوين بصورةٍ كبيرةٍ على أمل أن تحلَّ هذه العملة في النهاية محلّ الدولار الأمريكيّ كعملةٍ احتياطيّةٍ للعالم.

إلى جانب ذلك، أبدت البنوك الصينية مؤخراً استعدادها لقبول شركاتِ العملات الرقمية الموجودة في هونج كونج، ما يعكسُ موقفها الإيجابيّ تجاه قطاع العملات الرقميّة، والذي قد يكون أحد العوامل المهمّة لزيادة ارتفاع سعر بيتكوين.

سعر بيتكوين

يبلغ سعر بيتكوين حالياً 27,898$ بارتفاعٍ تزيد نسبته عن 0.50% في الـ 24 ساعةً الماضية، مع حجم تداولٍ يوميٍّ قدره 14.7 مليار دولار أمريكيّ، وتحتل بيتكوين صدارة السوق بقيمةٍ سوقيةٍ إجماليةٍ تبلغ 539 مليار دولار.

المخطط البيانيّ لأسعار زوج عملات BTC/USD اليوميّة

ويبلغ المعروض المتداول من عملة بيتكوين 19,329,543 عملةً من أصل 21,000,000 عملة بيتكوين.

قبول البنوك الصينية لشركات الكريبتو في هونج كونج يعزّز عملة بيتكوين

سمحت هونج كونج بالوصول إلى قطاع العملات الرقمية، وعلى غير المتوقّع أبدت مؤسساتٌ تابعةٌ للحكومة الصينية دعمها المحتمل لتزايد شركات الكريبتو.

والجديرُ بالذّكر بدءُ بنك الاتصالات (Bank of Communications) وبنك الصين (Bank of China) وبنك شنغهاي بودونغ للتنمية (Shanghai Pudong Development Bank) بتقديم الخدمات المالية لشركات الكريبتو المحلية، وقام ممثلو البنوك الصينية شخصياً بترويج عُروضهم لشركاتِ الكريبتو.

وبالتالي، من المرجّح أن يزيد هذا القرار من تقبّل عملة بيتكوين (BTC) عبرَ السماح لشركات الكريبتو أن تصلَ بشكلٍ أفضل إلى الخدمات المصرفية الأساسية؛ وفي المقابل تبقى القوانين التنظيمية مثل قوانين التعريف بالعملاء (KYC) وإجراءات مكافحة غسيل الأموال (AML) في صلب النظام المصرفيّ، ما يحدّ من التأثير على سعر بيتكوين.

المدير التقنيّ لشركة إنفيديا (Nvidia) يصف العملات الرقمية بـ “عديمة الفائدة” للمجتمع، ويفضّل حلول الذكاء الصنعيّ مثل روبوت تشات جي بي تي (ChatGPT)

صرّح مايكل كاجان -المدير التقني لشركة إنفيديا- أنّ العملات الرقمية لا تُقدّم أيَّ فائدةٍ للمجتمع على الرّغم من قيام شركته ببيع معدّاتٍ بملياراتِ الدولارات إلى مُعدّني العملات الرقمية.

بدلاً من ذلك، يعتقد كاجان أنّ حلول الذكاء الصنعيّ مثل روبوت اللغة الشهير ChatGPT أكثرُ فائدةً من العملات الرقميّة؛ وتجدرُ الإشارة إلى أنّ ChatGPT يُعتبرُ من روّاد المراحل الأولى لثورة الذكاء الصنعيّ، وقد تمّ تدريبه باستخدام ما يقاربُ 10,000 شريحةٍ إلكترونيّةٍ من شركة إنفيديا.

ويمكنُ اعتبار تصريحات كاجان أحد العوامل الرئيسيّة التي قد تتسبّب في المزيد من الارتفاع لأسعار بيتكوين.

التأثيرات المحتملة لحالة عدم اليقين الذي يحيط بمعدل الفائدة الفيدراليّ وإصدار مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصيّ في الولايات المتحدة على سعر بيتكوين

يتوقّع مسؤولو الاحتياطيّ الفيدرالي رفع معدلات الفائدة مرّتين إضافيتين بحلول شهر حزيران/يونيو، إلّا أنّهم لا يستطيعون تأكيد ذلك بسبب التحدياتِ التي تواجه القطاع المصرفيّ، حيث قام الاحتياطيّ الفيدرالي برفع معدلات الفائدة يوم الأربعاء الماضي كما كان متوقعاً، لكنّه يتوخّى الحذر فيما يخص المستقبل نظراً للأزمة المصرفية الجارية.

وترك رئيس الاحتياطيّ الفيدرالي جيروم باول الباب مفتوحاً أمام رفع معدلات الفائدة إذا لزم الأمر، إلا أنّ السوق -على الجانب الآخر- تتوقّع الآن أن يُبقي الاحتياطيّ الفيدرالي معدلات الفائدة على حالها في شهر أيار/مايو وقد يُخفّضها في شهر حزيران/يوليو. وسيتوضّح مستقبلاً تأثير هذه المستجدات على سعر بيتكوين (BTC) والعملات الرقمية الأخرى.

يستمرّ المستثمرون في التركيز على إصدار مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصيّ في الولايات المتحدة المقرّر يوم الجمعة، حيث أنّ مقياس التضخّم هذا هو المفضّل لدى الاحتياطيّ الفيدرالي، وبعدها يُمكن رؤية أثرِهِ على سعر بيتكوين (BTC) والعملات الرقميّة الأخرى.